امين عام الجبهة الشعبية في الأحواز يؤكد ان ايران هي التي تدير نظام الحكم الحالي في العراق



أكد (محمود أحمد الأحوازي) امين عام الجبهة الديمقراطية الشعبية في الأحواز ان الحكم الحالي في العراق تديره ايادي ايرانية عنصرية حاقدة على الشعب العراقي منذ القادسية الأولى، وان السياسة التي ينتهجها النظام في العراق مرتبطة مباشرة بسياسة النظام الايراني.
 واوضح (احمد الاحوازي) في حوار صحفي اجراه معه (جاسم الشمري) مراسل الهيئة نت في العاصمة الاردنية عمان، ان سياسة القمع والانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان التي يتعرض لها العراقيون منذ عام 2003 هي نفسها التي يمارسها النظام الايراني ضد عرب الأحواز بصورة خاصة والشعب الايراني عموما، وذلك لان قيادة الإجرام في العراق تدربت وترعرعت في ايران، كما ارتكبت تلك القيادات الجرائم الوحشية ضد الاسرى العراقيين ابان الحرب الإيرانية ـ العراقية.

وبشأن التدخل الايراني المتواصل في العراق، قال (الأحوازي): نحن لم ولن نستغرب هذا التدخل، لأننا نعرف جيدا ان العراق هو رأس الحربة بالنسبة للاطماع الايرانية في المنطقة العربية، وبعد الاحداث التي تشهدها المنطقة والحصار الدولي المفروض على إيران، اصبح العراق المحافظة الأكثر امنا لتحركات النظام الايراني .. داعيا العالم العربي الى العمل الجاد والسريع لانقاذ العراق من سيطرة ايران لانه يشكل عمق العرب الإستراتيجي، في الوقت الذي اعرب فيه عن ثقته بان الشعب العراقي سيعيد حساباته وسيحاسب الذين ساهموا في ادخال ايران الى وطنهم.

واستعرض (محمود أحمد الأحوازي) اهداف الجبهة الشعبية التي تأسست عام 1990 والسبل الكفيلة بحصول الشعب الاحوازي على حقه في تقرير مصيره، كما قدم شرحا مفصلا لمنطقة الاحواز التي تم احتلالها من قبل ايران عام 1925، وما تتميز به من موقع استراتيجي، اضافة الى احتوائها على اكثر من 80% من ثروة ايران النفطية.

وفي ما يأتي نص الحوار: 

// الهيئة نت: بداية، ممكن أن تعطينا فكرة موجزة عن الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي، والاحواز بصورة عامة؟
*أحمد الأحوازي: تأسست الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي رسمياً في العشرين من كانون الثاني عام 1990 بعد تشكيل خلاياها الأولى عام 1986، ومن اهم اهدافها حصول الشعب الأحوازي على حقه في تقرير المصير وبأي وسيلة ممكنة سواء كانت سياسية أو بتدخل المؤسسات الدولية أو بالكفاح والعمل الميداني، الا ان الجبهة لم تستخدم السلاح حتى الآن، وذلك لعدم تهيئة الظروف، وهذا ما نسعى اليه اليوم بان نهيئ لثورة شعبية واسعة سياسيا وجماهيريا وميدانيا وبكل الوسائل المتاحة وطبقا لما تقره القوانين الدولية التي تعطي الحق للشعوب باستعادة اوطانها المحتلة، باية وسيلة مشروعة.
اما بخصوص الاحواز بشكل عام، فان منطقة الاحواز ـ التي تقع في اهم نقطة استراتيجية في منطقة الشرق الأوسط على طول الساحل الشرقي ومضيق باب السلام (هرمز) ـ كانت قد أُحتلت من قبل ايران في العشرين من نيسان عام 1925 عندما كانت الإمارة الوحيدة الموجودة على الساحل الشرقي والشمالي للخليج العربي، يبلغ عدد سكانها نحو عشرة ملايين نسمة، اضافة الى اكثر من مليون ونصف المليون عربي يعيشون في العمق الايراني وهم قبائل مازالت تعتز بعروبتها، كما تبلغ مساحة الأحواز العربية اكثر من (375) كيلومتر مربع، لكن التواجد العربي المرتبط جغرافيا ببعضه يقتصر الان على اربع محافظات ضمن الخارطة الإيرانية، هي (خوزستان، وبوشهر، وهرمزجان (بندرعباس) وعيلام)، تشكل الثروة المائية الأحوازية اكثر من 50% من المياه الايرانية، كما تقع 65% من الأراضي الصالحة للزراعة في ايران، ضمن محافظة خوزستان، ويوجد في الاحواز 80% من ثروة النظام الايراني النفطية.

// الهيئة نت: ما هي أهم مطالب الاحوازيين من النظام الايراني؟
*أحمد الأحوازي: ليس لنا إلا مطلب واحد وهو طرد الاحتلال وإعادة الوطن وهذا هو هدف جميع التنظيمات الأحوازية الموجودة على الساحة ما عدا حزب (التضامن الديمقراطي الأهوازي) الذي يبحث عن حقوق له ضمن فيدرالية مع الفرس، وهذا ما يرفضه شعبنا اليوم جملة وتفصيلا.

// الهيئة نت: كم عدد الاحوازيين المعتقلين في السجون الايرانية، وما هي التهم الموجهة لهم؟
*أحمد الأحوازي: لا أحد يعرف عدد السجناء الأحوازيين ولا حتى غير الأحوازيين في إيران، لكن الواقع ان السجون في الأحواز اصبحت تغص بهم و المئات منهم ابعدوا الى محافظات في العمق الإيراني وأفضل ما يمكن ان اقوله ان الأحواز الشمالية أي خوزستان على الحدود العراقية في زمن الشاه كان فيها سجنان فقط واليوم هناك عدة سجون في كل مدينة، ففي العاصمة فقط يوجد اكثر من سبعة سجون اضافة الى  السجون السرية.
اما التهم الموجهة للاحوازيين اعلاميا، فهي الإجرام وسرقة الأسلحة والاتجار بالمخدرات والأعمال الإرهابية ومحاربة الله ورسوله والإفساد في الأرض، لكن التهم الأساسية في المحاكم هي تهديد الأمن الإيراني والوهابية التي يعدّونها ارتدادا.

// الهيئة نت: كم عدد الاحوازيين الذين تم اعدامهم؟
*أحمد الأحوازي: أعداد السياسيين الأحوازيين الذين يعدمون سنويا تتجاوز نسبة الـ( 25%) من مجموع الإعدامات التي تنفذ في ايران، والعالم يعرف بان ايران تأتي بعد الصين ـ التي تحتل المرتبة الاولى في مجال الاعدامات ـ اما الاغتيالات السرية والعلنية والدهس بالسيارات وشهداء المقاومة الاحوازية الذين يسقطون خلال المواجهات مع النظام الايراني فان أعدادهم كبيرة.

// الهيئة نت: ما هي أساليب القمع التي تمارسها السلطات الايرانية ضدكم؟
*أحمد الأحوازي: سلطة احتلال تستخدم جميع وسائل القمع ضد ابناء الأحواز، الذي تحاول ايران الحفاظ عليه وعدم التفريط فيه بأي ثمن، والعراق شهد بعضا من اساليب القمع على ايدي المليشيات الايرانية وعلى رأسها فيلق القدس الاجرامي، فالنظام الايراني ما زال يمارس هذه الاساليب ضد الأحوازيين، ومنها القاء جثث شهداء التعذيب من الطائرات المروحية في المستنقعات والأهوار ودفن المعدومين منهم بسرية في مدن ايرانية مجاورة للأحواز، اضافة الى مئات المخطوفين من الطرقات العامة ولا سيما السياسيين والمثقفين الاحوازيين الذين يتعرضون الى شتى انواع التعذيب داخل سجون الحرس والاستخبارات قبل ان يتم تصفيتهم.

// الهيئة نت: ما هي اوجه التشابه بين النظامين القائمين في بغداد وطهران؟
* أحمد الأحوازي: هناك تشابه كبير بين النظامين وذلك لأن الحكم في العراق اليوم تديره ايادي ايرانية عنصرية حاقدة على الشعب العراقي منذ القادسية الأولى، ونظام الحكم في العراق اليوم مرتبط بسياسة ايران مباشرة، فالقمع الذي يجري في العراق هو نفس القمع الذي يمارسه النظام الايراني ضد الأحواز بصورة خاصة والشعب الايراني عموما، وقيادة الإجرام في العراق تدربت وترعرعت في ايران كما مارست اجرامها ضد الاسرى العراقيين أيام الحرب الإيرانية ـ العراقية.

// الهيئة نت: ما هي السبل الكفيلة بحصول الاحوازيين على حقوقهم؟
*أحمد الأحوازي: لا يمكن لاي ثورة في العالم ان تنتصر بدون ارادة شعبها ومشاركته بشكل فاعل لضمان هذا الانتصار، لكن المساندة العربية سيكون لها الأثر في ذلك، وهذا ما حصل في انتصار ثورات المغرب العربي في القرن الماضي، فالمؤسسات الدولية والجامعة العربية تحتاج مواقف الدول العربية لطرح قضية تحرير الاحواز، ونحن متأكدين ان العالم العربي وخصوصا دول الخليج ان لم تتعاون مع الأحوازيين والقوميات غير الفارسية في إيران، لن يهدأ لها بال ولن تستقر امورها ازاء التجاوزات التوسعية الفارسية المتواصلة.

// الهيئة نت: كيف تنظرون في الاحواز الى التدخل الايراني في العراق؟
*أحمد الأحوازي: نحن لم ولن نستغرب التدخل الايراني في العراق، لأننا نعرف جيدا ان العراق هو رأس الحربة بالنسبة للاهداف الايرانية في المحيط العربي، وبعد الاحداث الأخيرة التي تشهدها المنطقة والحصار الدولي المفروض على إيران، اصبح العراق يعد المحافظة الأكثر امنا لتحركات النظام الايراني، ونحن نرى ان احتلال العراق هو امتداد لاحتلال الاحواز والجزر الإماراتية، وعلى العالم العربي ان يعمل سريعا لانقاذ العراق من سيطرة ايران لانقاذ نفسه، لان العراق يشكل عمق العرب الإستراتيجي وعندما يكون فيه حكم وطني سيكون مصدر أمان للجميع، والتواجد الإيراني فيه هو ضرب لهذا العمق.

// الهيئة نت: ما الذي تريده ايران من العراق؟
*أحمد الأحوازي: هناك اهداف توسعية للنظام الإيراني في المنطقة بصورة عامة، والعراق يشكل السد الأول الذي يحتاج عبوره، وبعد الاحداث التي تشهدها سوريا اصبحت اهمية العراق لإيران كبيرة جدا، وما نراه من تدخل وقمع في العراق هو دليل على اهمية هذا البلد لإيران، لكننا واثقين ان الشعب العراقي سيعيد حساباته وسيحاسب من ساهم في ادخال ايران الى وطنهم، ولن يكون العامل الطائفي مساعدا لإيران في العراق على الإطلاق مثل ما لم يصبح مساعدا له في الأحواز، نظرا لزيف شعاراته الطائفية التي يعلنها.

// الهيئة نت: برأيكم، ما هي سبل الحل في كل من العراق والاحواز؟
*أحمد الأحوازي: لا شك ان هناك قوة مقاومة مؤثرة موجودة في العراق والأحواز لابد من التعاون فيما بينها، وضرورة اعادة العلاقات مع الدول العربية المتضررة أو المهددة من ايران، يضاف الى هاتين القوتين، الشعوب غير الفارسية في ايران وهم الشركاء الحقيقيين لنا في مصلحة تفكيك ايران أو اضعافها على اقل تقدير وهذه القوة ستكون قادرة على اعادة التوازن، بل ويمكن ان تنهي احلام الإمبراطورية الفارسية في المنطقة.

يشار الى ان (محمود أحمد الأحوازي) ولد في إحدى القرى التابعة لمدينة الخفاجية المتآخمة لمحافظة ميسان، وأكمل دراسته الابتدائية والثانوية في تلك المدينة، ودخل العمل بعد اجتيازه دورة مهنية في كلية الاقتصاد، حيث عمل كمثمن وخبير في التعرفة الكمركية، شارك في ثورة الشعوب الايرانية عام 1979، ودخل السجن بعد مجزرة المحمرة التي قادها ممثل الخميني في الأحواز، ثم أُبعد منها، وبعد انتهاء الحرب الإيرانية ـ العراقية فقد وظيفته وخرج من ايران عام 1991 وهو يعيش الان في اوروبا كلاجئ. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العراقيّون وكِذْبَات نيسان والتناحر المُرتقب!

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!