لننشر المحبة بين العراقيين


ما يجري في العراق اليوم من قتل وتدمير وتخريب وتهجير ونهب وسلب يدفع ثمنه المواطن البسيط، الحريص على تأمين قوت عياله؛ وربما يكون هذا المواطن من الكافرين بالسياسة وويلاتها، وهنالك اليوم نسبة من العراقيين يتجاهلون نشرات الأخبار التي لا تنقل لهم إلا صراخ اليتامى والأرامل والمهجرين، وأنين الجرحى، وآهات المعتقلين.
السياسيون العراقيون في المنطقة الخضراء لم– ولن- يختلفوا إلا من أجل مصالحهم الشخصية والحزبية، وهم منشغلون يومياً في ترتيب أحوالهم وأوضاعهم المستقبلية، وفي يوم 15/7/2013، كشف مصدر سياسي وصف بأنه "بارز" أن: (إحدى الشخصيات المتورطة في قضية فساد الأسلحة الروسية سيصبح سفيراً في القريب العاجل بعد أن هدد بفضح الملف بشكل كامل)، ورجح المصدر: (أن تصبح هذه الشخصية السفير الجديد لحكومة المالكي في لبنان)!
وفي ذات اليوم عزت مصادر نيابية بارزة في العراق تردي الأوضاع الخدمية والمعيشية إلى الخلافات السياسية الحادة، وأن" الخلافات تنحصر على الأغلب في ثلاثة ملفات: الأول ملف النفط والمنافع التي تجنى من عمليات البيع المشبوهة، أو غير الخاضعة للتعاملات الرسمية، أما الملف الثاني، فيتعلق بمزاد العملة الصعبة في البنك المركزي، وما يتضمنه من تقاسم منافع يومية، تصل إلى مليارات الدنانير، وأن الملف الثالث يخص شبكات الهاتف النقال، وما يضمه من أرباح باهضة تتقاسمها الكتل السياسية للتغطية على سوء الأداء، وعمليات النصب والاحتيال على العملاء من مستخدمي تلك الشبكات"!
هذه هي حقيقة الصراع الدائر بين ساسة المنطقة الخضراء، الذين يملئون الإعلام ضجيجاً، ويدعون بأنهم جاؤوا من أجل نشر "الديمقراطية والحرية والعدالة بين العراقيين"، وغيرها من التصريحات التي ما عادت تنطلي حتى على المواطنين البسطاء!
حقيقة غالبية هؤلاء الساسة، أنهم يسرقون ويكذبون، ويغذون الروح الطائفية؛ ثم يدعون الوطنية، وكل ذلك من أجل استمرارهم أطول فترة زمنية ممكنة في مناصبهم، التي تدر عليهم ذهباً، وأرصدة خيالية في البنوك العالمية.
وهنا لا بد من العمل معاً من أجل الهروب نحو الأمن والأمان والسلم والسلام، وتخليص البلاد من هذه النماذج غير المخلصة، وهذا لا يكون إلا عبر الوسائل العملية الآتية:-
أولاً: نشر روح المحبة والتآخي بين العراقيين، والابتعاد عن مواطن الخلاف الثانوية، والتركيز على نقاط الالتقاء الرئيسية المبدئية.
ثانياً: اخماد الفتنة الطائفية؛ بمزيد من التكاتف والتلاحم؛ لأن السيارات المفخخة، والقنابل لا تفرق بين السني والشيعي، ولا بين العربي والكردي والتركماني واليزيدي والصابئي، وضرورة اشاعة ثقافة المحبة في نفوس شبابنا وأولادنا، وتفويت الفرصة على المراهنين على الخيار الطائفي.
ثالثاً: كشف زيف الحكومة وأتباعها، والعمل على فضح دعاة الوطنية الزائفة، التي يتلحف بها مئات السياسيين في البلاد، وملاحظة أن الدماء الجارية في الشارع العراقي اليوم هي دماء المواطنين الأبرياء، بينما يقبع الساسة خلف أسوار منازلهم المترفة، ومكاتبهم المحصنة.
رابعاً: نبذ المشاريع التقسيمية الداعية لفدرلة العراق، وتقسيمه، والعمل على افشال تلك المشاريع التي لا تزيد المشهد العراقي إلا خراباً وتعقيداً.
خامساً: دعم علماء الدين وشيوخ العشائر والشخصيات الوطنية في مواقفهم الداعية لرص الصفوف، وإطفاء نار الفتنة بين المواطنين.
سادساً: فضح وسائل الإعلام الطائفية، ومقاطعتها، أو العمل على المشاركة في برامجها المختلفة، وبيان وجهة النظر الرافضة للخطاب الطائفي المقيت.
وأخيراً: كشف دور بعض دول الإقليم في اثارة الفتنة الطائفية في البلاد، وخصوصاً ايران، التي اشعلت نار الفتنة الطائفية بين العراقيين، حينما فجرت قبة الامامين في سامراء، بحسب ما أكد القائد الأسبق للقوات الأمريكية المحتلة في العراق مؤخراً!
هذه بعض الأسباب الداعمة لمشروع اشاعة المحبة بين العراقيين، وهذه تتطلب جهداً شعبياً منظماً؛ من أجل تحقيقها؛ لتفويت الفرصة على كل أعداء العراق، في الداخل والخارج، من المتربصين والمراهنين على تقسيمه وتمزيقه، وتوجهه نحو الحرب الأهلية.

هذه الأسباب ليست صعبة المنال والتحقيق، إلا أنها بحاجة لقلوب صافية وإرادة  حقيقية نقية؛ وأظن أن هذه الأرضية متوفرة في ضمائر العراقيين وصدورهم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى