صدقوا او لا تصدقوا هؤلاء هم العراقيون!



جاسم الشمري - العراق
ما يجري في العراق من اعتصامات ومظاهرات مستمرة منذ أكثر من شهر، يؤكد جدية العراقيين بالوقوف في وجه كل من ظلمهم وسحق كرامتهم، ودمر بلادهم وبيوتهم، وخرب حياتهم الاجتماعية، وهنا سأنقل بعض الصور التي تؤكد هذه الحقيقة.
* الصورة الأولى:
قبل أيام اتصلت بزميل إعلامي وهنأته على سلامته بمناسبة خروجه من المعتقل، حيث اعتقل صاحبنا دون أية جناية تذكر، وهو يمارس عمله الصحفي طبقا لحقه في الدستور الذي كفل حرية الصحافة على الورق فقط، واحتجز الرجل لأكثر من عام ونصف العام، وبعد أن لاقى جميع صنوف التعذيب النفسي والجسدي، قرر القاضي الإفراج عنه لعدم وجود تهمة محددة ضده، ورغم القرار القضائي القاضي بإطلاق سراحه هو وزملاؤه إلا أنهم بقوا قيد الاحتجاز لمدة طويلة، ثم اطلق سراحهم بعد أن تم استخدام كل السبل القانونية، بل  حتى بعض السبل الأخرى من أجل تنفيذ الأمر القضائي الصادر قبل عدة شهور!
هذا الرجل الإعلامي، وبعد أن عاد لعائلته التي حُرمت منه لأكثر من عام ونصف العام فاجأ زوجته وأهله بعد أقل من 48 ساعة من اطلاق سراحه، حيث أبلغهم أنه ذاهب للانبار للمشاركة في الاعتصام المستمر هناك منذ أكثر من شهر، وفعلاً حينما اتصلت به كان في الاعتصام، وقال لي:
لن نصبر على الظلم الذي رأيناه أكثر من هذا الحد، هؤلاء -ويقصد الحكومة- لا يعرفون قدراً، ولا حقاً للإنسان، هؤلاء لا يحبون العراق والعراقيين!
فهل تتوقع حكومة المنطقة الخضراء أن تُخيف، أو تُهدد رجالاً مثل هذا الإعلامي الشجاع الذي زاده الاعتقال والظلم صبراً وجلادة؟!  
* الصورة الثانية:
في يوم 22/1/2012، زار سلام الزوبعي جامعة سامراء، وبعد وصوله للحرم الجامعي أكد الزوبعي أنه جاء للجامعة باعتباره ممثلاً لرئيس الحكومة نوري المالكي، وقد تابعت حديثه، بل اصدار أوامره للكادر التدريسي عبر تسجيل اليوتيوب، وكان الرجل فظاً غليظاً مع الأساتذة، ولا أدري من أي منطلق انطلق في هذا الأسلوب الهمجي في تعامله مع النخب الثقافية في البلاد؟!
عموماً قال الزوبعي للأساتذة: إنه جاء للتفاوض مع الجماهير الطلابية التي انضمت للاعتصام الشعبي المستمر في المدينة منذ قرابة الشهر.
الزوبعي أصدر أوامره للأساتذة بحشد أكبر عدد ممكن من الطلبة للحديث معهم، وبعد ذلك ظهر الزوبعي في التسجيل وهو جالس على المنصة، وكانت القاعة فيها ما يقارب الـ100 طالب وطالبة، وبدأ الزوبعي حديثه بأسلوب طائفي بغيض؛ مما دفع أحد الأساتذة لمقاطعته، إلا أن الزوبعي احمر وجهه، وتنفخت أوداجه، واشتاط غضباً، وتهجم على التدريسي هجوماً عنيفاً في داخل الحرم الجامعي، واتهمه باتهامات كثيرة، وبطريقة تحمل في طياتها تهديداً مبطناً!
هذا التعامل المتخلف دفع الأستاذ الجامعي إلى مغادرة القاعة، ومباشرة خرج بعده جميع الطلبة.
وحينئذ، بقي الزوبعي وأفراد حمايته ومدير شرطة المحافظة وبعض الأساتذة على المنصة، وهنا بدأ الزوبعي بالصراخ والاستخفاف بالطلبة ومحاولة اهانتهم، قائلاً لهم: من يريد أن يخرج فليخرج، ولم يكن يتصور أن جميع الطلبة سيخرجون، وحينما وجد أن القاعة قد فرغت تماماً، صرخ هاتفاً: وأكثرهم للحق كارهون! فهل هذا الأسلوب الحكومي المتخلف يمكن أن يُقْنع شباب العراق الغاضبين الضائعين؟!
وهل يعتقد هؤلاء الساسة أنهم قادرون على اسكات هذه الطاقات الشبابية بهذه الأساليب الهمجية المتخلفة؟!
* الصورة الثالثة:
هذه الصورة رسمها أبناء عشائر الانبار الذين يتسابقون اليوم لضيافة عشرات الآلاف من المعتصمين، وحتى لا يقع خلاف بين العشائر في سباقها نحو الفضيلة والكرم، قرر المنظمون للاعتصام تنظيم جدول يتم فيه ترتيب أسماء العشائر التي تقوم بواجب الضيافة، بحيث يكون لكل عشيرة يوم محدد تقوم فيه بواجب الضيافة العربية الأصيلة.
فتحية لكل أهلنا الثائرين الكرماء في ميادين العز والتحدي!
فهل هؤلاء الكرماء الغيارى يخشون من مضايقات الحكومة المختلفة، التي يراد منها تكميم الأفواه، والتضييق على المتظاهرين؟!
هذه الصور هي لقطات خاطفة من عموم المشهد العراقي الرائع المستمر في أغلب المدن العراقية، وسيكتمل المشهد العراقي بأبهى صوره حينما تتحقق جميع مطالب الجماهير العراقية، شاءت الحكومة تنفيذها أم أبت!
Jasemj1967@yahoo.co

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى