المشاركات

جحا والبرلمان العراقي!

صورة
يمر البرلمان العراقي الآن بمرحلة اهتزاز وانهيار. ففي منتصف الشهر الحالي، حدثت ضجة برلمانية كبيرة تمثلت في اجتماع أكثر من مائة نائب، واتفاقهم على إقالة هيئة رئاسة البرلمان المتمثلة في رئيس المجلس سليم الجبوري ونائبيه. ومنذ تلك اللحظة، دخلت العملية السياسية -بشقيها البرلماني والتنفيذي- في نفق جديد لم يكن في حسابات أي متابع للشأن السياسي العراقي المتقلب. حجج الذين أقالوا الجبوري ونائبيه أنهم لم يقدموا "الكابينة" الحكومية الجديدة التي قدمها رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي للبرلمانيين، وأن الجبوري اجتهد وأجل جلسة التصويت. وهناك من يقول إن الجبوري وقع على وثيقة شرف مع زعماء الكتل من دون الرجوع للمجلس. والواقع أن هذا العذر لا يمكن أن يكون كافياً لهذه الضجة التي خلطت الأوراق المخلوطة أصلاً، والنظام الداخلي للبرلمان لا يسعف المعتصمين في إقامة الحجة لخطوتهم غير البريئة. ‏حجة البرلمانيين المعتصمين تذكرنا بقصة جحا الذي قيل إنه أُرسل معه 100 خروف ليوصلها إلى أحد التجار، وفي الطريق ذبح خروفاً وأكل منه. وحينما وصل إلى التاجر ‏قيل له إن هناك خروفاً ناقصاً، وهذه 99 خروفاً، فقال لا بل هي...

برلمان بحاجة لبرلمان!

صورة
من أبرز سمات المرحلة السياسية الحالية في العراق، أنها قادرة على افتعال الأزمات تلو الأزمات، وكأن غالبية السياسيين مبدعون في إدخال البلاد بأزمات معقدة و مركبة، وكأن ذلك جزء من الأدوار المرسومة لهم. منذ أن انطلقت دعوات الإصلاح -البريئة وغير البريئة- ونحن نتابع فنون التسويف والمماطلة والوعود الخيالية، التي أكدت أن هؤلاء يتبادلون الأدوار بينهم لكسب الوقت، واغتيال فكرة الإصلاح. مطالب الإصلاح المتعالية في العراق منذ عدة أشهر، ضرورية، وإنقاذية لبلاد انغمست بأنواع الفساد المالي والإداري كافة. لكن الغريب أن غالبية دعاة الإصلاح نسوا -أو تناسوا- أنهم جزء من هذا الخراب، وكأنهم يريدون أن يلبسوا ثياباً جديدة يخدعون بها الجماهير الكادحة. وهذا في الواقع مشهد من مشاهد مسلسل الفساد المستشري في البلاد. سرطانات الفساد تنخر اليوم أجساد المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية في الدولة العراقية. ولا أظن أن هذه الحقائق بحاجة إلى أدلة، لأن بعض السياسيين بدأوا يصرحون بمثل هذه الحقائق ضد بعضهم بعضا، ووسائل الإعلام مليئة بتلك التصريحات الكافية لإدانة هؤلاء الساسة. مسلسل الأحداث المتناقضة والاتهامات المتبادل...

إرهاب واغتصاب وعراق جديد

صورة
كثيرة هي السمات المخيبة للآمال، والمدمرة لبنية المجتمع، والملاصقة للحالة العراقية الحالية؛ بحيث لا يمكن أن تنفك عنها في عموم البلاد، وخصوصاً في المدن الثائرة، إرهاب حكومي، واعتقالات عشوائية للرجال والنساء على حد سواء! ومنذ أن بدأت معارك الأنبار، قبل أكثر من (58) يوما؛ برزت بعض المواقف الدولية الرسمية وغير الرسمية، الإقليمية والدولية؛ المتغيرة باتجاه كشف زيف الادعاءات المالكية، وفضح العديد من الملفات المغيبة، ومنها ملفات السجينات، وتسييس القضاء، والتهم الكيدية، والمخبر السري وغيرها من الملفات التي بقيت في خانة (الشك)؛ بسبب المجاملات، أو تجاهل العالم لحقيقة المأساة العراقية. وعلى هذا الأساس برز موقف البرلمان الاوروبي المساند لحقوق المعتصمين، والمؤكد لافتعال حكومة المنطقة الخضراء للأزمات، وحذر الاتحاد في أكثر من بيان له منذ بداية العام الحالي من أن(رئيس الوزراء نوري المالكي يدفع بالبلاد سريعاً نحو الفوضى الطائفية والحرب الأهلية)، متهماً المالكي(بالإذعان لسياسات إيران؛ من أجل الحصول على دعمها لولاية ثالثة في الحكم). واليوم برزت مواقف أخرى مساندة للعراقيين وكاشفة لبعض المآسي الواقعة ...

المستنقع العراقي وورطة الاحتلال الأمريكي

صورة
الانزلاق الواضح والكبير لقوات الاحتلال الأمريكية  في هوة المستنقع العراقي أصبح واضحاً للجميع ولا يمكن تجاهله ؛ هذا الانزلاق قاد إلى عدة أمور ؛ منها التغيير الذي حصل لقيادة  قوات الاحتلال في العراق والذي له الكثير من الاعتبارات ، ومنها فشل سياسة كيسي في ترتيب الأوضاع في الواقع العراقي ، الذي أصبح شائكاً ؛ ولا يمكن لأي خطة أمنية دخيلة أن تعيد تريب الأوراق ، وكذلك محاولة انتشال ما تبقى من قوات الاحتلال لتخرج بأقل الخسائر وبوجه على الأقل مقبول أمام الشعب الأمريكي الذي لم يعد غافلاً عما يجري بأبنائه على يد المقاومة العراقية الباسلة . والغريب في الأمر إن الإدارة الأمريكية ورغم أنها حريصة على الهروب من حقيقة ما يجري في العراق فإنها تحاول رسم صورة وردية للأوضاع هناك  ، الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية المحتلة  في العراق الذي  أدلى بشهادة مشتركة مع السفير الأمريكي في العراق رايان كروكر ، أمام الكونغرس ، قال فيها "إن جزء كبيراً من الأهداف التي تمت من أجلها زيادة القوات الأمريكية، هو قيد التحقيق أو تحققت فعلا"، بينما قال كروكر  في شهادته انه "يمكن لل...

إذا لم يكن العراق محتلا، فماذا يكون إذاً؟!

صورة
شهدت قاعة مؤتمر البرلمانيين العرب الذي عقد في اربيل  شمال العراق خلال الفترة من 11 ولغاية 13 آذار الجاري، تصفيقا حارا لرئيس مجلس الأمة الكويتي الأستاذ جاسم الخرافي بعد رده على ممثل الجامعة العربية في المؤتمر الأستاذ علي الجاروش ومطالبته بالاعتذار عن وصفه العراق بالبلد المحتل، خلال كلمته في المؤتمر . وشهدت جلسة المؤتمر سجالا حادا بين الجاروش من جهة وبين نائب رئيس البرلمان العراقي الشيخ خالد العطية ورئيس وفد الشعبة البرلمانية رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي من جهة ثانية اللذين استنكرا إطلاق صفة المحتل على العراق. وبعد رد العطية على الجاروش، وما أن حاول رئيس المؤتمر الاستمرار في أعمال الجلسة عقب كلمة العطية حتى اعترض رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي قائلا «أنا كمواطن عربي يحق لي أن أسال ممثل الجامعة العربية على ماذا استند بتسمية العراق بلدا محتلا». وتابع الخرافي متسائلا «هل هناك قرار من الجامعة العربية أو من أي جهة عربية مسؤولة أخرى أطلقت هذه التسمية رسميا على العراق وهل وصلنا إلى هذه المرحلة من التدخل بالشؤون الداخلية بحق بعض الدول دون قرار من قمة عربية» وشدد قائلا «مع كل ...

ماذا جنى العراقيون من حرب التحرير؟!

صورة
في مثل هذه الأيام وقبل خمسة أعوام دقت طبول الحرب واحتشدت جيوش الدنيا لتحرير العراق من الظلم والدكتاتورية وبعد معارك طاحنة استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة المحظورة وغير المحظورة ، تمكنت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من احتلال بغداد الحبيبة وأصبح العراق في ظل الاحتلال بين ليلة وضحاها. حجج الحرب كانت كثيرة فمرة نسمع أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل تهدد العالم وهذه الفرية أثبتت الأيام وعلى لسان رئيس لجنة التفتيش الدولية كذبها وان العراق خال من هذه الأسلحة. ومرة نسمع أن صدام حسين صار خطرا على العراقيين والعالم ويجب إيقاف هذا الخطر واجتثاثه، ونحن لا نريد أن نخوض في الموقف من الرئيس العراقي السابق صدام حسين لان هذه المسالة تختلف من شخص لآخر، بل أريد أن أسجل جملة من الحقائق الموجودة في المشهد العراقي في مرحلة ما بعد تحرير العراق وفي عهد ما يسمى العراق الفيدرالي التعددي. إن العراق ورغم كل ما يقال عنه من حقائق وأكاذيب في الزمن السابق إلا أن ما نراه اليوم ومنذ حرب التحرير لم نره في الزمن السابق؛ حيث إننا لم نر في فترة ما قبل التحرير والديمقراطية أي جثة في شوارع بغداد الأسيرة، وفي...

المالكي والاحتفال بالمولد النبوي

صورة
طالعتنا شاشات التلفاز العراقية وغيرها بمشاركة السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي بالاحتفال الذي أقيم بمناسبة المولد النبوي في العاصمة بغداد في جامع أبي حنيفة النعمان.  ونحن لا نريد أن نتحدث في مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي، وإنما الذي يعنينا هو الأبعاد الحقيقية لمشاركة السيد المالكي في هذا الاحتفال، ولماذا الآن بالذات  في هذه المرحلة التي تموج بالعديد من التناقضات السياسية في البلاد ؟! وأظن أن السيد المالكي  يريد ،من جانب، أن  يظهر عدم طائفيته وميوله لمكونه الذي ينتمي إليه ، فهو الأمين العام  لحزب الدعوة الإسلامي  المعروف بولائه المطلق لإيران، والمتهمة من قبل العديد من القوى الوطنية المشاركة وغير المشاركة في اللعبة السياسية ،وعلى كافة المستويات ، بتدخلها الواضح والصريح في الشأن العراقي ،وعلى أعلى المستويات ، ومن جانب آخر يريد السيد المالكي  وفي نفس الوقت أن يثبت للعالم انه رئيس وزراء العراقيين جميعا وانه لا يفرق بين مكونات الشعب العراقي . إن الاحتفال بالمولد النبوي يتطلب منا الاقتداء بصاحب الذكرى صلى الله عليه وسلم لا أن نظهر الاقتداء...