انتهاكات خطيرة في ديالى بعلم الحكومة!





جاسم الشمري ـ العراق
العملية الأمنية المستمرة في ديالى منذ أيام ـ بالحجة الثابتة والمعروفة لكل متابع للشأن العراقي ـ وهي ملاحقة تنظيم القاعدة في المحافظة ،هي محاولة من حكومة المالكي لإبراز العضلات فقط ، وإلا فان العملية لم ينفذ منها ـ لحد الآن ـ ما هو مقرر لها من إدعائات بالقضاء على المليشيات الخارجة عن القانون  ،وهذه العملية سيكون مصيرها الفشل كما هو حال عملية الموصل؛ التي اعترف بعدها قادة الاحتلال بأنها لم تحقق الأهداف المرجوة.
إن حكومة المالكي تعمل على زرع الفتنة الطائفية بين أبناء محافظة ديالى بكل ما تملك من إمكانيات ،حيث إن هذه المدينة كانت حتى بعد الاحتلال بعامين نموذجا للتعايش المذهبي والطائفي بين عموم أبناء المحافظة، إلا أن هذه الخطط الأمنية ومحاولات قائد شرطة المحافظة الذي أقيل بعد انطلاق الخطة الأمنية ،هي التي تدعم الطائفية وفرق الموت الخاصة والمنتشرة في العديد من القرى والنواحي في المحافظة،وخصوصا في منطقة بلدروز .
ولذر الرماد في العيون اعتقلت تلك القوات خلال هذه الخطة أكثر من 40 ضابطا في مديرية شرطة بلدروز ثم أطلقت سراحهم في اليوم التالي بموجب صفقة تمت بين قائد القوات البرية الفريق غيدان وابن عمه المدعو طالب مهاوش المسؤول الأول عن المجاميع الخاصة في قضاء بلدروز.
وبعد أسبوع من انطلاق العمليات العسكرية ، قررت الحكومة إيقاف العمليات العسكرية في المحافظة وذلك بسبب وجود فرقتين من الجيش الكردي "البيشمركة" في منطقة حوض حمرين مدججة بالأسلحة الثقيلة منعت القوات الحكومية من الاقتراب من هذه المناطق مما سبب حالة من الإرباك لما يطلق عليه "هيبة القانون والدولة"؛ وبعد مفاوضات وتدخلات من شخصيات سياسية كردية سمحت القوات الكردية للـ"قوات الحكومية بتفتيش المنطقة "؛ حيث ذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع أن قوات البيشمركة التابعة لـ"حكومة إقليم كردستان" وافقت على سحب قطعاتها من منطقة خانقين استعدادا لانسحابها من محافظة ديالى على خلفية اتفاق جرى بين حكومتي المركز و"الإقليم" في وقت سابق. 
وفي نفس اليوم، قرر مجلس محافظة ديالى إعفاء قائد شرطة المدينة  اللواء الركن غانم القريشي الذي تسلم مهام عمله منذ نهاية عام 2006 ،لعدة أسباب منها ،وحسبما قال رئيس مجلس محافظة ديالى إبراهيم حسن الباجلان "إن المجلس اصدر قرار الإقالة بالإجماع لسببين: هما تعيين العديد من "أزلام النظام السابق" في سلك الشرطة لا سيّما كبار البعثيين، وسحب القريشي الحمايات الخاصة بأعضاء المجلس على الرغم من الحاجة الملحة وعدم استقرار الوضع الأمني في المحافظة"، حسب توصيفه.
القريشي قال من جانبه إن قرار مجلس المحافظة بإقالته من منصبه جاء على خلفية سحبه عناصر حماياتهم، واصفا أعضاء المجلس بـ"اللصوص". 
ولا ندري كيف كان يتعامل القريشي مع مجلس المحافظة مهمة وكبيرة مثل ديالى ،طوال هذه الفترة وهم "لصوص" ؟!
فأين هي هيبة القانون وهيبة الدولية التي يتحدث عهنا رجال السياسة الذين جاؤوا على الدبابات الأمريكية .
والمتابع لسير الخطة الأمنية في المحافظة يلاحظ جملة من الملاحظات منها:-
1- عدم شمول الحملة للمناطق الشيعية التي تعثر بؤرا للمليشيات الطائفية وفرق الموت المدعومة من إيران،وخاصة قرى الهويدر وخرنابات وبلدروز.
2-استهدافها للمناطق التي عرفت بسيطرة قوات ما يسمى "اللجان الشيعية" وهي لجان كما هو معروف عرفت بمصارعتها واستهدافها تنظيم القاعدة.
3-الاعتقالات العشوائية طالت العشرات من الأبرياء ،في حين تدعي الحكومة أنها تجري وفق أوامر قضائية ، حيث أكد لي احد المسؤولين البارزين في المحافظة أن الأوامر القضائية تكون كاملة وموقعة من قبل القاضي باستثناء الاسم " حيث يترك فارغا" ويتم ملؤه بالاسم الذي تريده القوة المداهمة .
4-حصول عمليات تعذيب لأكثر من 500 معتقل في مقر الفوج الأول في منطقة المفرق والتي كانت قبل الاحتلال مقرا لاتحاد نقابات العمال في المحافظة، مما يعكس حقيقة هذه القوات المشتركة في العملية ،حيث يتم انتزاع الاعترافات بالقوة من قبل المعتقلين ومن ثم إدانتهم بها وإيداعهم السجون بتهمة الإرهاب.
5-قيام القوات الأمنية بإجبار العوائل المهجرة في بعض المناطق التي شملت بالخطة الأمنية ،ورمي أثاثها في الشارع بدون سابق إنذار وجلب عوائل مهجرة وإسكانها محلها ؛ولم يتم هذا الأمر في المناطق الشيعية التي هجرت منها العوائل السنية .
6-أكد لي أكثر من طرف في المحافظة أن الاعتقالات تتم على أسس طائفية وبسبب وشايات مغرضة هدفها إثارة الفتنة الطائفية.
إننا في الوقت الذي نحرص على أن يعود الأمن لأهلنا في العراق، وذلك لان كل قطرة تدم تسال من الأبرياء هي خسارة للعراق وللأمة، فإننا نذكر أن حكومة المالكي هي التي تدفع بالاتجاه الطائفي في المدينة ، وهي التي تغض النظر حتى الآن عن فرق الموت المنتشرة في المحافظة ؛ والمواطن العراقي سأم من الوعود الفارغة والشعارات الزائفة بنشر وتحقيق الديمقراطية بينما تمارس الحكومة "الدكتاتورية" بأبهى صورها ، فعلى المالكي وحكومته أن يعملوا بحيادية بعيدة عن الدوافع الطائفية والتي تزيد الطين بلة  .
jasemj1967@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العراقيّون وكِذْبَات نيسان والتناحر المُرتقب!

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!