المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٤

العراقيون والعيد والبراميل المتفجرة

صورة
العيد هو يوم الجائزة ويوم الفرح والاجتماع بالأهل والوطن والأحباب، وهو مناسبة لتنقية القلوب من الأدران الشيطانية والأحقاد الدونية، التي لا تنفع المجتمع الإنساني إلا بمزيد من الانقسام والتشرذم.  ورمضان، هو مضمار العمل من أجل الوصول ليوم الفرحة الكبرى، يوم العيد، وهو مناسبة للتصالح ونشر الحب والتسامح، والسلم والسلام؛ وهذا من أهم القيم المباركة في هذا الشهر الفضيل؛ وعليه، فإنه من الصعوبة بمكان تفهم هذا الحقد على المدنيين العزل في شهر رمضان، وفي أوقات السحور والفطور تحديداً، وهذا ما نراه اليوم - وبوضوح - في المشهدين السوري والعراقي. العراقيون في رمضان - وخصوصاً في مدن الفلوجة والكرمة والقائم وتكريت والموصل والمقدادية في ديالى- تعودوا على الإرهاب الحكومي في هذا الشهر الفضيل؛ حيث إن قوات النظام الإجرامية تلقي حمم الموت على العوائل الآمنة في ساعات السحور والفطور؛ وهذا مؤشر خطير على انسلاخ هذه القوات وقادتها من كافة القيم والأعراف الإنسانية والسماوية والأرضية؛ وإلا فلا يمكن تصور قتل النساء والأطفال في هذه الأوقات المباركة! في الثامن عشر من الشهر الحالي، قالت الأمم المتحدة إن" (5

محطات عربية دموية

صورة
بالأمس حينما كنا نذكر جراحات الأمة، كانت الأنظار تتجه صوب فلسطين الحبيبة؛ لأنها كانت الجرح الوحيد والأكبر؛ الذي كان - وما زال – نازفاً؛ وكان هماً للجميع، وكانت كافة الشخصيات والأحزاب الوطنية والقومية تؤكد على ضرورة تحرير فلسطين من المغتصب الصهيوني الحاقد. واليوم حينما نريد أن نذكر جراحات الأمة لا نعرف من أي جرح عميق نبتدئ؛ وعن أي ملحمة نتحدث؟! وهنا سنحاول ذكر بعض هذه الجراح في هذه المحطات:- -          المحطة الفلسطينية:  الكيان الصهيوني، ذلك الكيان المغتصب، الذي زرعته الامبريالية العالمية في قلب الوطن العربي، والمدعوم من قبل العديد من دول العالم الكبرى،  وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، هذا الكيان لا يتوقف عن تطوير قدراته العسكرية؛ لأن الباطل الذي يلف، زعماء وجنود وسكان هذا الكيان، ويقينهم أنهم مغتصبون، جعلهم يخافون حتى من الجنين الفلسطيني وهو في بطن أمه؛ وعليه فهم يجربون في كل يوم سلاحاً جديداً متطوراً ضد شعب محاصر أعزل، وبالنتيجة هم يجرمون ببشاعة نادرة كندرة الكبريت الأحمر. الحرب الصهيونية على غزة اليوم، التي ظهرت بأبشع صورها في حي الشجاعية، والذي هو بحق حي الش

حرب الفتاوى في العراق

صورة
يعرف بعض العلماء الفتوى على أنها (بيان الحكم الشرعي من غير إلزام). والفتاوى أصبحت اليوم في بلاد الرافدين، هي المحرك للشارع، ولعموم السياسيين والمواطنين. وقد ظهر دور الفتاوى في المشهد العراقي بعد أن سيطر ثوار العشائر على مدينة الموصل شمالي البلاد يوم 10/6/2014، حيث كشف ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني، الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة الماضية من النجف " أن المرجعية تؤكد دعمها، وإسنادها لأبناء القوات المسلحة، وتحثهم على التحلي بالشجاعة والثبات، وأن من يضحي منكم يكون شهيداً " ، وأكد الكربلائي أن " طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق تقتضي الدفاع عن الوطن وأهله، وهو واجب كفائي، وعلى المواطنين الذي يتمكنون من حمل السلاح؛ التطوع للانخراط في القوات الأمنية للغرض المقدس " . وسبق لممثل السيستاني في كربلاء السيد أحمد الصافي أن أكد في خطبة الجمعة، يوم 3/1/2014،   " مساندة القوات الأمنية في مواجهة (التنظيمات الظلامية) في الأنبار". فتوى حمل السلاح للسيستاني سبقتها فتوى المرجع الديني بشير النجفي، يوم 6/1/2014، والتي أكد فيها أن " العمليات العسكر

حقائق عراقية مؤلمة لا يمكن تغافلها

صورة
المشهد العراقي منذ عام 2003 وحتى اليوم؛ باتت فيه جملة من الحقائق التي لا يمكن نكرانها وتجاهلها، وهي ربما يتفق عليها أعداء العراق، قبل أهله، ومن بين هذه الحقائق: 1.        العراق دخل في نفق الديمقراطية المظلم منذ أن وطئت ثراه قوات الاحتلال الأمريكية، ومنذ أن بدأت على أرضه مهزلة العملية السياسية، التي لم تقدم شيئًا يذكر بل زادت من تشتت العراقيين وتمزقهم؛ لأن غالبية هؤلاء الساسة لم يهتموا بالشأن العراقي، بل كانت همومهم شخصية وحزبية وطائفية وعرقية. 2.        الولايات المتحدة الأمريكية هي المسؤولة قانونيًا وأخلاقيًا عما لحق بالعراق والعراقيين من قتل وتهجير وتدمير للبنى الفوقية والتحتية وتدمير للدولة في كافة جوانبها العسكرية والاقتصادية، وحتى الاجتماعية.   3.        التأسيس الخاطئ للدولة العراقية قاد إلى خراب في كافة المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية.   4.        الدستور والعملية السياسية في العراق اليوم هما جزء من المشكلة؛ لأنهما أسسا للخلاف الموجود بين العراقيين الآن، فلهذا ينبغي مراجعتهما، وتصحيح مسارهما. 5.        منذ أن تسنم المالكي مقاليد رئاسة الوزراء،

مؤتمر للمعارضة العراقية في الأردن

صورة
تكمن أهمية المؤتمرات والاجتماعات والحوارات في كونها أدوات فاعلة، يمكن أن تتبلور عنها – إن صدقت النوايا- مواقف موحدة وواضحة تجاه العديد من القضايا، التي تهم أي جماعات متفقة، أو مختلفة على قضية ما، أو عدة قضايا. والقوى العراقية المناهضة للأوضاع غير الطبيعية، التي تجري في بلاد الرافدين منذ عام 2003 وحتى اليوم، لم تتمكن من إيجاد أرضية للقائها مع بعضها؛ بسبب العديد من الضغوط الداخلية والخارجية، التي حالت دون تحقيق هذه الغاية. وقبل يومين استضافت المملكة الأردنية الهاشمية مؤتمراً للقوى السياسية والوطنية والشعبية العراقية المعارضة لحكومة المالكي؛ وكان الهدف من المؤتمر بحث السبل الكفيلة لإيصال صوت العراقيين المظلومين للعالم، وكشف حجم المعاناة التي يعانونها في ظل غياب دولة المؤسسات. شارك في المؤتمر العشرات من الشخصيات السياسية والعشائرية والأكاديمية والقانونية والإعلامية الرافضة لعموم السياسات المتبعة في العراق من قبل حكومة المنطقة الخضراء، وهم يمثلون غالبية أطياف المقاومة الوطنية والإسلامية، والهيئات الدينية والثقافية والقانونية، فضلاً عن المجالس العشائرية والشعبية. ومن أهم علامات

أسرار صفقة طائرات السوخوي للعراق

صورة
يؤكد المختصون في الأسلحة الجوية أن طائرات السوخوي 25 الروسية، هي طائرة قاصفة، خفيفة للإسناد القريب، ولمعالجة الأهداف المتحركة والثابتة، وتتمتع بكونها معدة خصيصاً للهجوم الأرضي، ودعم القوات البرية. والسوخوي من الطائرات، التي استخدمت في أسراب القوة الجوية العراقية في مرحلة ما قبل الاحتلال، وفي الحرب العراقية– الإيرانية، (1980 – 1988). وفي حرب الخليج الثانية (1991) تم الاتفاق مع الإيرانيين لإيداعها (أمانة) لديهم؛ لتجنب تدميرها، إلا أن الإيرانيين استحوذوا على عشرات الطائرات، ولم يعيدوها، بل تم استخدامها في القوة الجوية الإيرانية، بحجة أنها تعويضات عن خسائرها في حرب الثماني سنوات مع العراق. وبعد الاحتلال تعاقدت حكومة المالكي عام 2012 على شراء (24) طائرة روسية من نوع سوخوي (25) في خطوة لتعزيز السلاح الجوي. وقد حاولت حكومة المالكي التعجيل باستلام الطائرات؛ بعد انهيار قواتها في الفلوجة والموصل، وأخيراً في تكريت بمحافظة صلاح الدين. وفي الأول من تموز الحالي أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الفريق محمد العسكري، عن (وصول خمس طائرات سوخوي (25) روسية لبغداد، وهي جزء من الصفقة التي تعاقد عليها مع ا

جمهورية الجماجم الديمقراطية العراقية

صورة
قدر العراق أن يُنحر أبناؤه في مقاصل يومية، وجماعية، وهذا الإجرام في الساحة العراقية لم يكن من أجنبي محتل، ولا من صائل حاقد، بل هو من أُناس يحملون جنسيتنا، ويتكلمون بلغتنا، ويدعون حب عراقنا، وهذا لعمري هو ابتلاء مركب، يحتاج علاجه لمزيد من الحكمة والصبر والشجاعة. العراق اليوم هو على شفا حافة مهلكة، تحمل في طياتها العديد من الاحتمالات المخيفة، وربما ستقود البلاد إلى متاهات، ومتاهات قاتلة، وربما لا يمكن الفرار منها بسهولة؛ إلا أن تتدارك العناية الإلهية هذا البلد، الذي يتناسى العالم مصيبته. هذه الاحتمالات المخيفة جاءت بسبب السياسات الطائفية المقيتة، التي نحرت نصف الشعب؛ من أجل رفع ونصرة هذا التجمع ( حزب، كيان، طائفة)، أو ذاك، والحق أنها سياسات انتقائية، لم تقدم إلا الشر للعراق والعراقيين. وللعراقيين على مدى العصور القريبة والبعيدة علاقة واضحة مع الجماجم أو القتل الجماعي، ومن ذلك ما عرف بـ( دير الجماجم)، وهي منطقة تقع بين البصرة والكوفة، وكانت ضمن سلطات والي العراق الحجاج بن يوسف الثقفي. وتذكر كتب التاريخ أن خلافاً وقع بين الحجاج، وأحد كبار قادته، وهو عبد الرحمن الأشعث الكندي؛