عوامل النصر العراقي






رغم مرور ست سنوات عجاف من عمر الاحتلال البغيض في بلاد الرافدين، والتي ملئت بالظلم وسفك الدماء وإزهاق الأرواح؛ إلا إننا نلمس في كل يوم ملامح النصرعلى المحتل، وذلك عبر جملة من الحقائق، ومنها الاعترافات الصريحة لقادة جيش الاحتلال الأمريكي والبريطاني بالهزيمة والخسائر، وكذلك من خلال الخسائر الفادحة التي تتكبدها تلك القوات، والتي تبث عبر وسائل الإعلام المختلفة، بما فيها الإعلام الأمريكي.
وما زالت المقاومة العراقية بشتى أطيافها توجه الضربات المتوالية للقوات المحتلة في عموم البلاد، ورغم التضحيات الجسام التي يقدمها العراقيون إلا أنهم مصرون على هدف واحد، ألا وهو إخراج المحتل من العراق، هذا الإصرار أحرج قادة الاحتلال الذين ظنوا أنفسهم سينعمون بأجواء العراق الشرق أوسطية وكأنهم في نزهة، فاحرقت المقاومة الأرض تحت أقدامهم، ولنسمع على إثرها التصريحات المتوالية لقادة الاحتلال، وبأنهم على وشك الهزيمة.
ويمكن تحديد بعض العوامل التي أكدت ودفعت نحو النصر العراقي الحاسم:-1 - الإيمان الكامل بعدالة القضية وظلم المحتل وكذب ادعاءاته التي حاول بها تبرير إحتلاله للعراق، فلا أسلحة دمار شامل ولا غيرها من الافتراءات التي أثبتت الأيام بطلانها، ما سبب إحراجاً لإدارة البيت "الأبيض" التي لم تعرف كيف تتعامل مع حلفائها بعد أن ظهر كذب وزيف وخداع المخابرات الأمريكية، وغيرها من الدوائر الأمريكية والبريطانية والغربية التي دفعت باتجاه إحتلال العراق، وإسقاط نظام الحكم فيه، واحتلال دولة ذات سيادة وعضو في المنظمة الدولية، ولها مكانتها البارزة في المنطقة.
2- الثبات والشجاعة التي أظهرتها المقاومة العراقية، على الرغم من ضراوة العدو، ما سبب حالة من الإرباك في صفوف الاحتلال، الذي لم يعرف كيف يتعامل مع شعب يحتفل أهله بالشهادة في سبيل الوطن وتحريره.
3- طبيعة الشعب العراقي وتركيبته النفسية التي تميزه عن بقية الشعوب، فهي طبيعة ممزوجة بين الشجاعة والإباء والنخوة.
4 - الجرائم البشعة التي ترتكبها القوات المحتلة بحجج واهية، وكذلك الإبادة الجماعية لعوائل عراقية بالكامل، كل تلك الجرائم أججت الكراهية والحقد تجاههم، ما جعل المد الشعبي للمقاومة معين لا ينضب.
5- توحيد فصائل المقاومة هدفها ألا وهو المحتل الغاصب على الرغم من اختلاف منابعها.
6- التضامن الأسري والشعبي مع المجاهدين، حيث سادت روح الجهاد في الأوساط الشعبية بصورة ظاهرة للجميع.
7 - الدعم العربي والدولي الشعبي لحق المقاومة.
8- نهوض المقاومة العراقية بالنصرة للأهل في غزة وغيرها من الأراضي المحتلة على اعتبار أن القضية هي قضية واحدة.
9 - فشل كافة المحاولات التي قام بها الاحتلال للخروج من المستنقع العراقي، ولاستمرار بقائه في البلاد، ومن ذلك ما سمي بـ"العملية السياسية" ومجلس الحكم، ومجلس النواب وغيرها من الصور التي حاول بها الاحتلال إطالة أمد بقائه في العراق بعد أن أحرجته المقاومة.كل هذه العوامل وغيرها أسهمت في تحقيق النصر العراقي على الاحتلال الامريكي، بعدما ظنت أمريكا أنها القوة التي لا تقهر في الأرض، وأثبتت التجربة أن المقاومة هي المخرج الوحيد للمشكلة العراقية.
إن المقاومة العراقية البطلة ستبقى تصارع المحتل، رغم قلة المدد وانعدام الناصر، إلا أن ثقتها بالله سبحانه وتعالى، وبغيرة النشامى من العراقيين والعرب والمسلمين ستجعلها مستمرة حتى تحقيق أهدافها النبيلة المتمثلة بطرد المحتل وتسلميم البلاد إلى الكفاءات التي تقود البلاد، بعيداً عن الحس الطائفي والعرقي البغيض.
Jasemj1967@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى