العراق بعيون لجنة حقوق الإنسان البرلمانية!




العراق بعد (11) عاماً من الاحتلال والعملية السياسية، كيف يمكننا أن نصف الحالة العامة المزرية في هذه البلاد؛ لأننا حينما نتحدث سيقال إنكم متحاملون على حكومة السيد نوري المالكي، وإنكم تتهمونه بلا برهان وبلا دليل، وأنا هنا أدعو لعدم الكتابة ضد الحكومة (العراقية) إلا بدليل؛ لأن زمن الكتابة الإنشائية المفتقرة لدليل قد ولى واندثر.
عن ماذا نتحدث؟! هل نتحدث عن التفجيرات، التي تحصد أرواح الأبرياء في كل مكان وحين؟، أم نتحدث عن الاغتيالات بالكواتم؟، وهي ظاهرة ملأت حياة العراقيين بالرعب والخوف!
أم نتكلم عن الاعتقالات العشوائية، التي تتم بجهود المخبر السري، الذي باع ضميره للشيطان؟!
أم ننقل معاناة ملايين المهجرين في داخل العراق وخارجه؟، أم نتكلم عن الخراب، الذي أصاب البنية التحتية والفوقية للبلاد؟، أم عن الفساد المالي والإداري، الذي دمر الوطن الحبيب؟!
حقيقة هذه القضايا بحاجة إلى وقفات كبيرة، ودراسات دقيقة، لكن سنحاول الحديث عن أوضاع العراق بعد عشر سنوات فقط، وحتى يكون كلامنا موضوعياً فإننا سنستشهد بأرقام ذكرتها لجنة حقوق الإنسان البرلمانية العراقية في إصدارهم، الذي حمل عنوان( حقوق الإنسان في العراق عشر سنوات وننتظر)، وهي وثيقة نادرة ومهمة، ومما جاء في هذا الملف:
- (( وصل عدد الأرامل العراقيات إلى مليون أرملة)).
- (( عدد الأيتام خمسة ملايين و(700) ألف يتيم).
- (( هناك سجون سرية لا تخضع للإشراف القضائي، وأنها مرتبطة مباشرة بقوات أمنية عراقية)).
- (( الإعدامات وصلت لأعلى معدلاتها، وأنها أخذت منحى طائفي، والعراق من الدول المتقدمة في معدلات الإعدام بعد الصين وإيران)).
-(( المداهمات تمارس بشكل مهين للمجتمع؛ حيث تضرب النساء، ويضرب الرجال أمام عوائلهم، ويؤخذ الشباب بشكل عشوائي بدون أدلة ملموسة)).
- (( أكثر من (70 %) من النزلاء في السجون هم من السُنة، وأكثر من (90%) منهم متهمون بالإرهاب)).
- (( هناك في العراق اليوم ستة ملايين مواطن يعانون من أمراض نفسية؛ بسبب الأزمات التي تمر بها البلاد)).
- (("35%" من النازحين يعيشون في مأوى دون المستوى المطلوب، و( 37%) من العوائل النازحة داخلياً، لا تستطيع الوصول إلى ممتلكاتها، أو أن ممتلكاتها قد دمرت أصلاً)).
- (( مقتل أكثر من ( 368) صحفياً خلال السنوات التسع الماضية)).
- (( العراق هو ثاني أسوأ مكان بالنسبة للمرأة في العالم العربي)).
- ((طفل واحد بين كل تسعة أطفال بعمر( 5) إلى (14) عام يعمل، وأن هؤلاء يشكلون نسبة (11%) من أطفال العراق)).
- (( نسبة البطالة بلغت "33%")).
- (( "26%" من العراقيين لا يعرفون القراءة والكتابة)).
- (( اعتقال (12) امرأة من عائلة واحدة في منطقة التاجي، حيث تم إلقاء القبض عليهن بسبب عدم وجود أزواجهن، أو أقاربهن من الرجال)).
- (( وزارة الداخلية دأبت على عرض اعترافات لمتهمين؛ بحجة قيامهم بأعمال إرهابية، ومن المثير أن هؤلاء اعترفوا بالكثير من الجرائم، التي لم تقع أصلاً)).
- (( جثث يعثر عليها تحمل آثار تعذيب واضحة، وإطلاقات نار في الرأس، وثقوب نتجت عن غرس المثقاب الكهربائي في أبدان الضحايا)).
- (( وجود قوانين جائرة تطبق بصورة انتقائية على فئات من الشعب)).
- (( المالكي ذكر امتلاكه لملفات تخص مسؤولين، لم يكشف هويتهم، قال إنهم على صلة بعمليات إجرامية بحق الشعب العراقي، ولا يريد الكشف عنهم لأجل الحفاظ على مكتسبات العملية السياسية)). انتهى.
وهنا نقول لرئيس الحكومة: هل من مكتسبات العملية السياسية السكوت على قتلة الأبرياء؟!

هذه الأرقام ذكرها شركاء المالكي في العملية السياسية؛ فما هو رد الحكومة عليها؟ وهل ستنكر الحكومة هذه الحقائق، وتعتبرها اتهامات مفبركة؟!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى