مفاخر الجيش العراقي بين الأمس واليوم





في السادس من كانون الثاني 2011 احتفل العراقيون بالذكرى الـ(90) لتأسيس الجيش العراقي،

الذي كان –وسيبقى رغم المؤامرات- مدرسة وطنية للبطولة والفروسية والإخلاص للوطن والأمة، ومدافعاً حقيقياً عن وحدة الشعب وأراضيه الوطنية.

النواة الأولى للجيش العراقي تأسست في السادس من كانون الثاني/ يناير 1921 وذلك بتشكل فوج موسى الكاظم، وكان ذلك في عهد الراحل الملك فيصل، وعُد وقتها ثاني جيش عربي يتأسس بعد الجيش المصري (1820).

وبعد احتلال العراق عام 2003، تعرض الجيش العراقي لمؤامرة خطيرة تمثلت بتنفيذ الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر في 23 نيسان/ ابريل 2003 لإرادة الامبريالية والصهيونية العالمية والقاضي بحل الجيش والمؤسسات التابعة له، وتم بعدها تأسيس "الجيش العراقي الحالي".

جيش الرافدين لم يكن جيشا وطنيا فقط، بل كان جيشاً قومياً، وهذا ما أثبته التاريخ، حيث شارك في حرب فلسطين عام 1948، ومقابر شهداء العراق في مدينة جنين الفلسطينية، اكبر دليل على ذلك.

وبعد نكسة حزيران/ يونيو 1967، ذهب الجيش العراقي للأردن منعا للتوسع الصهيوني، ووقف جنبا إلى جنب مع أشقائه في الجيش العربي الأردني، دفاعا عن الشرف العربي، ومقابر شهداء الجيش العراقي في منطقة المفرق القريبة من الحدود الأردنية العراقية، التي تضم شهداء الجيش العراقي في حربي 1948 و1967، ما زالت اكبر برهان على قومية الجيش العراقي.

في عام 1973 توجهت القطعات العراقية إلى سوريا للمشاركة في حرب الجولان، وبطولات العراقيين في الجولان لا زال الأخوة في الشام يتغنون بها حتى الساعة.

وعند قراءة التاريخ العراقي الحديث نلاحظ أن الجيش العراقي كان في حالة حرب مستمرة منذ عام 1980 وحتى عام 2003.

ففي أيلول عام 1980 نشبت حرب الخليج الأولى، أو الحرب العراقية الإيرانية، واستمرت ثماني سنوات، لتكون بذلك أطول نزاع عسكري في القرن العشرين، ثم جاءت بعد ذلك حرب الخليج الثانية (حرب الكويت)، (2 آب/ أغسطس 1990 إلى 28 شباط/ فبراير 1991).

وأخيراً حرب الخليج الثالثة سنة 2003، وانتهت باحتلال العراق عسكريا حتى الآن.

وبعد الاحتلال، انخرط اغلب رجال الجيش العراقي في صفوف المقاومة الباسلة، وكان لخبراتهم القتالية المكتسبة من الحروب التي دخلوها اكبر الأثر في إيقاع الخسائر الفادحة بصفوف الاحتلال الأمريكي والبريطاني وأعوانهما، وحتى اليوم ما زال رجال العراق يقاتلون بكل بسالة من اجل طرد المحتل، ودفع هؤلاء الرجال ثمن حبهم للعراق والأمة غالياً حيث تعرضوا للاغتيال والخطف والابتزاز والاعتقال والتهجير.

واليوم، وبعد قرار بريمر بتسريح الجيش العراقي كجزء من العقاب الجماعي للرجال الذي وقفوا بوجه ما يسمى قوات التحالف في أم قصر بالبصرة، والمطار وبغداد وغيرها من المدن التي وقعت فيها المواجهات العسكرية، يحاول ساسة المنطقة الخضراء اغتيال الجيش الحالي؛ وذلك ببنائه على أسس طائفية ومذهبية، بعيداً عن الموضوعية والمهنية، والتي قادت إلى أن يكون الجيش في غالبه أداة تدمير في مرحلة خطيرة من التاريخ العراقي الحديث، وبدلا من وقوف الجيش ضد الاحتلال وأعوانه نجد أن ساسة المنطقة الخضراء دجنوا اغلب رجاله تحقيقاً لغايات حزبية ومذهبية مقيتة، وعلى الرغم من هذا المخطط الخبيث برز بعض الشرفاء من العراقيين الذين يعرفون قيمة الشرف والوطن في وحدات الجيش الحالي من أمثال "برزان محمد عبد الله" من الموصل، و"عمر توفيق عبد الله" من الفلوجة، حيث دفعتهم غيرتهم وشجاعتهم إلى قتل ثمانية من جنود الاحتلال، ليسطرا بذلك أروع صورة البطولة والحب للوطن، وليوجها ضربة موجعة لرجال التثقيف السلبي الذين ظنوا أنهم قادرون على شراء ذمم وضمائر وغيرة العراقيين بالمال.

ومهما حاول الغرباء قتل الروح الوطنية في قلوب العراقيين فإن مساعيهم مصيرها الفشل والاندحار، وستأتي الساعة التي ينتفض فيها رجال الجيش الحالي على الاحتلال وأعوانه.

تحية لرجال العراق في يومهم الأغر، وسيبقى شهداء العراق من العسكريين والمدنيين نجوماً ساطعة في طريق النصر والخلاص من المحتل وأعوانه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى