المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٥

عيدنا وعيدكم!

صورة
أيام تمضي، وسنوات تجري، وعمر ينقضي، وغربة تنهك الروح، وتدمر الجسد. والمحصلة؛ موت في الغربة، ودفن في مقابر الغرباء. هذه هي حال غالبية الوطنيين العراقيين في زمن الديمقراطية الدموية، بعدما أجبرتهم النظم المستوردة -الداعية للحرية المزيفة، والمغلفة بالإرهاب- على الهجرة والابتعاد للنجاة بحياتهم وشرفهم. في أوقات التهجير والتقتيل والتشريد والاختطاف والتعذيب والتنكيل والحيص بيص، يأتي العيد! وبكل مرارة نقول: ليته لم يأت! نعم، ليته لم يأت، لأنه يثير الشجون، ويحرك العواطف، ويهز الوجدان! العيد؛ ذلك الزائر المتجدد، والمفترض أن يكون يوماً للاحتفال، ومليئاً بالبهجة والسرور، هو في الغربة يوم البكاء على العراق الجريح، والأهل البعيدين، والذكريات المسافرة مع الريح. وكل ذلك لأننا أُجبرنا على ترك ديارنا، ولأننا نعشق بلادنا بصدق، وبلا رتوش، ولذلك دفعنا الثمن غالياً وصرنا غرباء لا نعرف متى نعود لبلادنا! أيها السياسيون المتسلطون على حكم العراق، تنعّموا بخيرات الوطن، واقتلوا، واعتقلوا، وانشروا الرعب والخوف بين أهلنا بصورة علنية وسرية، واسرقوا، وانهبوا، واضحكوا، وخادعوا، وادعوا التقوى، وتظاهروا بالزهد،

لماذا.. ثم لماذا.. ثم لماذا؟!

صورة
المتابع لمجمل الأحداث المركبة والمتسارعة التي وقعت -وتقع- في العراق منذ مرحلة ما قبل الاحتلال الأميركي وحتى اليوم، يبقى في حيرة بشأن دوافع وأسباب تلك السلسلة العجيبة من الكوارث التي أحاطت بالعراقيين في مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها. هذه الحيرة تدفعنا إلى طرح عشرات التساؤلات التي حاول الخبراء والمحللون السياسيون أن يجدوا لها بعض التفسيرات، وهي (أي التفسيرات) وإن كان بعضها فيه شيء من الصواب، إلا أنها بالمحصلة لا يمكن أن تكون إجابات شافية عما يختلج النفس الإنسانية من حيرة جراء ما وقع للعراق. ومن بين هذه الأسئلة المتكررة والمحيرة: لماذا أصرت الولايات المتحدة -في مرحلة ما قبل الاحتلال- على التطبيل لأكذوبة امتلاك العراق لأسلحة محرمة، وهي التي أعلنت -لاحقاً- خلوه منها؟! ولماذا أَصَرّ الأميركيون على غزو العراق من دون الحصول على موافقة منظمة الأمم المتحدة؟! ولماذا استخدمت القيادة الأميركية الأسلحة المحرمة في معارك المطار وغيرها، وعاقبت المدنيين بالأسلحة الفتاكة المتطورة منذ الساعات الأولى لاحتلالها لبلاد الرافدين؟! ولماذا دمرت الدولة العراقية، وهدت البنى ال

وطن الظلمات!

صورة
أيها الوطن الموشح بالرعب والإرهاب، يا من تلعب بربوعك عصابات الاختطاف والقتل والجريمة المنظمة، يا من لا يعرف غالبية أهلك إلا التفكير بالهجرة من هول الأحداث الجسام التي تنهمر عليهم! يا عراق الخوف، الناس فيك حيارى من هول الخراب المادي والفكري المحيط بهم، وصارت النتيجة الطبيعية للخلاص هي محاولات، بل مغامرات أهلك للهروب -رغم المخاطر والمصاعب التي تغلف هذه الرحلات- نحو المجهول شرقاً وغرباً، لعلهم يجدون مكاناً ينعم بالأمن والسلام . وسط هذه الأمواج المتلاطمة، فجر النائب عباس البياتي قنبلة إعلامية، حينما طالب السلطات الألمانية بـ"إعادة المهاجرين العراقيين لعدم أخذهم إذن السلطات العراقية في المغادرة "! تخبّطات سياسية وإعلامية في عموم الملفات، تزيد من عتمة المشاهد القاتمة في بلاد كتب عليها أن تعيش في الظلام المادي والمعنوي والروحي. ظلمات لا تقل عتمة ورعباً عن قصة الطفل السوري الذي رمته أمواج البحر المتصارعة على الشواطئ التركية جثة هامدة قبل أيام، بعد أن حاول أهله الهروب نحو المجهول ! صورة هزت ضمائر الشرفاء في العالم، وأكدت نكبة حقيقية لا يمكن أن توصف إلا بأنها بعض ثمن الحرية ال