المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٥

الأنبار المعركة الفاصلة

صورة
المعارك القاسية المستمرة منذ عدة أشهر في محافظة الأنبار العراقية الغربية بين مقاتلي الجيش الحكومي المدعوم بمليشيات الحشد الشعبي وبين مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، نتج عنها - وبوضوح تام - سيطرة تنظيم الدولة على غالبية أراضي المحافظة، وأن التنظيم حتى هذه اللحظة يعزز تواجده في عموم المناطق الغربية العراقية، على الرغم من الضربات الجوية والتحشيدات الحكومية. وقبل الخوض في حيثيات الصعوبات والتعقيدات على أرض المعركة في محافظة الأنبار، المحافظة التي تعد أكبر محافظات العراق مساحة، وهي مدينة سنية تماماً، والتي تتجه هذه الأيام نحو معركة حاسمة، يمكن توضيح الآتي: بعد هزيمة، أو انسحاب عناصر تنظيم الدولة من غالبية مدن محافظة صلاح الدين، بدأنا نسمع - عبر تسريبات رسمية وغير رسمية - أن هنالك خلافاً حول المعركة القادمة، والخلاف نشب بين واشنطن، التي تعطي الأولوية لمعركة الموصل، وبين حكومة بغداد المدعومة إيرانياً، والتي تريد المعركة القادمة في الأنبار. وهنا يمكن بيان الأسباب، التي ربما تجعل حكومة السيد حيدر العبادي تميل لكفة معركة الأنبار على حساب معركة الموصل، ومنها: - قرب الأنبار من ا

قصة جسر الحياة أو الموت؟!

صورة
"بزَيْبـِز" ليس اسماً لمعبر يفصل غزة عن الكيان الصهيوني، وإنما هو اسم لجسر على الفرات (27 كم غربي العراق)، يفصل عامرية الفلوجة عن بغداد. هذا الجسر الحديدي المتهالك، صار في لحظة من الزمن سفينة النجاة التي تقل المهاجرين الهاربين من الجحيم نحو "وادي الأمان". هذا الجسر الحديدي العتيق، الذي يقع تحت سيطرة القوات الحكومية، تكتب اليوم على صفائحه الحديدية قصة شعب يُهان في بلاده! القصة بدأت قبل شهرين تقريباً، حينما بدأت العوائل الأنبارية بالنزوح نحو بغداد، على اعتبار أنها عاصمة وطنهم الذي طالما قاتلوا وضحوا من أجله منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى الآن. وهنا كانت الفاجعة، أو المفاجأة! الحكاية، ببساطة، أن القوات الأمنية المرابطة على الجسر، طلبت من الأهالي كفيلاً من داخل بغداد حتى يُسمح لهم بالدخول. وهذا الإجراء تم في المحافظات المجاورة للأنبار أيضاً. وهو ما أثار موجة من الغضب الشعبي في عموم الوطن؛ لأنه تقطيع لأواصر الأخوة والتآلف بين العراقيين، وتهديد للسلم المجتمعي الذي تحاول العديد من الأطراف الداخلية والخارجية -جاهدة- تدميره. وهنا حاولت الحكومة امتصاص الغضب الشعب

وحدة وطن وقلوب متناثرة!

صورة
الحديث عن التعايش بين العراقيين في بعض المواقف والمراحل صار كعازف الناي في وسط المدافع والحرائق والخراب والدمار؛ لأن غالبية السياسيين يهمهم أن تنحدر الأمور إلى دمار أكثر من الدمار الحالي، وإلى خراب أشد من الخراب الحاصل، وإلى انهيار أعمق من الانهيار الموجود؛ لأنهم – وببساطة - لا يمكنهم العيش في الظروف الطبيعية. قبل الحديث عن الأحداث المليشياوية التي وقعت في مدينة الأعظمية ببغداد نهاية الأسبوع الماضي ينبغي أن نفرق بين الموقف الشعبي والموقف السياسي، فغالبية العراقيين لم تصل إليهم حتى الآن شرارة، أو جمرة الطائفية المقيتة، والقلة القليلة منهم حركتهم هذه النبرة السقيمة؛ وصاروا جزءاً من تيارها الجارف الحارق. ومقابل هذه النسبة القليلة من المواطنين نجد أن غالبية السياسيين من الأحزاب الحاكمة هم طائفيون حد النخاع، لأنهم يعتقدون – وهم على حق – أنهم ماسكون بزمام الأمور، وهم يريدون أن يوصلوا الطرف الآخر( سنة العراق)، إلى قناعة تامة أن" التعايش بين العراقيين غير ممكن"؛ ولذلك فهم حريصون على دعم المليشيات وإخفاء جرائمها، وفي ذات الوقت هم مقتنعون أنهم عاجزون عن حكم البلاد من دون اللع

القضاء بين العدالة والسياسة

صورة
أظن أن مجامع اللغة العربية اليوم أمام مسؤولية كبيرة، تتمثل في كيفية إيجاد أو اشتقاق ألفاظ حديثة، قادرة على توصيف الصور البشعة التي ترسم في العديد من الدول، ومنها العراق وسورية. لأن بعض المفردات، ومنها القتل، والظلم، والإرهاب، والرعب، وغيرها من الكلمات الدالة على دركات الخراب الروحي والفكري التي وصل إليها بعض الأطراف الفاعلة في ميادين الجريمة، جعلت هذه الكلمات غير قادرة على التعبير عن حقيقة المأساة والتدمير اللذين نخرا الأرواح والأفكار والأجساد والأموال. على سبيل المثال، كيف يمكننا أن نُسمي، أو نصف، مقتل العشرات في مكان واحد، وتناثر أشلائهم في كل مكان، نتيجة إرهاب رسمي وغير رسمي؟ هل نقول عنها: "مذبحة"، "انفجار"، "مجزرة"، "كارثة"، "مصيبة"، "جريمة"، "حادثة".. إلخ؟! كل هذه العبارات لا يمكنها أن تصور، أو تنقل روح الخبر. لكن تعايش الناس مع الخراب والدمار والقتل والاختطاف والجرائم المنظمة، جعل هناك -كنتيجة طبيعية- أُلفة نفسية وعقلية ولغوية بين ما يحدث على الأرض، وفهم الناس له. هذه الحيرة في فهم مثل هكذا مشاهد مرعبة،

التباكي على العراق!

صورة
حال غالبية المواطنين العراقيين في التعاطي مع مجريات الأحداث المرعبة في بلادهم منذ العام 2003 وحتى الآن، هي البكاء بحرقة وألم على ما حلّ -ويحل بهم- من كوارث قلبت الخيال إلى واقع؛ حيث التفجيرات وعمليات الاختطاف والجريمة المنظمة، وقتل الناس بعضهم بعضاً. وغالبية هؤلاء لا يعرفون منْ يقف وراء هذه المؤامرة الدنيئة؟! مقابل تلك الغالبية -المغلوبة على أمرها- نجد أن غالبية السياسيين في العملية السياسية، لا يبكون العراق وإنما يتباكون! والفرق بين البكاء والتباكي كالفرق بين النائحة والثكلى. ويذكر علماء اللغة أن: "بَكَى: (فعل)، بكَى علي بُكاءً وبُكىً، فهو باكٍ، والمفعول مَبْكيّ -للمتعدِّي، وبَكَى صاحِبَهُ بُكاءً: حَزِنَ، تأَلَّمَ. وتباكى: (فعل). تباكى الشَّخصُ: تكلّف البُكاءَ، وتظاهَر به، وكانوا يتباكون على الفقيد أمام الناس". والتباكي هو حال غالبية الراكبين لموجه السياسة، من المؤيدين والمعارضين. وإلا لو كانت تصريحاتهم نابعة من حرقة حقيقية (غير مزيفة)، لما بقي العراق على وضعه المتردي الحالي منذ أكثر من 12 عاماً، وحتى الآن. وقبل عدة أيام، وضمن لعبة التباكي الأميركي على بلاد الرافدين، صوت