حرب المياه في العراق
الزراعة نفط دائم، هذا الشعار لطالما قراناه في مراحل دراستنا المختلفة؛ وذلك لأن اعتماد الدول على النفط، وعلى الاستيراد الكامل، يعد خللاً واضحاً في التنظيم العام للدولة، والدولة الناجحة هي التي تحاول الاكتفاء ذاتياً في أغلب القطاعات الزراعية والصناعة وغيرها. والزراعة لا يمكن تصور وجودها بدون المياه، وعليه فإذا فقدت المياه فان النتيجة الحتمية للأمر هو موت القطاع الزراعي والاعتماد على الاستيراد مما يعني هدر الميزانية الوطنية في مجالات ينبغي أن لا تشملها، وكذلك بث روح الاعتماد على الغير في أبسط جوانب الحياة. والعراق تعرض لهجمات مختلفة منذ تسعينيات القرن الماضي، ومنها الهجمات العسكرية المباشرة وغير المباشرة، والمؤامرات على القطاعات الحيوية الزراعية والصناعية والحيوانية والثقافية والتكنولوجية، والنتيجة بلاد تعاني اليوم من دمار في كل هذه القطاعات. هذه المؤامرات تدار وتنفذ من قبل مجموعة من العراقيين الذي ماتت ضمائرهم، وتحكمت بهم الشياطين، وكذلك من الجار اللدود الجمهورية الإيرانية التي ما تركت باباً يفتح على خراب العراق إلا وطرقته، وآخر هذه الأبواب هو حرب المياه التي تهدف لقطع أرزاق