المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٢

حرب المياه في العراق

صورة
الزراعة نفط دائم، هذا الشعار لطالما قراناه في مراحل دراستنا المختلفة؛ وذلك لأن اعتماد الدول على النفط، وعلى الاستيراد الكامل، يعد خللاً واضحاً في التنظيم العام للدولة، والدولة الناجحة هي التي تحاول الاكتفاء ذاتياً في أغلب القطاعات الزراعية والصناعة وغيرها. والزراعة لا يمكن تصور وجودها بدون المياه، وعليه فإذا فقدت المياه فان النتيجة الحتمية للأمر هو موت القطاع الزراعي والاعتماد على الاستيراد مما يعني هدر الميزانية الوطنية في مجالات ينبغي أن لا تشملها، وكذلك بث روح الاعتماد على الغير في أبسط جوانب الحياة. والعراق تعرض لهجمات مختلفة منذ تسعينيات القرن الماضي، ومنها الهجمات العسكرية المباشرة وغير المباشرة، والمؤامرات على القطاعات الحيوية الزراعية والصناعية والحيوانية والثقافية والتكنولوجية، والنتيجة بلاد تعاني اليوم من دمار في كل هذه القطاعات. هذه المؤامرات تدار وتنفذ من قبل مجموعة من العراقيين الذي ماتت ضمائرهم، وتحكمت بهم الشياطين، وكذلك من الجار اللدود الجمهورية الإيرانية التي ما تركت باباً يفتح على خراب العراق إلا وطرقته، وآخر هذه الأبواب هو حرب المياه التي تهدف لقطع أرزاق

أين العراق.. أين أحبابي؟

صورة
عمر الإنسان يجري بسرعة غريبة في أيام الفرح والسرور، لكنه يكون ثقيلاً في ساعات الأحزان والأتراح، وهي في الأصل ذات الأيام والسنوات، فلماذا يختلف الاحساس البشري بالوقت في كلا الحالتين؟! المسألة ببساطة مرتبطة بالحالة النفسية للإنسان، ففي الأفراح نشعر بمتعة الزمان والمكان؛ وبالتالي لا نلاحظ مرور الوقت في تلك اللحظات، وعلى عكس ذلك حينما نشعر بالألم والآهات. والإنسان متقلب في هذه الدنيا بين أزمنة الفرح والمتعة، والألم والشقاء، وهذا تماماً ما وقع للعراقيين قبل وبعد عام 2003، ففي مثل هذه الأيام قبل تسع سنوات عبرت الحدود لعل الله يجعل للأوضاع في الغابة العراقية مخرجاً، ثم نعود لبلادنا، وما كنت أظن أن الأمر سيستغرق أكثر من ستة إلى تسعة أشهر، وإذا بها سنوات تنقضي بكل آهاتها وأحزانها، وأخذت معها الصحة والسرور والأماني. يا عراق، يا بلدي الحبيب، روحي تسكن في ثناياك، وجسدي خارج حدودك. واهم من يظن أننا تركناك ولم نعد إليك، نحن لم نغادرك حتى نقول إننا سافرنا، كل ما في الأمر أننا ختمنا جوازاتنا بالمغادرة فقط، بينما –يعلم الله– أنك تعيش في أرواحنا وضمائرنا. منذ أكثر من تسع سنوات، وهم يحاولون اخت

مواطنون بلا رعاية

صورة
المسؤوليات الواقعة على كاهل الدولة كثيرة ومهمة، ومنها نشر الأمن، وحمايات الممتلكات العامة والخاصة، وتطوير القطاعات الحيوية التجارية والزراعية والتكنولوجية والصحية، وحماية أرواح المواطنين عبر تأمين الأدوية الجيدة والناجعة في علاج أمراضهم. وعلاجات الأوبئة التي انتشرت في العراق بعد عام 2003، وصلت إليه من كل حدب وصوب، وأغلبها غير خاضع للرقابة الحكومية؛ لأنها تصل إلى السوق عبر عمليات تهريب منظمة، تهدف للربح السريع على حساب صحة المواطن وسلامته، ويقف وراء عصابات التهريب بعض المسؤولين الحكوميين؛ لأنهم جعلوا من المناصب غطاءً لتحقيق مكاسبهم الشخصية حتى لو كانت على حساب تدمير صحة ملايين الناس الأبرياء! كلنا يعرف أن السرطانات التي غزت العراق كانت نتيجة استخدام قوات الاحتلال الأمريكية، اليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً، إضافة إلى إهمال المسؤولين الحكوميين لصحة المواطنين منذ أن استلموا مفاتيح المنطقة الخضراء من قوات الاحتلال الامريكية وحتى الآن. وفي هذا الملف الذي لا نعرف مديات آثاره المخيفة، ذكر طارق فتاح مسؤول الإعلام في دائرة صحة الديوانية في يوم 12/8/2012 أ

السيادة في العراق

صورة
السيادة تعني حرية القرار، وعدم الارتباط بهذا القطب الدولي، أو ذاك، بحيث يكون للقادة الفضاء الواسع للتفكير بمصلحة البلاد، وصولا لاتخاذ القرارات النافعة الأصيلة البعيدة عن الضغوطات المختلفة الداخلية والخارجية. وبغض النظر عن الموقف من الحكومات التي تعاقبت على حكم بغداد بعد مرحلة عام 2003، فإننا كعراقيين نتمنى، ونأمل أن يكون لبلادنا السيادة الكاملة، ولهذا ما زلنا ننادي بضرورة اتمام تحرير الوطن من الاحتلال الأمريكي، والتغلغل الإيراني؛ لأننا مؤمنون أن سيادة العراق هي مطلب حق لنا، ولا يمكن أن نفاخر ببلادنا بين شعوب الأرض، إلا بعد أن تكون حرة قوية ومنتمية لقضايا الأمة، ويرى فيها العرب عمقهم الاستراتيجي، وملاذهم الآمن، وهذه الأمنيات والتطلعات – مع الأسف الشديد- بعيدة عن الواقع الحالي في البلاد. قد يستغرب البعض هذا الكلام، ويقولوا ألم تنسحب القوات الأمريكية من مدينة الرشيد؟! والجواب بسيط جداً، ولا يحتاج لمحللين سياسيين، أو مفكرين على درجة عالية من الذكاء والدهاء.  وللإجابة على هذا التساؤل، سأحاول هنا أن أتناسى وجود قوات في قواعد مختلفة في البلاد، وإنما سأتكلم عن السيادة ال

أخطاء وأخطاء

صورة
الناس في هذه الدنيا صنفان: صنف ارتضى لنفسه أن يجلس على التل ويراقب الأحداث، وهو في ذات الوقت لا يكلف نفسه حتى النزول إلى أرض الواقع، ومخالطة الناس والصبر على أذاهم، والتفاعل مع الواقع المرير في غالب الأحيان؛ لأنه آثر السلامة على العمل ومنغصاته، وهذا الصنف، في أفضل الأحوال، إن أراد أن يبدي رأياً، فإنه لا يجرؤ حتى الكشف عن اسمه، أو كنيته الحقيقية حتى في أبسط المواقف، هذا الصنف جعلوا من الصمت حكمة، ومن الهزيمة ذكاء، ومن التملق سياسة، وهم -مع الأسف الشديد-  أكثر نسبة من الصنف الثاني. أما رجال الصنف الآخر، فقد تقبلوا أن يكونوا أعضاء فاعلين في الحياة، بكل تشعباتها، وفي أصعب مواقفها، وقدموا القيم والتضحية في سبيلها على السلامة، دون اهتمام لسخط الساخطين، أو حتى السعي لرضا الراضين، وهذا الفريق أقل حضوراً من الصنف الأول. والعاملون بلا شك معرضون للخطأ؛ لأنهم بشر أولاً، ولأنهم يعملون تحت ظروف متقلبة وقاسية أحياناً، ومن يعمل يخطئ، ومن لا يعمل يَسْلَم، ولا يمكن أن نتصور عَالَماً خالياً من الأخطاء إلا في الخيال العلمي، ونحن نتكلم هنا عن الواقع، وتحديداً عن الواقع المرير، الذي يشوبه الكثير من الض

العراق الذي تركته أمريكا وراءها

صورة
سنتفق جدلاً على أن أمريكا قد انسحبت من العراق، وسنغض الطرف عن الواقع الذي يؤكد أن أمريكا ما زالت هي التي تسيطر على مجريات الأحداث في البلاد، ويشاركها في ذلك إيران عبر نفوذ سفيرها في بغداد، ووكلائهما في المنطقة الخضراء. هذه هي حقيقة الحال في «العراق الجديد». ولكن المهم أن نعرف كيف تَركت أمريكا العراق، ولمن سلمته؟! العراق منذ سنوات الاحتلال البغيض وحتى اليوم، يعيش في دوامة من الانفجارات التي لم تهدأ في يوم من الأيام، وآخرها التفجيرات التي شهدتها بغداد والعديد من المحافظات مؤخراً، وخصوصاً في الأسبوع الأخير من شهر تموز 2012، التي أكدت مدى الخراب الذي ينخر جسد «الدولة العراقية» في كافة الجوانب الأمنية والاستخبارية. حيث إن البلاد، وبعد كل خلاف سياسي، يمكن احراقها من أقصاها إلى أقصاها، دون أن تتمكن الأجهزة الأمنية التي يصل قوامها إلى أكثر من مليون ونصف منتسب، من تحريك ساكن، ولا حتى إيقاف متحرك! من المؤكد أن شهادة أهل مكة أولى من شهادة الغرباء، إلا أن الشهادات الغربية أصبحت اليوم –مع الأسف الشديد- أحرى وأولى من شهادات أهل الدار، وهذا في الحقيقة خرم لقواعد الشهادة، لكن هذا هو الواقع، وتماش