بغداد تحتضر والبعض لا يكترث




العراق بلد تعاون على نحره القريب والبعيد، وبالنتيجة صار العراق فريسة للغازي المحتل، والحكومات التي نصبها، الذين أزهقوا الأرواح، وانتهكوا الأعراض، ورملوا النساء، ويتموا الأطفال، وهدموا البنى التحتية والفوقية للبلاد، بعدما أوهموا الجميع أنهم جاؤوا من اجل خلاص العراقيين، ودفع العراقيون ثمن هذه الديمقراطية الزائفة من أرواحهم وحريتهم وغربتهم الداخلية والخارجية عن وطنهم.

ومقابل هذا هبّ محبو العراق لتذكير أهلهم، والشرفاء في أرجاء المعمورة أنهم ظلموا من الاحتلال، ومن الحكومات التي نصبها، فاستعانوا بكل الوسائل المشروعة من اجل إيصال صوتهم للعالم.

ومن هذا المنطلق حاولت أن اجمع ما استطيع من العناوين البريدية لأصحاب الأقلام الحرة في بعض الصحف العربية التي اعتز بها، ومنها صحيفة ... الإماراتية التي اعتبرها منبرا حرا يهدف لإيصال الحقيقة للجمهور بلا رتوش، ومن الذين أرسلت لهم أكثر من مقال من مقالاتي التي تنشر في بعض الصحف والمواقع الالكترونية هو الزميل (ع، ع ) الكاتب في صحيفة ... الإماراتية، إلا إنني - ومع الأسف والألم الشديدين - تفاجئت يوم (29/4/2011) برسالة مقتضبة منه بعد أن أرسلت له مقالي الأخير في السبيل الأردنية الغراء، حيث قال فيها( الأستاذ الفاضل جاسم تحياتي أرجو التكرم بحذف بريدي من قائمتك؛ لأن ما تمطرني به لا علاقة لي به من قريب أو بعيد، وغير ذي استفادة لنا. مع الشكر والتقدير)، ومباشرة أرسلت للأستاذ (ع) الرد الآتي:- (أخي الحبيب، أنا آسف عنوانك البريدي أعطاني إياه أحد الأحباب، وقال هذا الرجل من النخب، وأنا حذفت عنوانك البريدي، مع تحياتي، وكان الله في عون العراقيين).

وهنا أقول للسيد (ع): إننا إما أن ننطلق من منطلقات إسلامية في كلامنا، أو من منطلقات قومية، فالذي يجمعنا قبل كل شي هو الإسلام، حيث قال الله تعالى " وان هذه أمتكم امة واحدة "، وقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم " منْ لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".

وإن كانت الانطلاقة من مبادئ، وقيم قومية عربية، فهل العراق - يا سيد ع - لا يهمك لا من قريب ولا من بعيد، وهو البلد العربي الذي يعرف الجميع أهميته السياسية والاقتصادية والإستراتيجية؟؟!

إن كان الأمر كذلك، فهذا يعني انك تنكرت للعراق كبلد عربي، له مكانته وثقله المعروفين للأعداء قبل الأصدقاء والأحباب، ثم ما هي رسالتك الصحفية التي تحاول إيصالها إلى القارئ الكريم في صحيفة ... الغراء، وأنت تتنكر لقضايا العراق الجريح الذي يئن شعبه من الاحتلال وجرائمه، ومن الحكومات التي نصبها وانتهاكاتها التي أدت إلى مقتل مئات الآلاف من العراقيين، ومثلهم من الأبرياء في المعتقلات السرية والعلنية؟!!

وأنا هنا أتكلم معك من منطلق الزمالة في الإعلام، ومن منطلق الأخوة في الدين والعروبة، أن ترد عليّ بمثل هذا الكلام، وكان يكفيك أن تطلب مني حذف اسمك من القائمة البريدية بدون أن تتنكر للعراق الغالي على كل مسلم وعربي!!

وصدقني - أيها الأخ الفاضل - لقد بكيت كثيراً من قساوة كلماتك، وإنني اكتب إليك الآن بالدموع لا بمداد القلم؛ لأننا في العراق نتألم لألم أي عربي غيور أينما كان سواء في الإمارات، أو سوريا، أو ليبيا، أو مصر، أو غيرها من إرجاء وطننا العربي الحبيب.

والمشكلة ليس في كونك - يا سيد ع - لا تهتم بقضايا الأمة لوحدك، ولكن السؤال كم هنالك منْ أمثالك، ومنْ هم على هذا المنوال؟!!

وأخيرا استميحك عذرا أخي (ع) ؛ لأنني اضطررت للرد عليك، ولم أتمالك نفسي حتى أتجاهل الأمر؛ لأننا بحاجة للعون على مصيبتنا في العراق اليوم ولو بالكلمة الطيبة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول " الكلمة الطيبة صدقة"، والقائل في حديث آخر " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت".

ملاحظة:

سبق وان أرسلت هذا المقال، بتاريخ 29/4/2011، لصحيفة ... الإماراتية لكنها للأسف الشديد، لم تنشر المقال، عملاً بمبدأ حرية الصحافة، والرأي والرأي الآخر؟!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى