بالروح بالدم نفديك يا جلال






بداية أرجو من القارئ الكريم أن يصبر عليّ حتى نهاية المقال، ولا يتهمني بأنني انقلبت على كل كتاباتي السابقة، بل هي حرقة في القلب لم أجد إلا هذه السبيل للتعبير عنها.
العراق اليوم بلد لا ندري إلى أين يتجه، حتى بعض رجال المنطقة الخضراء حينما تسألهم إلى أين يسير العراق؟ لا يعرفون الإجابة، هي بلاد خربها الاحتلال وبعض الجوار والعملاء والأوفياء الجهلة، وبالنتيجة دفع الأخيار من العراقيين الثمن غالياً من حياتهم وحيرتهم وتمتعهم برؤية بلادهم وذلك بعدما هجروا في أرجاء المعمورة؟!!
ومن كثر الهموم، يكون كل مقلوبنا بالكلام، اقصد كل كلامنا بالمقلوب، وهذه المحاولة هي جزء من تلك الهموم.
وبعيداً عن الاتهامات الباطلة التي يطلقها بعض المعارضين للديمقراطية في العراق الجديد، سأحاول أن انقل بعض الصور الجميلة من بلادنا الحبيبة، في ظل قيادته الحكيمة الرشيدة الجديدة التي قادته منذ تحريره على يد قوات التحالف الصديقة، وليست قوات الاحتلال البغيضة كما يسميها الظلاميون، أقول قادته هذه القيادة المتمرسة من نصر إلى نصر، وهذا جزء من الوفاء للقيادة الحكيمة في زمن الديمقراطية، وليس زمن القمع والاضطهاد، وهو جزء من الرد على الذين يفترون على ساسة المنطقة الخضراء الحبيبة التي هي بيت لكل العراقيين، بينما يدعي البعض - ظلماً وزراً - أنها محصنة، وأنها لرجال السياسة فقط؟!!

العراق اليوم ينعم بالأمن والأمان، وهو الدولة الأولى من حيث الطمأنينة والنظافة والديمقراطية والقضاء على الأمية والفقر وقلة عدد السجون، بل لا يوجد في العراق اليوم إلا عشرات الضيوف في فنادق الدرجة الأولى، والتي يسمها البعض سجونا، أما الكلام عن مئات الآلاف من المعتقلين، فهذه أرقام وهمية لا وجود لها في عراق السيد الرئيس جلال الطالباني ورئيس الحكومة المبجل نوري المالكي!. أما ما تذكره التقارير عن انتهاكات الحريات، والسجون السرية والعلنية، ودكتاتورية النظام الحاكم، وملايين المهجرين في الداخل والخارج، فانه ينصب ضمن الحقد الدولي على الحالة الديمقراطية في عراقنا الجديد!.

واليوم تمكن البرلمان العراقي المبارك من إيجاد الحلول لمشاكل العراق المتوهمة إلا مسألة بسيطة، وبسيطة جدا، يحاول الإعلام وبعض المغرضين تضخيمها، وهي قضية منْ سيكون نائبا للرئيس السيد جلال الطلباني، على اعتبار أن الرجل الضرورة" السيد الرئيس" لا يمكنه أن يدير البلاد إلا عبر ثلاثة نواب، والبرلمان مختلف على الثالث، هل سيؤثر على ميزانية العراق المحفوظة، والبعيدة عن النهب والسلب، أم لا؟!!

وبهذه المناسبة سأحاول أن اسطر بعضاً من سيرة القائد العريق النضالية، ومفجر الثورات وقامع الظلام وأهله، وهو السيد الرئيس جلال الطالباني.

بداية أود أن اعبر عن مدى إمكانية السيد الرئيس من تحقيق أمنيتي والمتمثلة، بمطلب بسيط جدا، وهي والله أمنية حياتي، ومستعد أن أقدم مقابل تلبيتها أروع هدية لسيادته إذا قال لي، وبعبارة بسيطة، ما هي المهام التي يقوم بها؟؟؟

وبدوري، سأحاول هنا الإجابة عن هذا التساؤل: هل تعرفون ما هي مهام السيد الرئيس "الضرورة"؟، وأين تذهب الملايين التي تخصص له كرئيس " منتخب" للعراق؟، وهذه الحقيقة سأذكرها على لسان أحد نواب العراق، حيث قال: إن السيد الرئيس حينما نهرع له لإيجاد حل لبعض المشاكل يقول:" بسيطة، سهلة، تعالوا نأكل باجة وكل شي يهون". والباجة لمن لا يعرفها من غير العراقيين، فهي لحمة رأس الأغنام، والتي تطبخ بطريقة مميزة في العراق، وهي الأكلة المفضلة للسيد الرئيس حتى على مائدة الفطور، ونحن، ومن باب تعلقنا بسيادته سنعلن، وفي لافتات عريضة، أن كل رؤوس الخرفان العراقية فداء للقائد المفدى، حفظه الله ورعاه؟!! وبالتالي، وبعد تناول وجبة الباجة الدسمة، ينتهي اللقاء، ونعود بخفي حنين، والكلام لا زال للنائب العراقي؟!!


سيادة الرئيس السيد جلال الطالباني قائد العراق الضرورة، صاحب المواقف البطولية المتميزة، فارس الفرسان، أمير الأمراء، نجم التغيير الديمقراطي، صاحب التاريخ النضالي في التاريخ العراقي الحديث، رجل الديمقراطية والحرية، قاتل الدكتاتورية، وملجم المخربين والمدمرين، ظلموك كثيراً حينما اتهموك بأنك، واغلب أخوتك في العملية السياسية، تآمرتم على العراق وأدخلتم جيوش الاحتلال للبلاد، وهم لا يعرفون انك ناضلت من اجل هذا اليوم، فأرجوك سيدي الرئيس اعذرهم لجهلهم بتاريخكم النضالي.


هل رأيتم رئيساً عراقياً يأتي بالنكات على نفسه، هي قمة الديمقراطية الكوميدية، التي هي جزء لا ينفصل عن شخصية القائد الضرورة، ومن بين هذه النكات، أن جلال طالباني كان نائما، فقالت له زوجته: هنالك صوت في المطبخ، ممكن أن يكون لصاً؟، فقال لها: اتركيه ينفعنا بالانتخابات.


وفي نكتة أخرى: وحينما سألوا سيادته: أيهما أحسن الشمس، أم القمر؟ فقال سيادته: القمر، وحينما سألوه عن السبب، رد القائد المقدام: لأن القمر يطلع بالليل ينور الظلمة، لكن الشمس تطلع الصبح وهنالك ضوء فما هي فائدتها؟!!


وبالعودة إلى مشكلة النائب الثالث، والتي يحوكها ائتلاف دولة القانون برئاسة القائد المبجل نوري المالكي، حيث يصرون على ترشيح خضير الخزاعي كنائب لرئيس الجمهورية مع عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي، فيما ترغب الكتل السياسية الأخرى، أن يكون التصويت على نواب رئيس الجمهورية انفراديا.


مستشار القائمة العراقية هاني عاشور أكد أن ترشيح الرئيس جلال الطالباني نوابه وإرسال أسمائهم إلى البرلمان يقتضي الإسراع في التصويت عليهم، وأن الإشكالية الخاصة بالنائب الثالث ينبغي أن لا تعطل سير العملية. لكن المشكلة التي لا يعرفها السيد عاشور ولا غيره هي أن السيد الرئيس، ومن كثرة الواجبات الملقاة على عاتقه قرر تركها جميعاً والاهتمام بمتابعة آخر أفلام المودة، وبرامج الطبخ.


وكان مجلس النواب قد اجل في الجلسة (53) التصويت على نواب رئيس الجمهورية الذي قدمهم رئيس الجمهورية جلال الطالباني إلى مجلس النواب بسبب اعتراض بعض الأعضاء على الخزاعي. فيما ترى النائبة عن القائمة العراقية البيضاء المنشقة عن القائمة التي يترأسها إياد علاوي أن قائمتها تؤيد التوجه نحو تقليص عدد نواب رئيس الجمهورية إلى نائب واحد بدلاً من ثلاثة نواب، وأن اختيار نائب واحد سيحل المشكلة ويتم التصويت عليه من قبل مجلس النواب.


أما راتب السيد الرئيس الطالباني فهو من أعلى الرواتب في العالم، والسبب بسيط ومعروف، وهو أن السيد الرئيس يقوم بمهام ضخمة واستثنائية، وبالتالي من الضروري أن يكون راتبه الأعلى بين رؤوساء العالم، وحسب المعلومات التي حصلت عليها مجلة (لفين) العراقية فإن المخصصات والراتب الشهري لرئيس جمهورية العراق (جلال الطالباني) هو (12) مليون دولار سنويا، أي مليون دولار شهريا، بينما يتقاضى الرئيس الأمريكي اوباما (33333) دولارا فقط، ويساوي (400) ألف دولار سنويا. وراتب ساراكوزي (رئيس فرنسا ) يبلغ (265000) دولاراً شهريا، وراتب ميركل المستشارة الألمانية هو (25250) دولاراً، وراتب جوردن براون - رئيس وزراء انكلترا - هو (23250) دولاراً، وراتب الرئيس التركي عبد الله جول هو (123000) دولاراً، ورئيس وزراء اليابان راتبه (1650) دولاراً.


بلاد العجائب والغرائب التي لا تنتهي وليس العراق الجديد، بهذه الكلمات يمكن أن نعبر عن حقيقة بلادنا المحررة منذ عام 2003، هل نحن أمام حكومة، أم أمام عصابة كوبوي تدربت في أمريكا ونجحت في اختطاف بلاد عظيمة مثل العراق الأصيل؟!!


والله أحيانا نقف عند عبارات لا نعرف أهميتها إلا حينما تقع في موقف تحتاج فيه هذه العبارات الدقيقة الحكيمة ومنها قولهم (شر البلية ما يضحك)، وهذه المقولة تنطبق اليوم على مهزلة السياسة في العراق الجديد.


هذه هي قيادة العراق الجديد، فمن أين نتلقى الصدمات، هل من الاحتلال، أم من القيادات التي نصبها على رقاب العراقيين؟!!


Jasemj1967@yahoo.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى