المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٣

دولة القانون أم دولة البطاط؟!

صورة
«دولة القانون» شعار براق يغري غالبية الناس؛ لأن القانون من الضروريات التي لا يمكن للحياة الإنسانية أن تستمر من دونه، وسط هذا الزخم السكاني المتداخل في كافة جوانب الحياة، وغياب القانون– ربما- يدفع ذوي النفوس الضعيفة لظلم الآخرين، وعليه يكون القانون هو الضابط لسلوكيات أفراد المجتمع؛ من أجل حياة حرة كريمة. ونحن -العراقيين- نتمنى أن يكون في العراق قانون يحتمي تحت مظلته جميع المواطنين، ضعيفهم وقويهم، غنيهم وفقيرهم، كبيرهم وصغيرهم، إلا أن الأمور سارت باتجاه مغاير أثبت -بما لا يقبل الشك- أن العراق دولة مليشيات، وليس دولة قانون. و«دولة القانون»، هو شعار كتلة رئيس الحكومة الحالية، نوري المالكي، خلال حملته الانتخابية في انتخابات 2010، وكانت أول مخالفة قانونية ارتكبت من قبل كتلة القانون نفسها، بعدما استعانت بالمحكمة الاتحادية؛ لتفسير مفهوم الكتلة الأكبر، ولتحصل على رئاسة الحكومة؛ على الرغم من فوز كتلة علاوي- العراقية- بتلك الانتخابات. واليوم أصبحت «دولة القانون» هي الراعي الرسمي للانفلات المنظم في البلاد، وفي يوم 21/11/2013 أعلنت المملكة السعودية عن سقوط ست قذائف هاون قرب مركز تابع لحرس الحدود

الشأن العراقي.. هموم مترابطة ومتداخلة

صورة
الكتابة الصحفية الموضوعية الصحيحة صارت اليوم من المهام الشاقة، وهي ليست عملية تسويد للورق، أو فرض للأفكار على القراء شاءوا، أم أبوا، بل هي اليوم تتطلب الجد والمثابرة، والمتابعة، وقول الحق، وقبل هذا وذاك احترام القراء، من حيث الرأي والرأي الآخر. والصحفي الذي يحترم نفسه وقراءه، ويعتز بهم ينبغي عليه أن يتابع همومهم أولاً بأول، وإلا فهو «خائن» لهم ولمهنته، التي لا يقصد بها الشهرة، أو المتعة، ولا حتى كسب المال، بل هي المهنة الراصدة للواقع، الناقلة للحقائق، بلا رتوش، وبلا كذب، أو تزوير. قبل يومين، وحينما أردت أن أكتب مقالاً عن العراق انتابتني الحيرة؛ لأنني لا أعرف عن أي مجال، أو بالأحرى عن أي هم عراقي أتحدث؟! والهموم في المشهد العراقي متزاحمة ومتداخلة فيما بينها، ولم أكن أعرف عن أي همّ سأتحدث، لكن قلمي توقف أمام بعضها للذكر، لا للحصر، ومنها: 1. هموم الأمطار بعد طول عناء وتفكير وتمحيص قررت أن أكتب عن شبح الأمطار حيث إن العراقيين، وخصوصاً الفقراء منهم، قلقلون جدا على حياتهم وأملاكهم ومنازلهم، بينما تقف الأجهزة الخدمية الحكومية عاجزة أمام الأمطار التي أربكت حياة الناس في كافة المجالات، وفي

المسكوت عنه في العراق!

صورة
السكوت، أو الصمت من الأخلاق التي يتحلى بها العقلاء والحكماء، الذين يُقدرون قيمة الكلام، من حيث الزمان والمكان والمقام، والمسكوت عنه– ربما- لا يكون عن حكمة، وإنما يمكن أن يكون بسبب الأساليب الترغيبية والترهيبية، التي تدفع الناس للسكوت، إما خوفاً، أو حفاظاً على مصالح شخصية ضيقة. والصمت نوعان: صمت محمود، وآخر مذموم. فأما الصمت المحمود فيكون في المقام الذي قد يتسبب الكلام فيه بإثارة فتنة اجتماعية، أو سياسية، أو دينية، أو طائفية، والصمت المذموم، هو السكوت عن البيان في مقام غموض الأفكار، وأيضاً هو الاعراض عن قول الحق، في زمن انتشار الفساد السياسي، والمالي، والاجتماعي، والخُلقي. والمسكوت عنه في عراق ما بعد 2003، لا يخرج عن كونه إما خوفاً، أو طمعاً، وهو يشمل السكوت عن  الفساد المالي والإداري والسياسي والفكري وغيرها، والذي يعنينا في هذا المقام هو الصمت تجاه المجازر اليومية، التي ينحر فيها أبناء الرافدين على يد المجاميع الرسمية وغير الرسمية. وظاهرة السيارات المفخخة أصبحت من الصور المألوفة في البلاد، وخصوصاً في العاصمة بغداد، حيث تتجاوز فيها الانفجارات العشرات أحياناً، وكمعدل تقريبي ي

حصاد «الفن الدبلوماسي» في العراق

صورة
الفن الدبلوماسي، أو فن «الرقص الدبلوماسي» على أشلاء الناس في الشوارع، وآهات المعتقلين في السجون، وبكاء وأنين الأرامل والأيتام الذين فقدوا الحنان الابوي بسبب شهوة للحكم والمناصب، وحسرة الفراق التي يعاني منها الملايين في مشارق الارض ومغاربها، هذا الفن لا يحسنه إلا غالبية ساسة العراق الجديد. هذا الرقص ليس طرباً، بل تزويراً وتزييفاً وقلباً للحقائق التي لم يعد بالإمكان إخفائها، بلاد تنخرها الانفجارات والاغتيالات والفساد المالي والإداري. ورغم ذلك فإن غالبية الساسة يغضون الطرف عن كل هذه الاحداث الكارثية ويتحدثون عن (عراق ديمقراطي جديد)! لا ندري ما المقصود بعبارة (العراق الجديد) التي ملتها الأذان، ومجتها العقول، وصارت كابوساً يلاحق جميع العراقيين، في داخل البلاد وخارجها، في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وفي شبكات التواصل الاجتماعي، وفي كل مكان، حتى في دور العبادة، وأماكن اللهو على حد سواء! ونريد هنا أن نسير على نهج القوم ونتكلم بلغتهم، عن العراق اليوم، أو ما يسمى «العراق الجديد»، وننقل للعالم بعض الحقائق القريبة المؤلمة التي تؤكد أن بلاد الرافدين غارقة في مستنقع الجرائم والظلم، ففي

هل نجحت زيارة المالكي لواشنطن؟

صورة
(بعد كل الدم الذي فقدناه وكل المال الذي أنفقناه يبدو وكأن تأثير إيران في العراق أكبر من تأثير الولايات المتحدة، وهذا بالطبع وضع مزعج، وأعتقد أن المالكي في وضع صعب جداً، فقد ظل يكرر أن الديمقراطية العراقية ليست مثالية لكنها ديمقراطية). بهذه الكلمات اختزل النائب الديمقراطي إليوت إنجيل الوضع الحقيقي للعلاقات بين الولايات المتحدة وحكومة المالكي، والتي هي في حقيقتها سياسة اتباع المأمور للآمر، وهذا يؤكد حقيقة أن أمريكا لم ترحل نهائياً من العراق، بل كانت- وما زالت- اللاعب الأهم على الساحة العراقية. العلاقات بين الدول لا تكون متوازنة إلا حينما يكون هنالك قادة يعرفون أن تلك العلاقات ينبغي أن تبنى على احترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والبعد عن التحكم في السياسات الخارجية، وهذه الحالة غير موجودة- مع الأسف الشديد- في مسار العلاقات العراقية الأمريكية في مرحلة ما بعد الاحتلال وحتى الساعة. المالكي كان يتحدث في واشنطن في معهد السلام، فيما كان العراق تلتهمه التفجيرات في عموم البلاد، وكان كل هم المالكي كيف يلقي اللوم على الأطراف الأخرى في مسؤوليتها بخصوص ما يجري في العرا

ساسة العراق في واشنطن!

صورة
غادر بغداد صباح اليوم 29/10/2013 رئيس حكومة المنطقة الخضراء نوري المالكي متوجهاً إلى واشنطن في زيارة رسمية، هي الرابعة له منذ توليه مهام عمله كرئيس للحكومة. زيارة المالكي قيل إنها استدعاء، وقيل إنها زيارة رسمية، وخلاصة القول المالكي الآن في واشنطن، وآخر زيارة للمالكي لأمريكا كانت قبل الانسحاب الأمريكي في العراق نهاية عام 2011، بثلاثة أسابيع. وفي يوم 17/10/2013، قال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني إن " المالكي سوف يلتقي في الأول من نوفمبر الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن؛ لبحث مسائل إقليمية، وإن هذه الزيارة ستؤكد على أهمية العلاقات الأميركية العراقية في إطار الاتفاق الاستراتيجي بين البلدين". اللافت للنظر أن زيارة المالكي ستعقبها بفترة قصيرة زيارة رئيس البرلمان اسامة النجيفي لواشنطن، والذي تلقى دعوة رسمية يوم 20/10/2013، لزيارة الولايات المتحدة. زيارة المالكي تأتي أيضاً بالتزامن مع زيارة رئيس القائمة العراقية اياد علاوي، الموجود منذ اسبوع تقريباً في واشنطن، والذي ذكرت قائمته أنه ذهب للعلاج، ونفت أن تكون زيارته بناءاً على دعوة رسمية وجهت له من قبل نائب