المعتقدات الدينية ودورها في احتلال العراق!



حينما تورطت، أو وُرطت أمريكا باحتلال العراق، كانت تقول إنها جاءت لتخليص العراقيين» من دكتاتورية النظام السابق، وكذلك لبث روح الديمقراطية في العراق؛ ليكون النموذج العراقي مثالاً يحتذى به في المنطقة».
وبالعودة إلى التأريخ العراقي القريب، نجد أن كل ما قالته أمريكا عن العراق الجديد لم يتحقق، وأن العراق دخل، او أُدخل في نفق مظلم، لا أعتقد أنه سيخرج منه بسهولة، إلا بعد أن تتكاتف كل الجهود الخيرة من أبنائه وأشقائه، ليصلوا بعد ذلك بالعراق والعراقيين إلى بر الأمان.
وبقراءة بعض التصريحات الغربية المتعلقة بالشأن العراقي يمكن ملاحظة أن الغايات التي من أجلها احتلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق، يمكن تقسيمها إلى قسمين:-
القسم الأول: الأهداف المعلنة، ففي يوم 11/4/2003، أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، وشريكه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير: في رسالة مسجلة للشعب العراقي عقب لقائه بلير بعض هذه الأهداف:» انتهى عهد طويل من الخوف والقسوة، وأن مصيرهم بين أيديهم، أنتم تستحقون ما هو أفضل من الطغيان والفساد وغرف التعذيب. تستحقون أن تعيشوا كشعب حر، أُؤكد لكل مواطن عراقي بأن بلدكم سيكون حراً قريباً».
وأعلن توني بلير في ذات اليوم في الرسالة المشتركة، أن العراق الجديد «لن تحكمه بريطانيا ولا الولايات المتحدة بل الشعب العراقي، قواتنا قوات صديقة للشعب العراقي، قوات تحرير، وليست قوات غزو».
وهكذا دارت كل التصريحات الأمريكية والبريطانية في هذا الإطار، ولم تخرج عنه قيد انملة.
والقسم الثاني هي الأهداف غير المعلنة، أو الخفية، هذه الأهداف لا يمكن إحصاؤها بسهولة؛ لأنها تشمل كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل وحتى الدينية منها.
وحتى نؤكد حقيقة وجود هذه الأهداف غير المعلنة، سأحاول نقل تصريحات من ساسة يعرفهم الجميع بأنهم من الحاقدين على كل ماهو عروبي وإسلامي، ففي يوم 1/12/2008، أعرب إيهود أولمرت رئيس الوزراء الصهيوني‏، في تصريحات مقتضبة مع بوش قبل بدء لقائهما في البيت الأبيض عن «امتنان وعرفان الشعب الإسرائيلي إزاء الدور الذي لعبه الرئيس الأمريكي جورج بوش في تخليص تل أبيب من التهديد الاستراتيجي، الذي كان يشكله العراق في عهد صدام حسين، وأن تدمير القوة العراقية كان أحد أهم إنجازات فترة حكم بوش، والتي جعلت الحياة أفضل بالنسبة لإسرائيل!
وفي يوم 4/1/2012، أكد (ديرك ادريانسنز) عضو اللجنة التنفيذية لمحكمة بروكسل في تقرير له:» أن من بين الأهداف الرئيسية لاحتلال العراق، هو تفكيك الدولة العراقية السابقة، وتدمير بنيتها التحتية، وأن الاحتلال تسبب بمقتل أكثر من مليون و(300) ألف مدني عراقي، وتدمير البنية التحتية لهذا البلد الجريح».
وفي حزيران 2012، أصدر الصحفي الفرنسي (جان كلود موريس) كتاباً بعنوان « لو كررت ذلك على مسامعي مرّة ثانية فلن أصدقه»، أكد فيه: « أن الأسباب والدوافع الحقيقية لغزو العراق، لا يتصورها العقل، وخارج حدود كل التوقعات السياسية والمنطقية؛ ذلك لأن الفكر الديني لدى بوش الابن، هو الذي دفعه لإعلان الحرب على العراق؛ من أجل القضاء على جيش يأجوج ومأجوج، حيث كان الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن من أشد المؤمنين بهذه المعتقدات الدينية، وكان مهووساً منذ الصغر بالغيبيات، وقراءة الكتب اللاهوتية القديمة»!
هذه الحقائق أكدها الرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك) في حديث مسجّل له مع مؤلّف الكتاب، قائلاً: (تلقّيت من الرئيس بوش مكالمة هاتفية في مطلع عام 2003، فوجئت فيها بالرئيس بوش وهو يطلب مني الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق، مبرّراً ذلك بتدمير آخر أوكار «يأجوج ومأجوج»، مدّعياً أنهما مختبئان الآن في الشرق الأوسط، قرب مدينة بابل القديمة، وأصرّ على الاشتراك معه في حملته الحربية، التي وصفها بالحملة الإيمانية المباركة، ومؤازرته في تنفيذ هذا الواجب الإلهي المقدس، الذي أكّدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل)!
وهذا الاعتقاد أكده بوش، حينما بدأ حربه الظالمة ضد العراق مدعياً: أن الرب أمره بضرب العراق!
هذه بعض الأسباب المعلنة، حتى الآن، عن الاحتلال الأمريكي للعراق!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى