برلمان القتل الجماعي للمدنيين



كل الشرفاء في العراق لايصدقون إكذوبة أن البرلمان الجديد سيكون عصى موسى التي تنقل العراق من وضعه المتدهور الى حال أفضل، وذلك لانه وببساطة إن بعض الذين يسهمون في العملية السياسية ،فيهم من يحرك العصابات الرسمية المختلفة التي تقتل أبناء العراق الابرياء ،
 وذلك  حينما تتعارض السياسة مع مصالحهم الشخصية ،أو مع مصالح أسيادهم الذين دعموهم وجاؤا بهم على ظهر الدبابات ألامريكية والبريطانية الى العراق ـ وذلك على إعتبار أنهم مناضلون جاهدوا من أجل تحرير العراق ـ  فترى هؤلاء يلعبون بورقة الطائفية المقيتة ، والكل بات يعرف من هم هؤلاء؟ ومن الذي يدعمهم ؟
وبالامس كان الكلام على المكشوف ، حيث قال محمد باقرالحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، أنه مستعد للتوسط بين إيران وامريكا فيما يتعلق بالوضع في العراق ؟!
ولانعرف كيف يمكن تفسير ذلك!                      
  حقيقة، لوكان الامر بالمقلوب ،أي أن تتوسط إيران بين أمريكا والعراقيين لكن الامر أهون بكثير، أو أن تطلب أمريكا من ايران التدخل بشكل أو بآخر للتهدئة في العراق،لكن أهون بكثير ، لكن ان يدعو إبن البلد (الذي ناضل ضد النظام البائد )للاستعانة بدولة مجاورة ـ ولانريد أن نخوض بمشاعر غالبية العراقيين تجاه إيران ـ  فلاأعرف كيف يمكن أن يفسر الامر، أليس هو إعتراف ، بأن إيران  وراء الكثير مما يجري في العراق ؟
وهذه التصريحات للسيد رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق تقودنا الى الكثير من التساؤلات منها :
لمصلحة من تفجير قبة الامامين في سامراء في يوم الاربعاء الاسود؟ 
وأين ألاشخاص الذين أعلن مسؤول الامن القومي موفق الربيعي ـ المعروف موقفه من إيران ـ القبض عليهم بعد ساعات من التفجيرفي منطقة سامراء ؟
وأين نتائج التحقيق في مئات الجرائم التي تجري في كل لحظة في العراق؟ وخصوصا" بعد  الاربعاء الاسود في سامراء والتي طالت حياة وحرية  المئات من الابرياء.
ألم تحدث التفجيرات بعد يومين فقط من التصريحات النارية للسفير الامريكي في العراق زلماي خليل زاده ،والتي قال فيها بأن الوزارات السيادية لايمكن أن تسلم لاشخاص عندهم ميول طائفية في الحكومة المقبلة  ،وخص بالذكر وزير الداخلية الحالي صولاغ وهو من القياديين لمنظمة بدر المعروفة بولاءها لايران!
إن إيران أرادت إيصال رسالة ـ تظنها قوية ـ الى الحكومة الامريكية ، مفادها ،أنها تستطيع تفجير الوضع في العراق في أية لحظة! وإنها صمام الامان في العراق، وإنها تريد مقايضة أمريكا بالتهدئة في العراق، مقابل السكوت عن البرنامج النووي الايراني .
ثم الا يخجل هؤلاءالذين إجتمعوا تحت قبة البرلمان العراقي الجديد من الكلام عن العراق الديمقراطي الحر ؟
ألايخجلون حينما يقولون نحن دولة مستقلة؟ والقوات الاجنبية المتواجدة في العراق هي قوات صديقة ، وهي التي تقتل العراقيين في كل ساعة0واكبر دليل على ذلك الاستهزاء الامريكي بهم ،هو
العملية العسكرية الكبيرة في سامراء التي تجري وسط تعتيم إعلامي مخيف ، ومتى ؟
في اول يوم من أيام إنعقاد المجلس المنتظرمنذ ثلاثة أشهر ،لماذا هذا الوقت بالذات؟ والادهى والامر، أن السفير الامريكي في العراق كان حاضرا" في جلسة الافتتاح وكان يصافح ويسامر رؤساء الكتل السياسية ، بينما قوات التحرير الامريكي تقتل الابرياء في قرى سامراء بالحجة الثابتة المعروفة، وهي ملاحقة مقاتلي تنظيم القاعدة في العراق ؟
ولانعرف هل العائلة المكونة من أحد عشرة فردا" الذي قتلوا في مدينة بلد، ومن  بينهم أربعة أطفا ل كانوا من تنظيمات القاعدة في العراق؟  والمبرر الوحيد للقوات الصديقة: أنهم أخطأوا الهدف. ونحن في العراق ،لانعر ف ـ لحد الان ـ ماهو الهدف الامريكي في بلادنا ؟
فهنيئا" للعراقيين برلمانهم الجديد ،الذي كان باكورة عمليات قتل جديدة في سامراء والفلوجة وبعقوبة وكل انحاء العراق ،
وكان الله في عونك ياشعب العراق الصابر الكريم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

واقعة خطيرة تختصر حكاية الأمن في العراق!

حكاية منظّمات المجتمع المدنيّ العراقيّة!

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى