المشاركات

عيد العراقيّين و(المَهْدِيّ المُنْتَظَر) والألغاز السياسيّة!

صورة
  تؤكّد كتب الأثر أنّ عيد الفطر هو يوم الجائزة والسعادة والتسامح، وهي أيّام أكل وشرب وذكر لله، وهذا يؤكّد أنّ الدين الإسلاميّ الحنيف يقرّر بأنّ الإنسان يأخذ نصيبه من الدنيا الفانية تماما مثلما يسعى للفوز بالآخرة الباقية. ومع حلول عيد الفطر المبارك تستمرّ في العراق ألغاز السياسة والديمقراطيّة، ومنذ أكثر من عقدين ونحن في مواجهة فعّاليّات غامضة من الأطراف المشاركة أو المقاطعة للملعب السياسيّ وكأنّهم تقاسموا الأدوار فيما بينهم، ولهذا تتواصل معاناة غالبيّة العراقيّين بسبب البَلْبلة السياسيّة والركود والجفاف الحياتيّ والوطنيّ. وحينما تُوصف الحياة بالجفاف وتتقلّب في الخيال مئات الصور السلبيّة المليئة بالمعاني المُخيفة والذكريات المُمِيتة والأُحْجيّات الغريبة فهذا يعني أنّ العيد (السعيد) سيمرّ كمرور بقيّة الأيّام! وهنالك في العراق، منذ سنوات، حالة مزج كبيرة بين إسقاطات السياسة والدين على حياة الناس وبالذات في المناسبات التي يفترض أنّها محطّات ورديّة وصافية ومنمّقة ومقامات فرح وسعادة ومنها الأعياد الدينيّة! ومع ترتيبات العراقيّين للاحتفال بالعيد برزت أمامهم جُملة من الألغاز السياسيّة والمجت...

العراقيّون وكِذْبَات نيسان والتناحر المُرتقب!

صورة
  تعارف بعض الناس على التخطيط للمقالب القوّية والهزيلة وبثّ ال كِذْبات المتنوّعة في الأوّل من نيسان/ أبريل من كلّ عام تماشيا مع العرف السائد في غالبيّة دول العالم فيما يُعرف بكِذْبة نيسان، أو (سَمَكَةُ أَبريل) ! وكان المجتمع العراقيّ في مراحل سابقة مِن بين المجتمعات الكارهة للكذب والتحايل والغشّ والخداع والتزوير والتلاعب اللفظيّ، ولكنّ هذه الأخلاق (السوداء) بدأت تدبّ في حياة العراقيّين شيئا فشيئا، ووصلت لمراحل سامّة صارت معها كِذبة نيسان مجرّد مزحة خفيفة! وقد عَرف المجتمع العراقيّ كِذْبة نيسان قبل العام 2003 وكانت في الغالب عبارة عن مقالب (ثقيلة وقاسية) بين المعارف والأصدقاء سعيا منهم لكسر طوق الروتين والهموم المُركّبة التي تلفّ حياتهم! وقد امتازت تلك الكِذبات بثقل الدم بل والصدمة الكبيرة كونها تحمل أخبارا مُخيفة وصادمة، ومنها قولهم: إنّ والدك توفّي بعد أن صدمته سيارة قبل قليل، أو إنّ بيتكم احترق، أو إنّ والدتك في الطوارئ وغيرها من المقالب المزعجة وكأنّ الواقع المُرعب المُعاش انعكس على عموم الفكر المجتمعيّ حينها، وصارت (الكِذْبات البيضاء السخيفة) جزءًا من حياة الناس ومنها كِذبة ني...

عشرون عاما من التَّيْه العراقيّ!

صورة
  عشرون عاما مضت وكأنّها مئات الأعوام منذ أن وقعت الكارثة الكبرى في 19 آذار/ مايس 2003، كارثة بداية غزو العراق واحتلاله! عشرون عاما مليئة بطعم الموت، وأنين الرعب، وهمسات الخائفين المرعوبين داخل بيوتهم وفي كلّ مكان! عشرون عاما عجاف قتلوا الإنسان، وخرّبوا الوطن، ونهبوا الأموال، وزرعوا اليأس والقنوط والفوضى! عشرون عاما خلّفت أكثر من مليون شهيد، وقوافل من المُغيّبين والمعتقلين والأرامل والأيتام والمهجرين واللاجئين! عشرون عاما ساعاتها أثقل من الجبال، وطعمها أمرّ من الحنظل، ومع هذه المرارة والخوف نتابع الإصرار المدهش على ترديد سمفونيّة الديمقراطيّة وكأنّها ساهمت في نشر السلام والطمأنينة والأمن المجتمعيّ وغيرها من ضروريات الحياة وليس من كمالياتها! عشرون عاما كانت كافية لتوزيع الظلم، وتهشيم قلوب الأمّهات، وسحق قلوب الحبيبات، وكسر آمال الأطفال، ونحر طموحات الأجيال! عشرون عاما بأتراحها وهمومها وأنينها وصرخاتها أجهّزت على ما بقي من العراق المخنوق بحصار دوليّ شديد بعد غزو الكويت! عشرون عاما والحكاية العراقيّة لا أحد يعرف فصولها ولا متى تنتهي وتطوى؟ عشرون عاما قلبت الواقع والعادات والتقاليد، ...

ملاحقة الكاظمي قانونيّا، وعودة ترامب للبيت الأبيض!

صورة
  امتازت ساحة العراق السياسيّة بالعديد من الشخصيّات الجدليّة، وقد يكون رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي على رأس هذه الشخصيّات التي ظهرت فجأة وبقوّة في المشهد السياسيّ. تسنّم الكاظمي في حزيران/ يونيو 2016، ودون أيّ مقدّمات، منصب مدير المخابرات في زمن حكومة حيدر العبادي، وبعد ثورة تشرين الشبابيّة بالعام 2019، وما رافقها من قتل وترهيب للمتظاهرين في زمن حكومة عادل عبد المهدي، اضطرّت القوى السياسيّة للبحث عن بديل لعبد المهدي! ولم تكن رحلة البحث يسيرة، وقد مرّت بالعديد من الشخصيّات التي لم تحظ بالمقبوليّة، وبعد خمسة أشهر من استقالة الحكومة وقع الاختيار على الكاظمي ليُدير كفّة مجلس الوزراء خلال مرحلة حرجة وحسّاسة من تاريخ العراق الحديث! ترأس الكاظمي الحكومة منذ 7 أيار/ مايو 2020 ولغاية 13 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2022، وكانت حكومته قريبة نوعا ما من الإدارة الأمريكيّة، والتقى بالرئيسيْن دونالد ترامب وجو بايدن، وكانت مرحلته مليئة كذلك بالمناحرات مع زعماء الحشد الشعبيّ، المنظومة الأقوى من الدولة عسكريّا وسياسيّا، وتخلّلتها محاولة فاشلة لاغتيال الكاظمي في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021 بواسطة...

(المحتوى الهابط) ومجزرة ديالى العراقيّة!

صورة
  نتابع في عالمنا المعاصر، وبالذات في العقدين الأخيرين، الدور النافع والضار، والإيجابيّ والسلبيّ لوسائل الإعلام بكافّة صنوفها، حيث يلعب الإعلام دورا كبيرا في بيان الحقائق وتثقيف المواطنين وحماية الوطن والقيم والمبادئ ومحاورة الفريق المخالف بطريقة علميّة وأسلوب هادئ مُعزّز بالأدلة والحُجج المنطقيّة والعقليّة والفكريّة! ويُفترض بالإعلاميّ، كفرد أو كمؤسّسة، أن يحرص على الحقيقة، ويبتعد عن التجنّي والاتّهامات الباطلة حتّى تكون رسالته ناضجة ومؤثّرة وتحقّق الأهداف المرجوّة لبناء وحماية وتحصين الوطن والمواطنين وخلاف ذلك سيُساهم الإعلام في مؤامرة الهدم الكامل للمجتمع تماما كما تفعل الزلازل والأعاصير بالمدن والناس! وابسط مُتابع يعلم جيّدا التأثير الواضح للإعلام الشعبيّ وبالذات ببرامج تويتر والفيس بوك والإنستغرام والتي صارت المصدر الأبرز للتثقيف المجتمعيّ، حيث تجاوزت في تأثيراتها الصحف والمحطّات التلفزيونيّة والكيانات والتجمعات الفكريّة والدينيّة! وقد تعودنا في العراق خلال السنوات الأخيرة على افتعال الأزمات السياسيّة والاقتصاديّة والإعلاميّة وحتّى الدينيّة والاجتماعيّة وكأنّها مخطّطات مدروسة ...

العراقيّون وسياسات زرع الملل والأمراض النفسيّة!

صورة
  تتنوّع الصراعات النفسيّة التي يُصارعها الإنسان في مسيرة حياته على هذا الكوكب، وهذه الصراعات قد تكون إيجابيّة، أو سلبيّة، أما الإيجابيّة فهي، دائما، ما تكون مُنتجة وبنّاءة، وأمّا السلبيّة فهي، عادة، ما تكون مُخرّبة وهدّامة. والصراعات الإنسانيّة، النفسيّة والفكريّة، الإيجابيّة والسلبيّة، نتاج طبيعيّ لبيئة الإنسان ولذلك فإنّ البيئة الصحّيّة المليئة بالسلام والنظام تُنتج أفكاراً وتوافقات إيجابيّة، والبيئة السقيمة المليئة بالإرهاب والفوضى تُفضي لأفكار ونزاعات سلبيّة. وكافّة التفاهمات الإيجابيّة تدعم الإنسان ليكون عضوا مُنتجا وفاعلا في حركة المجتمع وعِمارة الأرض، وبالمقابل فإنّ المُصادمات السلبيّة بكافّة أشكالها تُؤثّر على الصحّة الفكريّة والجسديّة للإنسان، وربّما، يَقع الملل على قائمة التحدّيات السلبيّة المُحطّمة للإنتاج الإنسانيّ، والباعثة للسأم، والتيه. وتُعدّ السياسات المُتنافرة والهدّامة من الأسباب الكبرى لدعم النزاعات السلبيّة وهذا ما يُعاني منه ملايين العراقيّين منذ تسعينيّات القرن الماضي وحتّى اليوم! ويُعاني عموم المجتمع العراقيّ من السآمة والملل الفكريّ والإنسانيّ وهو ...