القلق السياسي وشهوة الحكم!

يُذهل الفكر ويحتار القلم حينما يكونان وسط خلطة متناقضة من الأحداث السياسيّة والأمنيّة والمجتمعيّة التي تُنذر بخطر قادم لا محالة بعد أن غابت أو غُيِّبت سيادة الدولة وهيبتها، وهذه ببساطة حقيقة الواقع العراقيّ المرير اليوم. فبعد أن توقّعنا فشل جلسة البرلمان لانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة يوم السبت الماضي لحقتها جلسة الأربعاء بذات النتيجة، وصارت العمليّة السياسيّة على مفترق طريق حادّ. لقد كانت مناورات الأيّام الأخيرة هزيلة، وكلّ طرف من أطراف الصراع يحاول إبراز عضلاته السياسيّة والمسلّحة وسط حالة من الإحباط الشعبيّ المتنامي مع استمرار الشلل السياسيّ وهشاشة الإدارة العامّة للدولة! وتؤكّد المماطلة المدروسة والمباحثات السقيمة وغياب المنهج السليم الصحيح عن غالبيّة الحوارات الدائرة في الأروقة السياسيّة عمق الخلافات وتجذّر الفشل وبذلك ستبقى معارك الجدل العقيم قائمة بين القوى الكبيرة! وإثر فشل جلسة الأربعاء وجّه مقتدى الصدر رسالة للإطار التنسيقي بزعامة نوري المالكي، أكّد فيها بأنّه " لن يتوافق معهم، والتوافق يعني نهاية البلد، والوطن لن يخضع للتبعيّة والاحتلال والتطبيع والمحاصصة ...