جدران "إستراتيجية"!
الدول المثالية هي التي تنظم سياساتها الداخلية والخارجية وفقاً لخطة إستراتيجية ربما تكون قصيرة أو متوسطة أو بعيدة الأمد. والسياسات الإستراتيجية لا تُنفذ بلمحة بصر، وإنما هي بحاجة إلى قيادة وتخطيط وتنظيم، وتمهيد، وربما " لتزويق" ودعاية إعلامية، أما التنفيذ فيكون المرحلة الأخيرة، والزمن اللازم للتنفيذ يختلف من إستراتيجية إلى أخرى، بحسب أهمية وعمق الغايات المُراد تحقيقها. التخطيط الإستراتيجي في العراق- كما تقول الحكومة- دخل في الوزارات والدوائر الحكومية والجامعات والمنظمات المدنية، وصرنا نسمع باستراتيجيات لمكافحة الفساد والمخدرات والفكر المتطرف، وغيرها الكثير من المسميات التي لا نجد لغالبيتها أثراً واضحاً إلا في بعض المجالات، التي تريد الحكومة إنجاحها وتحقيقها. التخطيط الإستراتيجي، أو المخططات السياسية صارت تُنفذ اليوم في بعض المدن العراقية بالحجة الهزيلة، وهي مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن، لكنها مع الأسف يُراد منها تحقيق أهداف طائفية ومذهبية، وربما حزبية، وذات أبعاد ديموغرافية. الإستراتيجية الجديدة هي إعادة وضع الكتل "الكونكريتية" أو الجدران الإسمنتية