المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٦

السلام المأمول لدار السلام

صورة
تحاول الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تحتفل بالعديد من القيم المعتبرة في حياة الإنسانية، ومنها السلام، لزيادة وعي الشعوب بهذه المفاهيم، وديمومة التذكير بأهميتها، ولهذا خصصت المنظمة الدولية يوم 21 أيلول (سبتمبر) للاحتفال سنوياً باليوم الدولي للسلام في كل أنحاء العالم. والسلام هو الحلقة المفقودة في البلدان التي تعيش وسط بحور الدماء والخراب والانتقام، والمنشغلة بأخبار القتل والحرب والإرهاب، وكأنهم في كوكب آخر على النقيض من سكان الجزء الآخر من الكرة الأرضية الذين يعيشون في عالم مليء بالأمان والسلام والمحبة. في بعض بلدان الشرق نجد لون الدم هو الذي يملأ الحدائق العامة، بدلاً من الورود والأزهار التي تبث روح الأمل والطمأنينة، ونلاحظ أن الخراب والتدمير وانتشار الهمجية والجهل هي المناظر الطاغية على المشهد العام للبلاد، بدلاً من الإعمار والبناء والتقدم العلمي الذي يدعم الوطن وأهله، وكذلك نشاهد روح الانتقام تسري في حياة بعض المواطنين، فالمواطن الذي لا يجد دولة عادلة ولا قضاءً منصفاً، سيحاول أخذ حقه بيده، وبالنتيجة تنتشر روح الانتقام وتتكاثر. المشكلة الرئيسة في العراق الآن هي إنكار، أو ت

التأسيس لرأي شعبي عراقي

صورة
حينما تتشابك الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، نتيجة السياسات الخاطئة، يحاول الأخيار البحث عن حلول منطقيةٍ وعقلانيةٍ للخروج من المأزق، والإمساك بخيوط الإنقاذ، حتى لو كانت ضعيفة، لأنهم ينظرون إلى الحياة نظرة شاملة، وحكيمة، ولا يسعون إلا لترميم الخراب وتدارك الفشل، وتصحيح المعوّج. تزداد المشكلة العراقية المركبة اليوم تشابكاً وتعقيداً، حتى وصل الأمر لدى بعض المراقبين إلى القول إن العراق سائر نحو التقسيم والتشظي، لا محالة. الصورة الظاهرة لأبسط المتابعين هي بلاد يأكلها التناحر السياسي، والعسكري، وضريبة ذلك أن البلاد وصلت إلى أن تُذكر، ومنذ سنوات متوالية، ضمن الدول الفاشلة في الجوانب كافة، وهذا ما لا يتمناه أي عراقي محب لوطنه. في وسط زحمة المؤامرات الداخلية والخارجية، والعتمة المطبقة، نحاول أن نتلمس بعض الحلول التي ربما تقودنا إلى بر الأمان، أو الحفاظ على وحدة البلاد وسلامتها من التشظّي والضياع، وتدعم الأخيار في وقوفهم بوجه المشاريع التقسيمية التدميرية. وأظن أن من أهم الحلول الرجوع إلى الأسس المتينة، أو القواسم المشتركة المتفق عليها بين العراقيين، والسعي إلى تأسيس رأي

قصة مدينة الموصل!

صورة
توالت الأنباء من شمال العراق تشير إلى احتمالية انطلاق معركة الموصل المرتقبة بين قوات الحكومة العراقية - المدعومة من قوات "التحالف الدولي" وقوات البيشمركة الكردية والحشد الشعبي - وبين تنظيم "داعش" بداية الأسبوع المقبل، أو ربما خلال الساعات القليلة القادمة. شبكة "سي إن إن" كشفت - نقلاً عن وزارة الدفاع الأميركية - أن "معركة استعادة الموصل ستبدأ الشهر المقبل، وأن الاستعدادات للمعركة تجري على قدم وساق".  ومن هذا المنطلق أكد مارك كيمت النائب السابق لرئيس القيادة المركزية للجيش الأميركي في العراق، أن" تعيين ستيفن توسيند قائداً جديداً للقوات الأميركية في العراق- والمعروف بقدراته في شن حروب المدن ومكافحة التمرد والعمليات الخاصة- هو مؤشر على اقتراب الحسم العسكري". الملاحظ أن الحديث عن انطلاق المعركة رافقه حديث عن خارطة الموصل، أو العراق بعد حسم المعركة، ومنْ الذي سيحكم المدينة، وهل ستبقى على وضعها الحالي، وهل الأتراك سيكون لهم دور فيها، وهل الجانب الإيراني سيتواجد في المدينة، وهل ستشارك قوات الحشد الشعبي؟ هذه الأسئلة وغيرها لم تحسم إج

الشرف السياسي!

صورة
سبق للكاتب الهولندي بيتر أولستون أن ألف كتاباً عن "الشرف في الفلسفة السياسية والأخلاقية"، أكد فيه أن "الشرف له مظهر داخلي، أي نوع من الرغبة ليكون المرء فرداً فاضلاً وشريفاً بذاته، وعدم التقدير الكافي للقيمة الأخلاقية للمظهر الخارجي للشرف، أي الرغبة بالقيام بما هو صحيح في عيون الآخرين لأجل أن يُرى الفرد ويُقيَّم من جانب الآخرين كفرد فاضل وشريف". اليوم، صارت إشكالية الحديث عن "الشرف السياسي" في إطار العملية السياسية في العراق واحدة من صور التناقض المستمرة في تلك البلاد التي صار السارِق فيها يتحدث عن محاسبة السرّاق، والقاتل يدعو لملاحقة القتلة والمجرمين والإرهابيين، والمتطرفون يتحدثون عن الوسطية والاعتدال، ومرتكبو جرائم التهجير والنهب والسلب يتكلمون عن التعايش. وجميع هؤلاء يتحدثون عن الشرف والقيم والمبادئ، وضرورة حماية الثروات العامة والخاصة. وبمناسبة الحديث عن "الشرف السياسي"، نستذكر هنا "وثيقة الشرف الوطني" التي وقعت في نهاية آب (أغسطس) 2013، من قبل الرئاسات الثلاث والقوى السياسية الرئيسة، إذ اتفقوا على "خريطة طريق لحل م