المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٦

أحلام في مهب الريح!

صورة
أحلام الإنسان التي اتفق العلماء أنها تأتي بشكل عام أثناء النوم، وعرفها بعضهم بأنها سلسلة من التخيلات التي تحصل لدى الشخص أثناء النوم، أو أنها نشاط تفكيري قد يحدث نتيجة استجابة لمنبهٍ ما أو دافعٍ معيَّن؛ هذه الأحلام لا شك أنها جزء من محاولة العقل الباطن زرع روح الأمل لدى الإنسان الذي يواجه تحديات متنوعة في الحياة. وأصعب أنواع الأحلام هو الحلم بعودة أيام الماضي القريب، لأن الإنسان قد تعاطى معها وتفاعل مع حيثياتها كحقيقة ملموسة، ثم في لحظة من الزمن صارت في مهب الريح. وهذا ما وقع على العراقيين؛ إذ انقلبت حياتهم رأساً على عقب، وصارت حقائق الأمس القريب أحلام اليوم. صار الإنسان العراقي يحلم ببدهيات الحياة، وصار يتمنى أحلاماً بسيطة؛ يتمنى مكاناً آمناً يعيش فيه يحفظ فيه حياته وشرفه وكرامته. ورغم بساطة هذه الحقوق أو الأحلام، إلا أنها صارت بعيدة المنال عن العراقيين. العراقيون صاروا يهربون بالملايين من واقعهم المأساوي إلى بلدان الدنيا القريبة والبعيدة. لكن يبدو أنه حتى منافي الأرض صارت لا تستوعبهم أو لا يستوعبونها، وكأنهم أصبحوا لا يعرفون العيش إلا على أرض الرافدين، رغم أنها أضحت عنواناً ل

لا تذبحوا حبيبنا العراق!

صورة
التعايش هو السمة الأبرز في حياة الإنسان، ومن ذلك سمي الإنسان إنساناً، لأنه يأنس بالآخرين. ولا يمكن للإنسان السوي أن يعيش على هذا الكوكب معزولاً عن بقية بني آدم، لأن الإنسان ميال للاجتماع والمدنية بطبعه، ومن غير مفهوم التعايش السلمي تكون الحياة عبارة عن غابة مخيفة ومرعبة لا وجود فيها للحب والسلام والبناء والعطاء. والتعايش السلمي هو مصطلح يراد به: القدرة على العيش المشترك، والقبول بالتنوع، بما يضمن وجود علاقة إيجابية مع الآخر؛ أو هو الوجود أو التأقلم المشترك بين مكونات مختلفة في مكان أو وطن واحد. والتعايش ربما يكون على مستوى الدول أو على مستوى الأفراد داخل الدولة الواحدة. ويقصد بالتعايش بين الدول "قيام تعاون بين دول العالم، على أساس من التفاهم وتبادل المصالح الاقتصادية والتجارية". وهذا المصطلح ظهر بعد الحرب العالمية الثانية وانقسام العالم إلى معسكرين متقاتلين. واليوم، هناك العديد من دول العالم العربي بحاجة إلى إحياء أو تنشيط مفاهيم التعايش والسلم والقانون. ومن هذه الدول العراق، الذي صار أهله يحلمون بالأيام الخوالي التي كانت أبعد ما تكون عن التناحر والحروب والتجاو

كوابيس الرئيس أوباما!

صورة
يعرّف علماء "علم النوم والأحلام والكوابيس"، الكابوس: بأنه "حلم مزعج جداً يحدث خلال مرحلة الحلم المعروفة باسم "النوم في مرحلة العين السريعة". ومعظم الناس يدخلون هذه المرحلة من النوم أحياناً بعد 90 دقيقة من النوم، بينما يحصل "الرعب النومي" في مرحلة النوم التي لا تحدث فيها حركة العين السريعة، ويدخلها النائم خلال نحو ساعة من بدء النوم، ويستمر "الرعب النومي" بين 5-20 دقيقة". وهذه الأيام بدأت الكوابيس تغزو البيت الأبيض بسبب احتمالية انهيار سد الموصل. وفي بداية الأسبوع الحالي، أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس حكومة بغداد حيدر العبادي -عبر الهاتف- بأن "كوابيس وأحلاماً مزعجة باتت تراوده يومياً في نومه بسبب إمكانية انهيار سد الموصل الذي سيغير خريطة العراق لو حصل". كوابيس أوباما جاءت بعد تصريحات الجنرال شون ماكفرلاند قائد قوات التحالف الدولي التي أكد فيها أن "الجيش الأميركي لديه خطة طارئة لمواجهة احتمال انهيار سد الموصل"، وأن "كل ما نعرفه أنه إذا انهار فسينهار بسرعة، وهذا أمر سيئ". بدورها، حذرت وزارة الخا

تدويل القضية العراقية!

صورة
يقصد بالتدويل: "تدخل دولة، أو مجموعة دول بشأن دولة أخرى للحد من الممارسة القاسية التي تمارسها ضد مواطنيها بشكل يهز ضمير الإنسانية". والظاهر من خلال قراءة نصوص منظمة الأمم المتحدة، أن التدخل الإنساني مثار جدل قانوني بين الباحثين؛ بين من يرون توافقه مع قواعد القانون الدولي العام، ومن يرون تعارضه مع سيادة الدول. عموماً، فإن الفقرة الرابعة من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة تنص على أنه: "يمتنع أعضاء الهيئة جميعاً في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة، أو استخدامها ضد سلامة الأراضي، أو الاستقلال السياسي لأية دولة، أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة". وهذا التدخل -بحسب العديد من خبراء القانون الدولي- لا يتناقض مع تلك الفقرة ما دام لا يؤدي إلى انتهاك التكامل الاقليمي والاستقلال السياسي لدولة ما، فهو لا يتعارض مع مقاصد الأمم المتحدة. والعراق اليوم صار ساحة للعنف والقتل على الهوية، ومسرحاً لتغول المليشيات. وصارت هناك حاجة ملحة لقوة محايدة تنشر السلم المجتمعي، وفي الوقت ذاته لا تكون قوات احتلال، وهذا الوصف لا ينطبق إلا على القوات الدولية. وغالبية

فتاوى وإرهاب!

صورة
في كل يوم تثبت الأحداث أن العراق دولة المليشيات. ومنذ العام 2005 وحتى الآن، والعراقيون تقع عليهم كوارث وجرائم المليشيات غير المنضبطة بدين أو قانون. آخر الجرائم المليشياوية ما وقع في مدينة المقدادية شمال شرق مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى (45 كم شمال شرق بغداد)، حيث نفذت تلك المليشيات عشرات الجرائم بحجة الانتقام لضحايا التفجير الإجرامي الذي وقع في مقهى شعبي في المدينة. والغريب أن غالبية ضحايا التفجير هم من السنة وليسوا من الشيعة، ورغم ذلك وجدنا أنه -وخلال أقل من ساعتين- تم تفجير أربع مساجد بعد انتشار المليشيات في عموم المدينة وعبثها بأرواح المدنيين العزل وممتلكاتهم، وهذا يؤكد أن الأمر دبر بليل! السؤال الذي حير ملايين العراقيين هو: من الذي يقود هجمات القتل والاختطاف والخراب في المقدادية وغيرها؛ هل هي الأجهزة الأمنية الحكومية أم مليشيات الحشد الشعبي؟! الحقيقة أن الطرفين متهمان بالقضية. فإذا كانت الأجهزة الأمنية تقف وراء تلك الكوارث من طرف خفي -وهو ما أكدته التجارب السابقة- فتلك مصيبة ما بعدها مصيبة، لأنه حينما يكون المسؤول عن حماية أرواح الناس وممتلكاتهم هو القاتل واللص، فتلك كارثة

بين العقاب والابتلاء!

صورة
العراقيون اليوم في محنة كبيرة، وهي ليست وليدة الساعة، بل ركام سنوات عجاف. فمنذ ثمانينيات القرن الماضي، والعراق من بلاء إلى بلاء، حتى وصلنا إلى البلاء الأكبر باحتلال العراق وتدميره في العام 2003. هذه المحن والكوارث ينظر لها بعض العقلاء على أنها عقاب رباني، بينما ينظر لها آخرون على أنها ابتلاء رباني، وينظر لها طرف ثالث على أنها مؤامرة دولية لإخراج العراق من المعادلة السياسية في المنطقة والشرق الأوسط، ومن ثم تمزيقه وتقسيمه. وينظر لها طرف رابع على أنها نتيجة طبيعية لبلاد وقف بعض أهلها مع المحتل ضد إخوانهم. وهكذا تختلف زوايا النظر للقضية العراقية، والنتيجة واحدة: شعب يُنحر ويهجر أمام مرأى ومسمع القاصي والداني. سبق وأن أجريت لقاءً صحفياً مع الأستاذ الدكتور عبدالملك السعدي، وسألته: هل ما جرى -ويجري- في العراق ابتلاء أم عقوبة؟ فرد الشيخ حفظه الله: "هو ابتلاء وعقوبة: ابتلاء على العراقيين الأصلاء الشرفاء الوطنيين الحريصين على سلامة العراق ووحدة أهله وأرضه وحريته. وهو عقوبة على المارقين عن طريق الحق، ولا يمتلكون أي قيم إسلامية أو إنسانية. وكذلك عقوبة على الساسة الذين لا هم لهم إلا المناص

عدة زعماء لوطن واحد!

صورة
من الحاكم في العراق اليوم؟! هذا السؤال معقد جداً، ولا يمكن الإجابة عنه بسهولة، لأنه -بتقديري- سر عموم الارتباك الواضح في المشهد العراقي الآن! وقبل الخوض في محاولة الرد عن هذا التساؤل، ينبغي التذكير بأن ثلث مساحة العراق تقريباً ما تزال بيد تنظيم "داعش"، وبالتالي فإن هذه المناطق غير معنية بالكلام. وعليه، فإن أبرز الجهات الحاكمة في العراق، طرفان رئيسان، وعدة أطراف ثانوية. أما الطرفان الرئيسان فهما: أولاً، السفير الأميركي ستيوارت جونز. فلا شك أن الولايات المتحدة كانت وما تزال اللاعب الأبرز في العراق؛ لأنها هي التي صممت المشهد العراقي بحسب ما تقتضيه مصالحها منذ أن وطئت أقدام جنودها أرض الرافدين. وعليه، فإن محاولة التقليل من أهمية الدور الأميركي لا يُعد قراءة دقيقة؛ لأن أميركا التي قدمت خسائر بشرية ومادية باهظة، لا يمكن أن تكون قد قدمتها خالصة لوجه الله تعالى، وإنما هي تضحيات لأهداف استراتيجية. ولا شك أن المشاركة الأميركية في صنع القرار العراقي بما يخدم تلك الاستراتيجية تُعد جزءاً من ضريبة التغيير المزعوم، الذي حصل في العراق على يد الأميركيين. ثانياً، السفير الإيراني حسن دنائي

تحرير أم تدمير؟!

صورة
منذ أن سيطر تنظيم "داعش" في العام 2014، على مدينة الرمادي؛ مركز محافظة الأنبار، ونحن نسمع باستعدادات عسكرية حكومية لاقتحام المدينة واستعادة السيطرة عليها. ومنذ نهاية أيلول (سبتمبر) 2015 وحتى منتصف كانون الأول (ديسمبر) الحالي، شنت القوات الحكومية ومليشيات الحشد الشعبي أكثر من 19 هجوماً، جميعها باء بالفشل بشهادة قادة التحالف الدولي والجيش الحكومي. اليوم، نحن أمام معركة كبيرة في الهجوم رقم 20، والذي بدأت عملياته قبل عشرة أيام. ويبدو أن شعار "الأرض المحروقة" يطبق بدقة في معركة الرمادي المستمرة حتى الآن. ويبدو أن الهجوم على الرمادي -بحسب ما أكد خبراء ومحللون- قد رُتب بدقة، وأن مقاتلي "داعش" تأكدوا أنه مختلف عن بقية الهجمات، نتيجة الضربات الجوية المستمرة، والتي أحرجت مقاتلي التنظيم، بدليل أن زعيمه أبو بكر البغدادي أقر، بصورة غير مباشرة، بتراجع التنظيم وزيادة خسائره، إذ قال في خطابه قبل خمسة أيام: "إن أصابنا القتل وكثرت الجراح وعصفت بنا النوائب وعظمت المصائب، فإن الابتلاء قدر محتوم". وفي ليلة الأحد الماضي، أكدت مصادر في الجيش الحكومي ببغداد أنه