الدولة الرملية!
اللعب بالرمال على شواطئ البحار، من أجمل الألعاب التي يمارسها الكبار قبل الصغار، لبناء هياكل متنوعة؛ للمتعة البريئة، ولإشباع آمال الإنسان وأحلامه التي ترافقه مرافقة الروح للجسد، حتى أنه في بعض الدول رأينا عشرات الفنانين والهواة يمارسون بناء النماذج والأشكال المميزة من رمال الشواطئ. والبناء المشيد على الرمال نجده ينهدم ويتلاشى مع أول طلائع الموج الهادئة قبل الغاضبة؛ لأنه لم يبن على أرضية متينة، وبمواد صلبة قادرة على تحمل الضغوطات والتقلبات المتنوعة. والدول هي الأخرى كالبنيان؛ ربما تكون رملية أو صخرية. أما الدولة الصخرية، فهي التي شُيّدت على قواعد الإنصاف والعدل والمواطنة. وفي المقابل، هناك الدولة الرملية، التي لا يمتلك ساستها الحنكة في إدارتها، ولا القدرة والخبرة في سياسة الناس، وبالتالي هم يبنون مؤسسات هشة، ستنهار في أول اختبار لقوتها وإمكاناتها. "الدولة العراقية" بعد العام 2003، هي دولة رملية. وهذه بعض الأدلة: - غالبية ساستها فشلوا في نشر الأمن والسلام في البلاد. وهم يبادرون إلى تعميق مواطن الفرقة والخلاف بين المواطنين، عبر سياسات طائفية هدامة. - فشلهم في بناء المنظومة ا