المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٥

الدولة الرملية!

صورة
اللعب بالرمال على شواطئ البحار، من أجمل الألعاب التي يمارسها الكبار قبل الصغار، لبناء هياكل متنوعة؛ للمتعة البريئة، ولإشباع آمال الإنسان وأحلامه التي ترافقه مرافقة الروح للجسد، حتى أنه في بعض الدول رأينا عشرات الفنانين والهواة يمارسون بناء النماذج والأشكال المميزة من رمال الشواطئ. والبناء المشيد على الرمال نجده ينهدم ويتلاشى مع أول طلائع الموج الهادئة قبل الغاضبة؛ لأنه لم يبن على أرضية متينة، وبمواد صلبة قادرة على تحمل الضغوطات والتقلبات المتنوعة. والدول هي الأخرى كالبنيان؛ ربما تكون رملية أو صخرية. أما الدولة الصخرية، فهي التي شُيّدت على قواعد الإنصاف والعدل والمواطنة. وفي المقابل، هناك الدولة الرملية، التي لا يمتلك ساستها الحنكة في إدارتها، ولا القدرة والخبرة في سياسة الناس، وبالتالي هم يبنون مؤسسات هشة، ستنهار في أول اختبار لقوتها وإمكاناتها. "الدولة العراقية" بعد العام 2003، هي دولة رملية. وهذه بعض الأدلة: - غالبية ساستها فشلوا في نشر الأمن والسلام في البلاد. وهم يبادرون إلى تعميق مواطن الفرقة والخلاف بين المواطنين، عبر سياسات طائفية هدامة. - فشلهم في بناء المنظومة ا

عذراً يا عراق!

صورة
في القلب أمل، ممزوج بالألم؛ وفرحة مخلوطة بالأسى؛ وأرواح أرهقتها الغربة، وتطاردها الذكريات، وتلعب بها الأيام! ورغم كل هذه المنغصات، نريد أن نفرح بالعيد، وبمشاعره التي لا نريدها أن تموت، أو على الأقل أن تُصيبها حمم زمن القتل والكراهية، أو زمن الحضارة الدموية! العيد هو الفرح، والسلام والمحبة، والتسامح والتكاتف والتعاطف؛ هذه هي بعض معاني العيد الجميلة والممتعة والمميزة في الحالة الطبيعية. أما في حالتنا العراقية الاستثنائية، فإن معاني العيد مختلفة تماماً، لأنها ممزوجة بالدم والإرهاب والخراب والدمار. عذراً يا عراق!  فحالك اليوم مؤلمة ومخجلة. مؤلمة لأنها وصلت لمديات لا يمكن تحملها من الضحك على الذقون والعقول، والاستخفاف بالدماء والأرواح. ومخجلة لأننا صرنا مجرد ملايين تحوقل، وتحتسب، ولا حول لنا ولا قوة! يا عراقنا الجريح: هذه حالك، تسر الغرباء والأعداء، وتُبكي الأحباب والأصدقاء. وحال أهلك في العيد بين التهجير والتخدير والتخذيل والتضييع! في العيد، قصف حي العسكري بمدينة الفلوجة المظلومة بالبراميل المتفجرة، مما خلف مجزرة مروعة، اغتالت عيد العوائل المتواجدة هناك، ونتج عنها استشهاد ست  نساء وطف

الدولة الرملية!

صورة
اللعب بالرمال على شواطئ البحار، من أجمل الألعاب التي يمارسها الكبار قبل الصغار، لبناء هياكل متنوعة؛ للمتعة البريئة، ولإشباع آمال الإنسان وأحلامه التي ترافقه مرافقة الروح للجسد، حتى أنه في بعض الدول رأينا عشرات الفنانين والهواة يمارسون بناء النماذج والأشكال المميزة من رمال الشواطئ. والبناء المشيد على الرمال نجده ينهدم ويتلاشى مع أول طلائع الموج الهادئة قبل الغاضبة؛ لأنه لم يبن على أرضية متينة، وبمواد صلبة قادرة على تحمل الضغوطات والتقلبات المتنوعة. والدول هي الأخرى كالبنيان؛ ربما تكون رملية أو صخرية. أما الدولة الصخرية، فهي التي شُيّدت على قواعد الإنصاف والعدل والمواطنة. وفي المقابل، هناك الدولة الرملية، التي لا يمتلك ساستها الحنكة في إدارتها، ولا القدرة والخبرة في سياسة الناس، وبالتالي هم يبنون مؤسسات هشة، ستنهار في أول اختبار لقوتها وإمكاناتها. "الدولة العراقية" بعد العام 2003، هي دولة رملية. وهذه بعض الأدلة: - غالبية ساستها فشلوا في نشر الأمن والسلام في البلاد. وهم يبادرون إلى تعميق مواطن الفرقة والخلاف بين المواطنين، عبر سياسات طائفية هدامة. - فشلهم في بناء المنظومة

من يعتقل حمائم العراق؟!

صورة
قبل أكثر من أسبوعين، نشرت صحيفة "تايمز أوف إنديا" الهندية، خبراً طريفاً مفاده أن السلطات الهندية اعتقلت "حمامة" طائرة، قيل إنهم "يشكّون بأنها مرسلة للتجسس لصالح باكستان، وحاملة رسالة في قدميها، وسلكاً يشبه جهاز تجسس صغيرا". وقالت السلطات الهندية إن "الحمامة رُصدت على مقربة من الحدود الباكستانية، وتحمل علامات تشير إلى عنوان ورقم هاتف، وأن الرسالة مكتوبة بلغة الأوردو، اللغة الرسمية لباكستان، ورقم الهاتف يعود لرقم باكستاني". وما تزال الحمامة محتجزة في الهند، وتم تسجيل دخولها السجن تحت بند "جاسوس مشتبه به". هذه الحكاية فيها الكثير من الرسائل المهمة. منها، القدرة على التنبه للتراسل الدقيق بين الدول. وبغض النظر عن محتوى تلك الرسالة، إلا أن المهم هنا هو القدرة الاستخباراتية في كشف تحركات الطرف المقابل، والإمكانات العالية في حفظ الأمن، سواء من قبل الأجهزة الأمنية، أم من قبل المواطنين الذين هم العين الساهرة لحفظ الأمن في المجتمعات كافة. هذه الحكاية أجبرتني على مراجعة واقع المنظومة الأمنية العراقية، حيث لا يخلو شبر من هذه البلاد من ضحية لجاس