المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٥

اللعب بالنار!

صورة
عموم المشهد العراقي اليوم مليء بالألغام، التي صارت تنفجر تباعاً في العديد من المحافظات، هذه الألغام يقف وراءها أطراف إرهابية، ومافيات وزعماء عصابات، وبعض السياسيين، الذين غدروا بوطنهم، والجامع بين كل هؤلاء أنهم لا يفكرون إلا بالقتل والنهب. الآن هنالك مشاريع غريبة وخبيثة تلهب الشارع العراقي، المنفذون لها -لا أقول إنهم جهلة ولا يعرفون ماذا يفعلون- أبداً، هم يعرفون كافة خطواتهم، وهم ينفذون مخططات خبيثة، يراد منها ضرب العراقيين فيما بينهم، مرة باسم الدين، وأخرى باسم المذهب، وثالثة بثوب القوميات وغيرها من الأساليب، التي هي في الحقيقة معاول هدم ودمار للبنى الإنسانية والمجتمعية في بلاد الرافدين. والظاهر -للمتابع للشأن العراقي- أن عام 2015، بدايته لا تبشر بخير، حيث تلوح في الأفق ظاهرة الإرهاب الرسمي والشعبي بامتياز، وحجة هذا الإرهاب مقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية؛ ولذلك صرنا نسمع في كل ساعة بمجزرة جديدة، تزهق فيها الأرواح، وتنتهك فيها الأعراض، وتبتز فيها العوائل الآمنة. وقبل خمسة أيام، نفذت مليشيات الحشد الشعبي جريمة جديدة في محافظة ديالى، حيث ارتكبت مذابح في وضح النهار، شملت العديد من القر

دولة المليشيات!

صورة
قال الفيروزآبادي في قاموسه المحيط سمي العراق بهذا الاسم «لتواشج عراق النخل والشجر فيها، أو لأنه استكفّ أرض العرب، أو سمي بعراق المزادة لجلدة تجعل على ملتقى طرفي الجلد إذا خرزت أسفلها؛ لأن العراق بين الريف والبر، أو لأنه على عراق دجلة والفرات أي شاطئيهما، أو معرب إيران شهر، ومعناه كثير النخل والشجر». العراق تلك الدولة، أو الحضارة، التي لها العديد من الأسماء، والتي ترد على الفكر الإنساني بمجرد المرور على ذكر هذه البلاد، سواء في كتب التاريخ، أو الصحافة، أو الإعلام، ومن أبرز أسماء العراق: بلاد سومر، وبلاد أكد، وبلاد بابل، وبلاد الرافدين، بلا ما بين النهرين، أرض السواد، وغيرها. وما تذكر الحضارات والعلوم إلا وذكرت البصرة والكوفة وبغداد، وهي حواضر الدنيا، في زمن كانت العلوم في بداية نشأتها، وكانت تلك المدن في مرحلة من المراحل قبلة لطلاب العلم والآداب من شتى أرجاء المعمورة. العراق بعد عام 2003، انقلبت فيه الموازين، وانقلبت المشاهد، وحُرفت الحقائق، وزور التاريخ القريب، وصار الحق باطلاً، والباطل حقاً، والمجرم بريئاً، والبريء مجرماً، والمحتل محرراً، والمقاوم للمحتل إرهابياً، وهكذا دوا

أقلام وأقلام!

صورة
قديماً قالت العرب: "عقول الرجال تحت أقلامها"، وقال عبد الله بن المقفع، ( أحد المشهورين بالكتابة والبلاغة، والترسل والبراعة): " القلم بريد القلب؛ يخبر بالخبر، وينظر بلا نظر". ربما يتصور بعض الناس أن القلم واحد من الجمادات، التي تعيش على هذا الكوكب، والتي تحيط بنا من كل الجهات؛ وهذا الكلام - وإن كان فيه جزء كبير من المصداقية - إلا أن الأقلام هي لسان حال الكاتبين بها، وهي بالمحصلة تنبض بحياة الأمم والشعوب. الأفكار الإنسانية الصحيحة والخاطئة، الطيبة والشريرة، النبيلة والرذيلة كلها تكتب بالأقلام، التي استبدلت اليوم بأجهزة الحاسوب، التي صارت تغني عن الأقلام أحياناً؛ وعليه فإن القلم هو الناطق بمكنونات النفس الإنسانية، وهو الوسيلة الأبرز التي نعبر من خلالها - بعد اللسان - عن أفكارنا، ومشاعرنا، وآمالنا، وطموحاتنا، بل وحتى عن آهاتنا، وآلامنا. هذا القلم المليء بالحياة والعطاء، هو الأداة التي تنتقل عبرها الأفكار الإنسانية من الفكر، أو العقل إلى الورق، أو الحاسوب ثم إلى الجمهور؛ وعليه فهو الأداة الأولى لبناء، أو تحطيم أفكار الجماهير، وخصوصاً بالنسبة للكتاب، الذين تتر

جيش بلا بوصلة!

صورة
في السادس من كانون الثاني من كل عام يحتفل العراقيون بذكرى تأسيس جيشهم الوطني، هذا الرمز الأصيل، الذي عُرف بصلابته، وقدراته البدنية والتكتيكية والاستراتيجية في العديد من المعارك، وهذا الأمر ليس بحاجة إلى براهين وأدلة، بل هو من الأمور المسلمة، التي لا جدال عليها بين أعداء العراقيين قبل أصدقائهم، هذا الجيش العرمرم نجده اليوم – مع الأسف الشديد - في حالة يرثى لها. بعد احتلال العراق أصدر الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر قراره التآمري؛ القاضي بحل الجيش وبقية المؤسسات الأمنية؛ ونتيجة لهذا القرار الانتقامي ذهبت جميع تشكيلات الجيش، والمؤسسات الأمنية أدراج الرياح، ومُحيت الخبرات المميزة والثمينة من الذاكرة العسكرية، والأمر لم يتوقف عند هذا المستوى، بل إن الكليات العسكرية تعرضت للغدر العلمي، مثلما هو حال عموم مؤسسات الدولة، ولم يبق من تلك الخبرات العسكرية إلا بعض الرجال الذين هم اليوم متناثرون في أرجاء العالم، ومن بقي منهم في العراق فهو في مربع الرعب والتهديد. اليوم عموم المؤسسة العسكرية في العراق في حيص بيص، ولا توجد استراتيجية وطنية، ولا عقيدة جامعة، سوى عقيدة الانتقام، والثأر، واللاإنت

حكومة (الاتقياء)!

صورة
ورد في الأثر: (أن التقوى في حقيقتها ليست ادعاء مجرداً عن الحقيقة والانتماء، وإنما هي شعور يختلج في الصدر، فيظهر على الجوارح من خلال العمل الصالح)؛ وعليه فإن رفع الشعارات الدينية وغير الدينية لا يمكن أن تغير من الحقيقة شيئاً ما لم تكن مقرونة بعمل فعال يحقق مصالح المواطنين، ويحفظ أرواحهم وأموالهم وحرياتهم، وكرامتهم. مرحلة ما بعد عام 2003، كانت بداية لمرحلة تميزت بحضور ما يسمى ( الإسلام السياسي) الشيعي والسني في العراق، وصارت الأحزاب الدينية مسيطرة على العديد من مرافق الدولة، بل غالبيتها من وقف ودعم الاحتلال الأمريكي بفتاوى دينية سياسية، من أجل تسهيل احتلال العراق بحجة التخلص من الحكم الدكتاتوري، وكذلك تحت قاعدة عدو عدوي صديقي. ونحن لا نريد أن نذكر سرداً تاريخياً للأحزاب الدينية في العراق، لكنها اليوم هي المتسيدة والمتصدرة للقرار السياسي العراقي، فهل نجحت هذه الأحزاب، التي يدعي قادتها أنهم أتقياء ويخافون الله في تحقيق الرفاهية ومصالح الوطن والمواطن؟! لا شك أن السؤال عريض جداً وهو بحاجة إلى دراسات وبحوث جادة يتم خلالها إحصاء ( الانجازات الحقيقية)، وليست الوهمية، للوصول إلى تقيي

النوم بشرف في أحضان الأرض

صورة
مواقفنا – كيفما تكون– ستكتب علينا، وستبقى المواقف المشرفة تملأ الدنيا بضيائها وضجيجها، الذي يقلق الضمائر الميتة، والقلوب القاسية؛ لأن أصحاب المواقف المشرفة اختاروا الطريق العسير؛ من أجل خدمة بلدهم وقضايا أمتهم. المعارك بين الخير والشر، والحق والباطل، والصحيح والخطأ مستمرة منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهي جزء من الحقائق، التي نلمسها في كل لحظة في كافة مجالات الحياة السياسية، والاجتماعية، الأخلاقية؛ وذلك لأن لكل إنسان نظرته الصحيحة، أو الخاطئة لمجمل الأحداث والقضايا المحيطة به؛ وبالتالي فإن الموقف الصحيح يبقى واضحاً وجلياً كالشمس في رابعة النهار، ومها علا الباطل، أو تنمرد فإنه في نهاية المطاف إلى زوال. العراقيون اختلفوا في مواقفهم فيما يتعلق بمجمل الأحداث المحيطة بهم منذ احتلال بلادهم حتى هذه اللحظة، لكن أصحاب المواقف المتميزة ستكتب أسماؤهم بماء الذهب، وهؤلاء هم جزء من المشهد العراقي الحالي المليء بالأبطال والكرماء مثلما هو مليء بالخونة والعملاء. المواقف الراقية ستبقى في ذاكرة الإنسانية حتى بعد أن يتجرع أحدنا كأس الموت، الذي لا يستثني إل