المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٤

معادلة الإرهاب

صورة
لا شك أن الاستعانة بالجيوش العربية بين دول العالم العربي قضية لها ايجابياتها، التي لا يمكن تحديدها بسهولة، وهي صورة من صور التكاتف العربي، وبالذات في مرحلة الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية، والحروب مع أعداء الأمة، وأبسط هذه الايجابيات ازدياد الدعم اللوجستي، والخبرات الاستخباراتية بين الدول؛ وبالتالي تنعكس هذه (الإيجابيات) على أرض الواقع؛ لتحقق الأمن والحرية المنضبطة؛ وإشاعة روح الأمة الواحدة بين أبناء الوطن العربي. الأزمة السياسية والأمنية العراقية الحالية دعت بعض الزعامات إلى طرح مبادرات غير مدروسة بدقة؛ لأنها بعيدة عن الواقع؛ ولم تأخذ الوقت الكافي للدراسة والتمحيص، وهي في الغالب دعوات (أمنية ممزوجة بأهداف سياسية غير واضحة)؛ الغاية منها - كما يقال - التشبث بأي شي، حتى لو بحلول غير واقعية، وهو كحال الغريق، الذي يتعلق بالقشة، التي لا وزن لها ولا تأثير؛ لأنه في موقف المصارع للموت؛ وبالتالي هو يريد أن يجد منقذاً له، بغض النظر عن حجمه وقوته الحقيقية، وهذا الكلام لا أقصد به الجيوش العربية؛ وإنما أنا أتحدث عن حال غالبية السياسيين في بغداد. ومن هذه الدعوات ما طرحه رئيس مجلس النوا

حرية الاغتيال!

صورة
غالبية المهن والوظائف والأعمال في دنيا الناس لا تخلو من مخاطر متنوعة، ومختلفة بين مجال وآخر، وهذه المخاطر –ربما تكون مباشرة أو غير مباشرة- لا يقدرها إلا من عانى حيثياتها، وأصعب تلك الوظائف ما كان منها متعلقاً بتفاصيل الحياة الإنسانية السياسية والاجتماعية، وأبرز الذين هم على تماس مباشر بهذه الحال -بعد قوات الأمن– هم الصحفيون ورجال الإعلام. الصحفيون هم فدائيون في بعض البلدان، ومنها العراق وفلسطين وسوريا وغيرها من البلدان الملتهبة. وفي ظل هذه المخاطر المركبة، صرنا نسمع في كل يوم –تقريباً- بإصابة، أو مقتل صحفي في هذا البلد الملتهب، أو ذاك؛ وكل تلك التضحيات الثمينة؛ من أجل نقل الحقيقة بلا رتوش، ودعم القضايا الإنسانية العادلة, أينما كانت. والإعلاميون يمكن تقسيمهم إلى نوعين: النوع الأول: الإعلاميون الذين اتخذوا من الصحافة، أو الإعلام مهنة لاكتساب الرزق، وهؤلاء يمثلون نسبة معينة لا يمكن تحديدها بسهولة، وهي بلا شك نسبة ليست قليلة. والنوع الثاني: هم الذين جعلوا من الصحافة سبيلاً لخدمة قضيتهم؛ ومنبراً لقول الحق؛ وللوقوف مع أصحاب المبادئ، بغض النظر عن نتيجة هذا الموقف، وهؤلاء بلا شك أعداد

السرية والشفافية

صورة
الشفافية: هي قابلية الجسم لإظهار ما وراءه، ويستعار للشخص، الذي يُظهر ما يبطن، فيقال له: رجل ذو شفافية، تحدث بشفافية، أي: بوضوحٍ تام. والشفافية بعبارة بسيطة هي: الوضوح والصدق، سواء على مستوى العلاقات الاجتماعية، أم على المستوى السياسي في إدارة الدولة، وإطلاع الجماهير على غالبية السياسات الداخلية والخارجية، الاقتصادية والإستراتيجية؛ وهذا الأمر –إن طُبق– فإنه يُرسخ ثقة الجماهير بالحكام والسياسيين. وعبارة (الشفافية) هي جزء من تصريحات غالبية ساسة العراق اليوم، وهي جزء من قاموس المصطلحات المكررة في تصريحاتهم اليومية، ومنها: (العراق الجديد، والديمقراطية، والشفافية، وسيادة القانون، والكلمة الفصل للدستور)، وغيرها من المفردات، التي لا نلمس حقيقتها على أرض الواقع. ومن صور الشفافية المزيفة -التي تغطي العراق الجديد بظلمتها وعتمتها- ما تناقلته وكالات الأنباء من تصريحات متضاربة بين مكتب رئيس حكومة بغداد حيدر العبادي، ومكتب السفير الأمريكي في العراق ستيوارت جونز، إذ نقلت صحيفة الغارديان البريطانية قبل اسبوع تقريباً عن مكتب جونز، قوله إن» رئيس الوزراء حيدر العبادي وافق على منح القوات الأمريكية، ال

دولة الوهم!

صورة
الوهم آفة تصيب الفكر الإنساني؛ تجعله يعظم صغائر الأمور، ويضيف للحقيقة جزءاً من الخيال، ويجعل المتوهم يظن أن بركة الماء الصغيرة بحراً متلاطم الأمواج، وأغصان الأشجار جيشاً من الثعابين، ويرى الأرض الفارغة مليئة بالبنايات الشاهقة، وهكذا الأمر في كل صغيرة وكبيرة. آفة الوهم اليوم امتدت لأرض الواقع في شتى ميادين الحياة العراقية، وهو ليس وهماً بالمعنى المجازي؛ بل هو (وهم) بالمعنى الحقيقي، وهذا (الوهم) أكده رئيس حكومة بغداد حيدر العبادي، الذي كشف، قبل أربعة أيام، عن" وجود (50) ألف جندي وهمي في أربع فرق عسكرية"، وبين العبادي أن الحكومة تمكنت " من خلال تدقيق بسيط من اكتشاف ذلك، وإذا أجرينا تفتيشاً على الأرض؛ فسنرى العجائب والغرائب"! وهذا يعني أن ما خفي كان أعظم، وأن سرطان الفساد منتشر في كل زاوية، وركن من أركان ( الدولة العراقية)! مصطلح ( الجنود الفضائيون)، يقصد به: وجود عناصر بشرية وهمية، أو حقيقية، ضمن كشوفات الملاك الوظيفي والرواتب. والحقيقيون - من هؤلاء الجنود - جالسون في بيوتهم، ويحضرون نهاية كل شهر؛ لاستلام رواتبهم، مقابل أن يدفعوا نصفها لآمريهم! مصطلح (الج