المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٤

العراقيون والغربة والذكريات

صورة
جاء في قواميس اللغة العربية أن " غَريب: (اسم)، والجمع: أَغْراب وغُرَباءُ، والمؤنث: غريبة، والجمع للمؤنث: غريبات وغرائِبُ. والغَرِيبُ: غير المعروف. والغَرِيبُ: الرجلُ ليس من القوم، ولا من البلد". والغربة، والغريب، والغرباء، والغريبات كلها مصطلحات ممزوجة بالألم، والآهات، والأحزان، وخاوية من العطف، والرحمة، والإحسان. وهذه الحياة عبارة عن محطات متنوعة، وربما في لحظة مقدرة يجد بعض الناس أنفسهم في محطة نائية بعيداً عن أرضهم وأهلهم وذكرياتهم؛ وكأنهم يولدون من جديد؛ وكأن ما مروا به من محطات - في سالف الأيام - مجرد أحلام، لا وجود لها على أرض الواقع! في ديار الغربة يحتاج الإنسان – مهما كان عمره، أو منصبه، أو وضعه المادي - إلى لمسة حنان، ولحظة ود بريئة، ونظرة عطف حميمة؛ لأن الغربة تكون سبباً للضعف الروحي والمعنوي. خلال رحلة الغربة العسيرة تجمعنا الأيام بأناس – ربما - لا يمكن أن نجالسهم في الظروف الطبيعية، ومع ذلك فنحن مضطرون لأن نجاملهم ونتعايش معهم، وعلى النقيض من ذلك هنالك من ينحتون أسماءهم في صميم الروح والفكر، ولا يمكن أن يفارقوا الوجدان والذاكرة؛ ألا بعد أن تفارق الرو

الاحتلال الأمريكي.. جرائم متواصلة وتحقيقات شكلية

صورة
بعد كل جريمة للاحتلال الأمريكي في العراق يطل علينا احد قادة الاحتلال ليعلن تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث، كما هي عادة الحكومة العراقية ، أو يعلن تشكيل محكمة عسكرية لإدانة المتهمين ، وجرائم الاحتلال الأمريكي يندى لها جبين الإنسانية جمعاء ، ونحن نسمع في كل يوم عن جريمة جديدة يكون ضحيتها أطفال و عوائل آمنة.  قبل أيام عرضت إحدى القنوات الفضائية صورا لجثث سبعة أشخاص بينهم طفلان قتلوا بطريقة وحشية ثم مُثلَّ بهم ؛أحد شهود العيان قال في اتصال هاتفي مع القناة إن الجريمة وقعت في نهاية الشهر الخامس في منطقة المزرعة في بيجي التابعة لمدينة كركوك ،حيث ـ وكما يقول شاهد العيان ـ "داهمت قوات الاحتلال الأمريكية المدعومة بطائرات هيلكوبتر تلك المنطقة وأجهزت على كل الرجال من تلك العائلة بما فيهم الطفلين ثم تركتهم على قارعة الطريق من غير مبالغة بالأمر". وهذه ليست الجريمة الأولى لقوات الاحتلال من هذا النوع بل سبقتها جرائم عديدة حيث قتلت قبل أيام من هذه الحادثة سبعة اشخاص من عائلة واحدة في مدينة تكريت. وفي يوم 08/07/2006 قتلت تلك القوات 30 شخصا بين نساء وأطفال ، وقالت مصادر في وزارة الدفاع

أضواء على استهداف علماء العراق

صورة
  دأب العراق، رغم كل الظروف الصعبة التي مرت به، على بناء وتطوير القدرات العلمية لأبنائه، وتخريج الكفاءات العلمية القادرة على مواكبة المتغيرات المستمرة الإقليمية والدولية، والتعامل مع المنجزات العلمية الحديثة، لتساهم تلك الكفاءات في ترسيخ وتشجيع برامج البحث العلمي التطبيقي وتطويرها بغرض تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية. الكفاءات العلمية، كما هو معلوم، تمثل ثروة مهمة من ثروات الأمم، لا يمكن التفريط بها بسهولة، وهي ثمرة لا تنضج بين ليلة وضحاها، بل نتيجة سنوات من العناية والاهتمام والدراسة، يتكاتف في الوصول إليها كل من الدولة والمواطن. في العراق، ظل لهذه الكفاءات دور مميز في جميع مراحل بناء الدولة الحديثة، خصوصاً في مرحلة الحصار الذي ضرب على البلاد منذ العام 1991، ذلك أن القدرات والكفاءات العراقية هي التي استطاعت أن تسير عجلة البناء والتقدم، كي تحافظ على استمرار العمل في شتى المصانع والمنشآت في البلاد، رغم الحصار الدولي المحكم. بعد احتلال البلاد في العام 2003، واستهداف كل ما يتعلق بحضارة وثروة العراق، بدأ تنفيذ عمليات دقيقة ومنظمة ضد الكفاءات العلمية، من خلال ال

لماذا البشير؟.. لمَ لا يكون بوش؟!

صورة
القرار الذي اتخذه مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو دي كامبو قبل أيام باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بزعم ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور هو قرار يحمل أبعاداً سياسية أكثر من كونه قراراً قضائياً.  فقد زعم الادعاء في مذكرته أن "قوات وعملاء" تحت قيادة البشير قتلت ما لا يقل عن 35 ألف مدني، كما تسببت في "موت بطيء" لما يتراوح بين 80 و265 ألفا شردهم القتال. ونحن نريد أن نتحدث عن الازدواجية الغربية والكيل بمكيالين في مئات من الحالات غير الإنسانية التي تتعلق بالعالمين العربي والإسلامي، فهذا الأمر معروف للجميع، وهذه "إسرائيل اللقيطة" قتلت وتقتل عشرات الآلاف من الأبرياء من أهلنا في فلسطين في كل يوم وعلى مرأى ومسمع من الجميع، بل تكافأ فوق كل ذلك بزيارات مستمرة من قادة دول عظمى لا تقيم وزنا يذكر لمشاعر المسلمين في أنحاء المعمورة. وهنا أريد أن أتحدث عن حالة واحدة فقط، ألا وهي جرائم الجيوش الأمريكية وحلفائها بقيادة الرئيس الأمريكي جورج بوش في العراق فقط، ولن أتحدث عن الجرائم الأمريكية في أفغانستان وكوناتنامو وغيرها من الأم

التوطين مؤامرة جديدة لتفريغ وتدمير العراق

صورة
بعد أن كتبت مقالتي السابقة في موقع المسلم الأغر (اللاجئون وحلم العودة للعراق) سعدت كثيرا من كثرة التعليقات التي كتبت على المقال، ومنها بعض التعليقات الأخوية العاتبة على بقائنا خارج العراق، وهو عتاب إخوة أحبة لا نعرفهم إلا أنني ألمس الحب والصدق في عباراتهم.  وأنا لم يكن هدفي من المقال هو تشجيع الـ"هروب" من البلاد؛ لأن هذا الأمر لا يليق بالرجال، وكل من يعرفني يعرف حبي وشوقي للعراق وأهلي وأصدقائي وإخوتي وأحبتي، وعسى الله أن يجمعني بهم قريباً، وكذلك حال كل المحبين للعراق في الخارج، ولم يكن هدفي من المقال إلا فضح كذب الحكومات العميلة للاحتلال التي كانت السبب وراء هذه التهجيرات والجرائم بينما تتباكى ـ أي الحكومة ـ اليوم عليهم!! والمعروف أنه منذ سنوات وآلة الحرب الأمريكية البربرية تعيث فسادا في أرض العراق، وتدمر البنى التحتية والفوقية لبلاد تآمر عليها القريب والبعيد، وعلى إثر هذه المؤامرة هاجر أكثر من خمسة ملايين مواطن مع أسرهم إلى خارج البلاد. وبحكم وجودي خارج العراق فلربما رأيت جوانب من الصورة لم يرها غيري، فهنالك العديد من الدول الغربية التي فتحت وتفتح أبوابها أمام

التوطين مؤامرة جديدة ضد العراق أم هروب نحو الجحيم؟

صورة
  منذ سنوات ونحن نسمع عن صفة تمنحها المنظمة الدولية "الأمم المتحدة" للهاربين من بلادهم، واقصد صفة "لاجئ". والقواميس السياسية تعرف اللاجئ بأنه "هو الأجنبي الذي يجد نفسه في بلد آخر غير البلد الذي هو مواطن فيه , بسبب تعرضه للاضطهاد يكون ذلك مبني على دلائل أما بسبب الجنس , القومية , أو تابع لتجمع ما , أو بسبب الاعتناق الديني أو السياسي سواء أكان الاضطهاد من قبل حكومة بلده أو من قبل جهة أخرى والذي يرفض حماية بلده . وأيضاً"يعتبر لاجئ أيضاَ الشخص الذي ليس له بلد ويجد نفسه في بلد آخر غير البلد الذي سكن فيه وبسبب ما تعرضه له من اضطهاد يرفض العودة إليه". وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق وتهجير مئات الآلاف من العراقيين خارج البلاد، اضطروا على إثرها للبحث عن منافذ حماية دولية هنا وهناك. والعراقيون في الأردن ينظرون لهذه الصفة "لاجئ" من أكثر من منظار وزاوية، فمنهم من يراها عارا وعيبا ووصمة عار في جبينه إن قبل اللجوء إلى أمريكا مثلا؛ بينما يراها البعض حلا ناجعا لهمومه ومشاكله التي تعرض لها في العراق. والملفت للنظر هو كثرة الدول التي