العراقيون والغربة والذكريات
جاء في قواميس اللغة العربية أن " غَريب: (اسم)، والجمع: أَغْراب وغُرَباءُ، والمؤنث: غريبة، والجمع للمؤنث: غريبات وغرائِبُ. والغَرِيبُ: غير المعروف. والغَرِيبُ: الرجلُ ليس من القوم، ولا من البلد". والغربة، والغريب، والغرباء، والغريبات كلها مصطلحات ممزوجة بالألم، والآهات، والأحزان، وخاوية من العطف، والرحمة، والإحسان. وهذه الحياة عبارة عن محطات متنوعة، وربما في لحظة مقدرة يجد بعض الناس أنفسهم في محطة نائية بعيداً عن أرضهم وأهلهم وذكرياتهم؛ وكأنهم يولدون من جديد؛ وكأن ما مروا به من محطات - في سالف الأيام - مجرد أحلام، لا وجود لها على أرض الواقع! في ديار الغربة يحتاج الإنسان – مهما كان عمره، أو منصبه، أو وضعه المادي - إلى لمسة حنان، ولحظة ود بريئة، ونظرة عطف حميمة؛ لأن الغربة تكون سبباً للضعف الروحي والمعنوي. خلال رحلة الغربة العسيرة تجمعنا الأيام بأناس – ربما - لا يمكن أن نجالسهم في الظروف الطبيعية، ومع ذلك فنحن مضطرون لأن نجاملهم ونتعايش معهم، وعلى النقيض من ذلك هنالك من ينحتون أسماءهم في صميم الروح والفكر، ولا يمكن أن يفارقوا الوجدان والذاكرة؛ ألا بعد أن تفارق الرو