المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٤

العراقيون وسياسة البيض المسروق

صورة
القتل على الهوية، وتغول المليشيات في عموم حياة العراقيين، وانهيار منظومة الدولة والقانون، وتأثير ذلك على القيم الإنسانية والاجتماعية؛ كل هذه المآسي تجعل الباحث في الشأن المحلي والخارجي العراقي في حيرة من أمره! لماذا كل هذه المشاهد الدموية، ولماذا ينحر الإنسان العراقي باسلوب يعيد الأذهان للعصور المظلمة، ولماذا صار قانون الغاب هو السائد؛ في بلاد يفترض أنها صاحبة حضارة إنسانية مؤثرة في الفكر الإنساني منذ مئات السنين؟! لماذا صار القتل في بلادنا على الهوية، ولماذا أصبح رجل الأمن هو القاتل، وأمسى الحاكم هو المنفذ للجريمة، وأُلبست الجناية ثوب القانون، وصارت مشاعر الخوف تملأ حياتنا، ولماذا جرت بيننا كل هذه الكوارث البعيدة عن القيم النبيلة، بعد أن كنا في يوم من الأيام أحبة ومتلاحمين؟! ثم هل القتل الموجود الآن، وانهيار منظومة الأمن هو عقاب رباني، أم أن ضياع التكاتف والتلاحم وسطوة الحكومات المتعاقبة على حكم بغداد هو الذي أوصلنا إلى هذه الدرجة من الهمجية في التعامل مع بعضنا؟! حينما نبحث في بطون كتب التاريخ – ربما - نجد بعض التفسيرات، التي تفسر بعض ما يجري في بلادنا، ومن ذلك القصة ا

سقوط المالكي وكبوة العبادي!

صورة
التطورات السياسية الجديدة في المشهد العراقي، التي لم تحسم بعد، أفرزت رئيس وزراء جديدا، كُلف قبل أيام من قبل رئيس الجمهورية الحالي فؤاد معصوم، رئيس الحكومة الجديد هو حيدر العبادي. والعبادي لمن لا يعرفه، من مواليد بغداد عام 1952، حاصل على البكالوريوس من الجامعة التكنولوجية العراقية في الهندسة الكهربائية عام 1975، وعلى الدكتوراه في الهندسة الالكترونية والكهربائية من جامعة مانشستر البريطانية عام 1981. انضم العبادي باكراً إلى حزب الدعوة، نفس حزب المالكي، ثم أصبح مسؤولاً عن تنظيمات الحزب في بريطانيا في عام 1977، وعضواً في القيادة التنفيذية لعموم الحزب في عام 1979، قبل أن يتولى مسؤولية مكتب الشرق الأوسط للحزب عام 1980. بعد الاحتلال، أصبح العبادي وزيراً للاتصالات، وانتخب في 2006 عضواً في أول مجلس نواب دستوري ممثلاً لمدينة بغداد، وقد ترأس لجنة الاقتصاد والأعمار بين عامي 2006 و2010، قبل أن يتم اختياره الشهر الماضي نائباً أولاً لرئيس مجلس النواب الجديد. الثلاثاء الماضي، قال العبادي في خطاب التكليف: «إن العراق يواجه اليوم العديد من التحديات، التي تستهدف وحدته ونسيجه الاجتماعي ومكوناته؛ مما يت

العراقيون والموت والخطر

صورة
المخاطر التي تواجه الإنسان في حياته، كثيرة ومتنوعة، منها ما يمكن تحمله، ومنها ما هو في عداد الكوارث التي لا تبق ولا تذر، ومن بين تلك المخاطر الحروب والفيضانات والزلازل والعواصف، وغيرها من الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية، التي تهدد حياة الإنسان والحيوان والجماد على حد سواء. العراقيون تعرضوا لمخاطر من طراز خاص، نفذها ضدهم العدو والصديق، القريب والبعيد، ورغم ذلك فقد واجهوها بأجسادهم الضعيفة منذ تسعينيات القرن الماضي، وحتى ساعة كتابة هذه الكلمات، وتتمثل هذه المخاطر في شتى مناظر الرعب والإرهاب والخراب المنتشرة في حياتهم اليومية؛ وعليه قال خبراء مختصون بشركة (مابلكروفت) الاستشارية البريطانية في تقرير لهم ، متعلق بتحليل المخاطر، ونشر نهاية الشهر الماضي؛ إن " العراق يُعد البلد الأكثر خطورة في العالم". وأوضح الخبراء أن: " العام الجاري شهد زيادة كبيرة في أعداد الأشخاص الذين فقدوا حياتهم في العراق بواقع خمسة آلاف و(929) شخصاً، وهو ما يمثل زيادة عن العدد المسجل في السنة الماضية بـ(2188) شخصاً". وبموجب هذا التقرير-  الذي ينقل للعالم حقيقة الخوف والرعب في بعض الدول –

غزة والفلوجة مقبرتا الطغاة والغزاة

صورة
الجريمة الصهيونية المستمرة الآن في غزة هاشم لا يمكن أن تكون سببًا لهزيمة شعب عريق كالشعب الفلسطيني، الذي عَلّمَ - وما زال - يُعلم العالم كيف تكون التضحيات هينة ورخيصة من أجل المبادئ والقيم!   ويبدو أن قدر مدينتي الفلوجة وغزة هو قدر متشابه، فكليهما اليوم يخضعان للظلم والقتل والدمار والخراب والاستهتار، ويقف أبناؤهما وقفة صادقة ويبذلون الغالي والنفيس؛ من أجل الحفاظ على أعراضهم ودينهم. في غزة؛ قتل في الأيام القليلة الفائتة أكثر من (900) مواطن مدني بالإضافة إلى جرح أكثر من خمسة آلاف آخرين، في هجوم صهيوني وحشي أكد لجميع المتابعين أن هؤلاء قوم رضعوا الحقد على العرب والمسلمين، وعليه فلا يمكن التعايش معهم بحال من الأحوال، لا باتفاقيات سلام، ولا بغيرها. هذا الهجوم الصهيوني البربري على هذه المدينة الصامدة لن يكسر إرادة أهلها، بل سيزيدهم إصرارًا وصمودًا وحبًا لبلدهم وقضيتهم.   أما الصمت العربي والدولي إزاء هذه الجرائم فهو بحق وصمة عار، لا يمكن تفسيرها، واليوم صار (القتل) ينقل عبر الأقمار الصناعية والقنوات الفضائية، وعليه لم يعد هنالك أي عذر للذين يقولون إن الصورة لم تتوضح بعد، فالك