المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٤

ثلاثون يوماً من " العقاب الديمقراطي" للأنبار

صورة
بأي منطق نتحدث عما يجري في العراق، هل نتحدث بمنطق العقل والحكمة، أم بمنطق القوة والسلاح، أم بلغة الوحدة الوطنية، أم بسلطة القوانين السماوية والأرضية، أم بغيرها من المفاهيم التي تعلمناها من هنا وهناك؟! صدقاً الحيرة تملأ كافة أركان المشهد العراقي. علمتنا الحياة أن الجيش يحرس الوطن، وأن الشرطة في خدمة الشعب، وأن الأجهزة الأمنية بكافة صنوفها العلنية والسرية، هي العين الساهرة على الأمن والنظام، وأن القضاء هو الخيمة التي يحتمي في ظلها الضعيف، الذي يلجأ للقانون؛ حينما يعجز عن تحصيل حقوقه، هذا هو الحال في عموم مشارق الأرض ومغاربها إلا في "العراق الجديد"! في "العراق الجديد" الآن الجيش يضرب الشعب، والشرطة تنتهك الأعراض،  وترتكب أبشع الجرائم تحت مظلة القانون، والأجهزة الأمنية غالبية عناصرها من المليشيات، التي لا يردعها دين صحيح، ولا خلق قويم، وهي تعامل الناس بأسلوب همجي متخلف، وتنفذ أجندة محددة في داخل المعتقلات وخارجها؛ هدفها النيل من كرامة المواطن، وقتل روح الوطنية في داخله، أما النظام القضائي فهو في غالبه- مع الأسف- صار سيفاً يحز رقاب الضعفاء، وبدلاً من اللجوء إلي

غاندي يتحدث عن( العراق الجديد)!

صورة
البحث في بطون التاريخ البعيد والقريب يمكن أن يعين الأخيار من العراقيين على إيجاد بعض الحلول للمهازل المستمرة في بلادهم، وهذا البحث يحتاج للتنقيب في كتب التراث والسياسة المليئة بالدروس والعبر والمواعظ. العنف الذي يعصف بـ(العراق الجديد) يجعل الحليم حيرانًا من هول تلاطم أمواج بحر الدماء المستمر في الجريان؛ دون توقف، وبلا رحمة، وكأن العراق اليوم صار بلاد الثلاثة أنهر: دجلة والفرات والدم؛ ولهذا حاولت أن أجد بعض التفسيرات للحالة العراقية الحالية من فكر هذا القائد، أو ذلك الزعيم، ومما استوقفني كثيرًا كلام المهاتما (موهانداس غاندي)؛ (ت: 1948) زعيم الهند الأبرز في مرحلة النضال السلمي ضد الاحتلال البريطاني، وزعيم حركة استقلال الهند؛ سيرة حياة هذا الرجل مليئة بالدروس والعبر، جديرة بالدراسة والتمحيص، وأخذ الدروس السياسية والاجتماعية والإنسانية منها، وهذا جزء من بركات السلام الذي آمن به غاندي. والعجيب أن تجد العديد من الكلمات التي ذكرها المهاتما غاندي تنطبق اليوم على العراق في مرحلة ما بعد عام 2003، وهذا ليس من المصادفة الغريبة؛ بل لأن الإجرام والقتل والإرهاب- أينما كان- يحمل نفس الغا

معركة الأنبار.. الاحتمالات والتوقعات

صورة
عموم محافظة الأنبار العراقية الغربية اليوم، ومدينة الفلوجة خصوصاً هي ساحة معركة شرسة بين ثوار العشائر ومليشيات المالكي، وهي معركة من جانب الطرف الحكومي ضد أهلنا في الأنبار، بكل ما تحمله هذه المفردة المقيتة من معان للقتل، والإرهاب، والتخويف، والتجويع، والتهجير، والاستخفاف بكرامة الإنسان ووجوده. اليوم، وبعد أن ضربت قوات المالكي أهالي الأنبار بكل ما تملك من أسلحة برية وجوية، في حربها المستمرة منذ أكثر من (25) يوماً، مخلفة ورائها عشرات القتلى والجرحى وآلاف المهجرين؛ في مأساة ثالثة تعيشها مدينة الفلوجة بعد المأساتين الأولى والثانية اللتين وقعتا على يد قوات الاحتلال الأمريكية، فإن تهورها يجعلنا نجزم أنه لم يعد بالإمكان التفاهم معها؛ لأنها حكومة- كما علمتنا التجربة معها- لا تفقه إلا لغة السلاح والتهديد؛ وأن حربها في الأنبار قلبت الموازين في عموم الساحة العراقية. الوضع في بلاد الرافدين يجعلنا نتحدث بوضوح عن بعض الاحتمالات المتوقعة، التي من الممكن أن تفرض نفسها على المشهد مستقبلاً؛ وخصوصاً بعد حملة المالكي العسكرية الطائفية ضد الأنبار، ومنها: -الاحتمال الأول: المواجهة المسلحة المستم

لعبة القتل في العراق

صورة
اللعب يكون في الغالب سبباً للمرح والترويح عن النفس في لحظات الانزعاج والكبت والرتابة المملة في العمل، وهذه الأسباب تدفع الإنسان للترويح عن نفسه من خلال بعض أنواع اللهو البريء، ومنها رياضة المشي، وبعض الألعاب التي تمد الجسد والروح والنفس بالحيوية والأمل والراحة النفسية. ومن المخجل أن تنقلب الموازين في عصر يدعي أهله أنهم مدنيون ومتحضرون،  وبمجرد أن تتحدث معهم تنهال على مسامعك عبارات المدنية والحضارة والديمقراطية ورفض العنف والتشدد، وحقوق الإنسان، وكلها مصطلحات يعرف غالبية من يرددونها، أنها لا وجود لها في سياسة قائليها، وأنهم أول من لا يؤمنون بها ولا يطبقونها، ومن هؤلاء الساسة غالبية رجال الحكم "الدم قراطي" في بلاد الرافدين اليوم. غالبية هؤلاء الساسة هم جزء من المشكلة المستعصية في العراق اليوم، وربما يتصور بعض المتابعين أن هؤلاء الساسة مسؤولون فقط عن الدماء التي سالت في العراق بعد انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق نهاية عام 2011، والواقع أن غالبية هؤلاء الساسة مسؤولون عن دماء العراقيين منذ بداية الاحتلال وحتى نهاية أثارها التي لا يمكن لأحد التكهن بتحديد زمانها؛

العراقيون والمالكي وبُعبُع مكافحة الإرهاب!

صورة
لا يمكن أن نجد سياسة بلا أهداف، حتى السياسات التي ظاهرها الترفيه، وربما العبث وتبذير الأموال، سواء على مستوى الإعلام أو غيره من مجالات الإنفاق غير الضرورية، حتى هذه السياسات ليست عبثية، بل هي لأغراض محددة يعرفها واضعوها، وهذا مما لا خلاف عليه في دنيا السياسة. والحكومة الحالية في العراق بزعامة نوري المالكي نجدها في كل يوم تقريباً تُدخل البلاد في مأزق جديد، والسؤال الذي يتبادر لذهن غير المتابعين الدقيقين للشأن العراقي هو: هل المالكي جاهل إلى هذا الحد، بحيث إنه لا يعرف ماذا يفعل، ولا أين يمكن أن تقود سياساته البلاد، أم أنه رجل المرحلة بالنسبة لبعض الأجندات الداخلية والخارجية، وبالتالي فهو ينفذ خطة مرسومة مسبقاً يُراد منها الوصول لأهداف معدة سلفاً؟! في هذه العجالة سنحاول الإجابة عن هذا الأمر، بداية لابد من القول إن الحقيقة التي لا يمكن أن تغطى بغربال هي أن المالكي يعرف ما يريد، وهو يسير وفقاً لمخطط محدد الأهداف، وهنالك من يدعمه في تنفيذ هذا المخطط، سواء من داخل البلاد، أم من بعض الدول الإقليمية وغير الإقليمية؛ لأن مصالح هؤلاء جميعاً اتفقت في هذه المرحلة على دعم المالكي، ووجدوا

هل ما يجري في الفلوجة حرب أهلية؟

صورة
علمتنا قراءة كتب التاريخ أن المدن لها قدر مرسوم مثلها مثل الإنسان تماماً، فمن قدر مكة المكرمة أن تكون مهبط الوحي وكذلك القدس وبقية المدن التي تشرفت بالرسل والأنبياء، ومن قدر باريس والقاهرة ولندن والأندلس وبغداد وغيرها من حواضر العالم أن تكون منارات للعلم والحضارة، وهكذا هو قدر مدينة الفلوجة، التي صارت اليوم مدينة العز والتضحيات مثلها مثل الجزائر والقدس والجولان وباقي مدن الصمود والبسالة. والفلوجة أشهر من نار على علم، فهي المدينة التي قهرت أمريكا وهزمت جيشها الأول، وأرغمتها على توقيع معاهدة الذل والهوان؛ لتحفظ بعض ماء وجهها، الذي اراقته ضربات رجال العراق، ويبدو أن قدر هذه المدينة أن تدخل التاريخ مرة أخرى، ومن أوسع أبوابه، فبعد أن كانت السبب في تدمير المشروع الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط في ملحمتها البطولية بوجه الأمريكان الغازين، يبدو أنها ستكون سبباً لتدمير المشروع الحكومي المالكي الطائفي الفئوي في العراق اليوم.  الفلوجة الآن هي ساحة لعمليات عسكرية قاسية، حيث أعلن رئيس حكومة المنطقة الخضراء نوري المالكي الحرب على أهلها، والمؤسف أن هذه المعركة نالها كم كبير من الظلم، حيث أن ا

وأخيراً صدق المالكي!

صورة
الصدق من الصفات التي تستحق أن يتفاخر بها جميع العاملين في المجالات الانسانية والسياسية والعسكرية والعلمية والأدبية؛ لأنها سبب لإشاعة روح الثقة والمحبة في الحياة. ومن يقول (إن السياسية لا صدق فيها)؛ فقد جنى على عالم مهم من عوالم التعامل الإنساني؛ لأن السياسة هي المحور الأهم، والعِلم الأبرز الذي تساس، وتدار به الدول، والعلاقات الداخلية والخارجية، ومصالح المواطنين. والصدق عند غالبية ساسة (العراق الجديد) يُعد من الصفات النادرة، وهذه الصفة انسحبت على غالبية منْ هم بمعيتهم من الضباط وكبار المسؤولين، وقبل أيام اقتحمت قوة من القوات البرية منزل البرلماني احمد العلواني في محافظة الأنبار، وبعد مواجهات عنيفة بين الطرفين قتلت خلالها القوات الحكومية شقيق النائب العلواني وامرأة وثلاثة من حمايته، قبل أن تتمكن من القاء القبض على النائب العلواني، ونقله إلى بغداد، وأرادت الحكومة من هذه الحادثة أن تكون بالون اختبار قبل خطة اقتحام ساحات الاعتصامات في الانبار. وفي اطار سياسة الكذب الحكومي، قال علي غيدان قائد القوات البرية إن القوة الحكومية تحركت لاعتقال علي العلواني الذي قتل في المواجهات، ولم تخ