ثلاثون يوماً من " العقاب الديمقراطي" للأنبار
بأي منطق نتحدث عما يجري في العراق، هل نتحدث بمنطق العقل والحكمة، أم بمنطق القوة والسلاح، أم بلغة الوحدة الوطنية، أم بسلطة القوانين السماوية والأرضية، أم بغيرها من المفاهيم التي تعلمناها من هنا وهناك؟! صدقاً الحيرة تملأ كافة أركان المشهد العراقي. علمتنا الحياة أن الجيش يحرس الوطن، وأن الشرطة في خدمة الشعب، وأن الأجهزة الأمنية بكافة صنوفها العلنية والسرية، هي العين الساهرة على الأمن والنظام، وأن القضاء هو الخيمة التي يحتمي في ظلها الضعيف، الذي يلجأ للقانون؛ حينما يعجز عن تحصيل حقوقه، هذا هو الحال في عموم مشارق الأرض ومغاربها إلا في "العراق الجديد"! في "العراق الجديد" الآن الجيش يضرب الشعب، والشرطة تنتهك الأعراض، وترتكب أبشع الجرائم تحت مظلة القانون، والأجهزة الأمنية غالبية عناصرها من المليشيات، التي لا يردعها دين صحيح، ولا خلق قويم، وهي تعامل الناس بأسلوب همجي متخلف، وتنفذ أجندة محددة في داخل المعتقلات وخارجها؛ هدفها النيل من كرامة المواطن، وقتل روح الوطنية في داخله، أما النظام القضائي فهو في غالبه- مع الأسف- صار سيفاً يحز رقاب الضعفاء، وبدلاً من اللجوء إلي