المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٣

مسيحيو العراق رمز للانتماء الأصيل

صورة
يمتاز المجتمع العراقي بأنه- ومنذ أقدم العصور- نسيج متنوع ومتناسق يضم كافة الأديان والأعراق والأجناس، وهذه الميزة هي من ركائز هذا المجتمع الذي بقي أهله متحابين رغم المؤامرات التي حكيت ضدهم، والتي كانت- في مرحلة من المراحل- تهز الجبال. المسيحيون في العراق هم جزء أصيل من هذا النسيج الذي لا يمكن التمييز بين مكوناته إلا في الجانب الديني فقط، وإلا فهم في غالبية  العادات والتقاليد متشابهون ومنسجمون فيما بينهم. والمسيحيون عانوا- مثل بقية العراقيين- من سنوات الحرب العراقية- الإيرانية، ومن الحصار الذي فرض على الشعب في تسعينيات القرن الماضي، ومن بعدها ذاقوا ويلات الاحتلال الأمريكي الحاقد، الذي ضرب- بكل وحشية وهمجية- المدنيين العزل، وأخيراً اكتووا معنا- بنار المليشيات التي لم تميز- ولا زالت- بين العراقيين. ولا يمكن أن ننسى، أو نتجاهل كيف أن المسيحيين شاركونا في مناطق سكننا في كل أفراحنا وأتراحنا، حيث كنا نلعب ونضحك ونبكي معاً، ونتقاسم الحياة بكل ما فيها من أفراح قليلة وهموم كثيرة، والحق أنهم جزء متميز من الفسيفساء العراقية. أما بالنسبة لأعداد المسيحيين في العراق، فإنه لا توجد احصائ

عام من الكفاح الشعبي العراقي

صورة
مخطئ من يظن أن التسويف والمماطلة هي الأسلوب الأمثل لتمييع مطالب الجماهير الغاضبة، والمطالبة بحقوق إنسانية وشرعية وقانونية. ومخطئ- أيضاً- من يعتقد أن استخدام السلاح والترهيب سيخمد نار التغيير المتقدة في جنبات النفوس المظلومة المهشمة، وكذلك واهم- كل الوهم- من يتصور أن الوعود الكاذبة للجماهير الغاضبة ستسكت الحناجر التي هتفت ضد الظلم والخراب والفساد. وكل نظام في الأرض له اسلوبه الخاص في معاملة شعبه، إلا أن احترام قيمة الإنسان، وكرامته، وحقوقه لا يمكن أن تكون ملفاً للمساومة بين الحكومات التي تحترم نفسها، وبين الشعوب الحرة؛ لأن الأنسان بلا كرامة، أعتقد أن باطن الأرض أولى به من ظاهرها. والعراقيون بعد عام 2003، ذاقوا من الويلات ما لم يذقه غيرهم على يد اعتى الطغاة والظلمة، فهم بين مطرقة الاحتلال وسندان الحكومات الموالية له، وبعد خروج الاحتلال وخلاصهم من جبروته وجدوا أنفسهم أمام ظلم أبناء جلدتهم، وبعد طول صبر على الظلم قرروا في مثل هذه الأيام من العام الماضي أن يضعوا حداً لاستخفاف حكومة المنطقة الخضراء بأرواحهم وكرامتهم، وانطلقت جموع الجماهير في الانبار؛ مطالبة بإيقاف الاعتقالات العشو

محاولات يائسة لإجهاض الاعتصامات العراقية

صورة
رغم الترهيب والترغيب الذي تمارسه حكومة المالكي ضد العراقيين؛ فإن المظاهرات ما زالت مستمرة، ومنذ عام تقريبًا، في ست محافظات في غرب ووسط وشمال البلاد. والمتابع لمجريات الأحداث منذ شهر تقريبًا يتأكد -بما لا يقبل الشك- أن حكومة نوري المالكي، قد قررت إنهاء الاعتصامات؛ وذلك بالترغيب لبعض السياسيين القريبين منها من أهالي تلك المحافظات، وكذلك لبعض شيوخ العشائر الذين لا يشغلهم إلا مصالحهم وأطماعهم وشهواتهم، بإعطائهم الهبات والوعود بمناصب في الحكومة القادمة، وغيرها من العطايا الدنيئة. الحكومة لم تكتف بالترغيب، بل نجدها استخدمت لغة الترهيب العلني لقيادات الاعتصامات في ديالى وبغداد والأنبار والموصل وكركوك وصلاح الدين، ونفذته باغتيالات لرموز مهمة في الاعتصامات، وكذلك ترجمته باعتقالات عشوائية لأبناء المحافظات الثائرة. وهنا سأنقل بعض مشاهد الإرهاب الحكومي ضد أبناء المحافظات الثائرة، خلال شهر من تاريخ كتابة هذا المقال، ففي يوم 7/11/2013، اغتالت ميليشيات طائفية مدعومة من قبل الأجهزة الأمنية الحكومية، الشيخ (فاروق سليمان كاظم الجوراني) عقب خروجه من أداء صلاة المغرب بمسجد (محمد رسول الل

يا ساسة العراق: تعلموا من مانديلا

صورة
التعلم من تجارب الشخصيات والشعوب والدول الناجحة هو صفة لازمة للشخصيات المتميزة، التي يهمها أن تصل في نهاية المطاف إلى ما فيه الخير والسعادة للناس جميعاً، دون النظر لدينهم، أو عرقهم، أو قوميتهم، أو لغتهم، والساسة الناجحون هم أولى من غيرهم في ضرورة الاستفادة من التجارب السياسية والإنسانية لقادة دول العالم. وقبل أيام رحل الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، وكان هذا الخبر حدثاً محورياً في غالبية نشرات الأخبار الأجنبية والعربية، وفي وسائل الإعلام المتنوعة، وجميع الذين تحدثوا عن الرجل ذكروا حقيقة ثابتة في حياة هذا المناضل الثورية السلمية، واتفقوا على أن مانديلا هو رمز السلام، وهو صانع الديمقراطية الحقيقية في جنوب أفريقيا. في يوم وفاة مانديلا توجه الملايين من المواطنين في شتى أنحاء البلاد" إلى الكنائس مشاركين في صلوات رددوا خلالها الأدعية والترانيم من أجل أول زعيم أسود للبلاد". وبعد أكثر من أسبوع على رحيل مانديلا لا يزال سكان البلاد يعيشون على وقع الرقص وإنشاد الأغاني، وهم يحملون صور (ماديبا) كما يحلو للكثير منهم تسميته؛ وكل ذلك تخليداً لذكراه في قلوبهم، وعقولهم. وف

إلى متى سيستمر استهداف علماء وخطباء ديالى؟!

صورة
العلماء والدعاة والخطباء- إن تمسكوا بما يريده الباري عز وجل ورسوله الكريم- فهم أعلام للخير والإصلاح، ومنارات يهتدى بها في سبيل قول الحق، والوقوف بوجه الظلم والطغيان والاستهتار بكل أنواعه. والعلماء والدعاة والخطباء في العراق عموماً، وفي محافظة ديالى خصوصاً ( 45 كم شمال شرق بغداد) واجهوا الأوضاع السيئة المنتشرة في عموم البلاد، منذ احتلاله وحتى الساعة، عبر المنابر والدروس واللقاءت اليومية مع المواطنين، وكذلك بوقوفهم وقفة رجل واحد بوجه التهميش والاقصاء الذي تمارسه حكومة المنطقة الخضراء ضد مكون معروف من العراقيين، بالإضافة إلى وقوفها ضد كل من يقف ضد سياساتها الاقصائية الظالمة بغض النظر عن دينه ومذهبه وقوميته. هذا الموقف الرجولي لهذه النخبة المجتمعية لم يكن بالمجان، بل دفعوا بسببه ضريبة باهضة، من حياتهم وحرياتهم، بل، وحتى من كرامتهم، التي خدشت في المعتقلات الحكومية، وفي الإعلام الحكومي المأجور. وهنا سأحاول أن اُحصي أسماء بعض العلماء والخطباء والدعاة الذي قتلوا واستشهدوا في محافظة ديالى فقط، لعلها تكون نواة لاحصاء عام في عموم المناطق العراقية؛ نعرف من خلاله أعداد الشهداء من علماء

تحرير الرهائن على الطريقة العراقية!

صورة
نحن -العراقيين- نلمس في كل يوم الفشل الحكومي في إدارة بلادنا، التي أنهكها الخراب والدمار والفساد، وفي كل ساعة نتابع مهزلة جديدة تقع هنا، أو هناك، في بلاد تمتلك قوات أمنية لا اعتقد أن جميع دول المنطقة تمتلك مثلها من حيث العدة والعدد، إلا أن الذي تختلف به غالبية القوات الأمنية الحكومية عن بقية قوات دول المنطقة هو أن غالبية عناصرها لا يعرفون الولاء والانتماء للعراق. الحادثة، أو المهزلة التي وقعت، بعد ظهر الأربعاء 4/12/2013، بدأت حينما اقتحمت مجموعة مسلحة (مول جواهر)، وهو من أكبر المحلات التجارية في كركوك، (250 كم شمال بغداد)، ويتكون من خمسة طوابق، واحتجز المسلحون كافة العاملين والمتبضعين في داخل المول؛ وذلك بعد هجومهم على مديرية الاستخبارات العسكرية القريبة من المول. ورغم كل الإمكانيات التي تمتلكها الأجهزة الأمنية، والتنسيق بين قوات سوات التابعة للحكومة، وقوات البيشمركة الكردية، فإن كل تلك القوات فشلت في اقتحام المول وتخليص الرهائن! وبعد أكثر من ثمان ساعات وجدت القوات الأمنية «المهنية المدربة تدريباً دقيقاً، والتي صرفت عليها مليارات الدولارات من ميزانية العراق الضخمة» أن الحل الأم