مسيحيو العراق رمز للانتماء الأصيل
يمتاز المجتمع العراقي بأنه- ومنذ أقدم العصور- نسيج متنوع ومتناسق يضم كافة الأديان والأعراق والأجناس، وهذه الميزة هي من ركائز هذا المجتمع الذي بقي أهله متحابين رغم المؤامرات التي حكيت ضدهم، والتي كانت- في مرحلة من المراحل- تهز الجبال. المسيحيون في العراق هم جزء أصيل من هذا النسيج الذي لا يمكن التمييز بين مكوناته إلا في الجانب الديني فقط، وإلا فهم في غالبية العادات والتقاليد متشابهون ومنسجمون فيما بينهم. والمسيحيون عانوا- مثل بقية العراقيين- من سنوات الحرب العراقية- الإيرانية، ومن الحصار الذي فرض على الشعب في تسعينيات القرن الماضي، ومن بعدها ذاقوا ويلات الاحتلال الأمريكي الحاقد، الذي ضرب- بكل وحشية وهمجية- المدنيين العزل، وأخيراً اكتووا معنا- بنار المليشيات التي لم تميز- ولا زالت- بين العراقيين. ولا يمكن أن ننسى، أو نتجاهل كيف أن المسيحيين شاركونا في مناطق سكننا في كل أفراحنا وأتراحنا، حيث كنا نلعب ونضحك ونبكي معاً، ونتقاسم الحياة بكل ما فيها من أفراح قليلة وهموم كثيرة، والحق أنهم جزء متميز من الفسيفساء العراقية. أما بالنسبة لأعداد المسيحيين في العراق، فإنه لا توجد احصائ