المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٣

أرض الاختطافات والاغتيالات

صورة
الإعلام المحلي والعربي والعالمي يُركز- في غالبه- على التفجيرات اليومية في العراق، والتي صارت تتجاوز أعدادها العشرات في بعض الأيام، ورغم الخراب المادي والمعنوي في البلاد فإن الإعلام يتجاهل– مع الأسف الشديد- عمليات الخطف والاغتيالات، التي تربك حياة الناس وتزهق أرواحهم! آخر حوادث الاختطاف شهدتها محافظة ديالى، (45 كم شمال شرق بغداد)، حيث تم اختطاف سبع طالبات من المدارس الابتدائية خلال الأسبوع الماضي، وقال شهود عيان من منطقة (حي صدام) إن الحي شهد اختطاف ثلاث فتيات، تتراوح أعمارهن بين (8- 11)عاماً الأربعاء الماضي، وهن في طريقهن للمدرسة، اثنتان منهن شقيقتان، وإن حادثة اختطاف أخرى لثلاثة طالبات في مدارس ابتدائية بمنطقة التحرير تمت من قبل (مجهولين) في وضح النهار، فيما شهدت منطقة بهرز قبل أسبوعين اختطاف طفلة لا يتجاوز عمرها (13) عاماً في النهار دون معرفة الجناة! وفي يوم 26/5/2013، أفاد مصدر في وزارة الداخلية « العراقية»، بأن (مسلحين مجهولين اختطفوا ثلاثة مدنيين داخل مرآب باب المعظم وسط بغداد، وأن «المسلحين اقتادوا المختطفين إلى مكان مجهول). وفي يوم 18/5/2013، أكد مصدر في شرط

ساسة العراق والخجل

صورة
الخجل نعمة من نعم الله، سبحانه وتعالى، على الإنسان؛ لأنه من غير هذه النعمة يتحول الإنسان إلى وحش كاسر لا يهمه إلا منفعته الشخصية، والخجل هو المنظم لتصرفات الإنسان في أغلب مواقف الحياة؛ لأنه، وفي حال انعدام الخجل، فإننا نجد الوَقاحَةٌ، والصَفاقَةٌ، والتَهَتُّكٌ، والفِسْقٌ، والفُجُورٌ، والعُهْرٌ، هي المسيطرة على المواقف التي يفترض بها أن تكون "إنسانية"! والخَجَل هو الاحْتِشَام، والحَيَاء، والخَفَر، والحِشْمَة، والاِسْتِحْياء. والخجل ربما يظنه بعض الناس أنه لا يكون إلا في المواقف الإنسانية البحتة، ولا يدخل في مجالات الحياة المختلفة، ومنها السياسة والاقتصاد، وهذا فهم لا يتفق مع المنطق الصحيح. المشكلات السياسية والأخلاقية في عالم السياسة العراقية بعد عام 2003، جعلت العراق يعاني جملة من المشاكل والإشكاليات، ومن أهم هذه المشاكل هي كارثة غياب الحياء، أو الخجل من قاموس أغلب ساسة "العراق الجديد". سياسيو العراق "الجديد" لا يعرفون معنى لكلمة الاعتراف بالذنب، أو الاعتذار، أو أي مصطلح يدور حول هذه المعاني، ولا هم لهم إلا إتهام بعضهم بعضًا بعد كل ك

الارهاب الدبلوماسي لسفارة المالكي بالأردن

صورة
يعرف علماء السياسة الدبلوماسية بأنها "مجموعة المفاهيم والقواعد والإجراءات والمراسم والمؤسسات والأعراف التي تنظم العلاقات بين الدول والمنظمات الدولية والممثلين الدبلوماسيين بهدف خدمة المصالح العليا للدول". ومما لا شك فيه أن السفارات في كل بلدان العالم هي المرآة العاكسة لبلدانها وحضارة شعبها وأخلاقه. والسفارة العراقية بالمملكة الأردنية الهاشمية- مع الأسف الشديد- هي لا تمثل العراقيين بالأردن، بل هي تمثل حكومة زعيم حزب الدعوة الإسلامية نوري المالكي، والحكومات المتعاقبة على حكم العراق بعد عام 2003، والتي جاءت على ظهور دبابات المحتل الأمريكي بعد أن زينوا له أن احتلال العراق سيكون نزهة شرق أوسطية للقوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها. وقبل أيام، وتحديداً يوم الخميس 16/5/2013، أقامت سفارة حكومة المالكي بالأردن احتفالية ما يسمى اليوم الوطني للمقابر الجماعية، في المركز الثقافي الملكي، وهي احتفالية حكومية رسمية. والمقابر الجماعية - التي يزعمونها- هي مقابر دُفن فيها بعض أبناء العراق من عسكريين ومدنيين قتلوا أثناء ما يسمى "الثورة الشعبانية" التي كانت

اعدام جماعي للمصلين ببعقوبة العراقية

صورة
جرائم استهداف المصلين المسالمين في العراق اليوم صارت واحدة من الجرائم المألوفة والمتكررة، على الرغم من الحمايات الوهمية التي تقوم بها أجهزة الأمن الحكومية خلال اقامة شعائر صلاة الجمعة الموحدة في المحافظات الست الثائرة بغربي العراق وشماله. بالأمس ارتكبت قوات سوات الاجرامية جريمة بشعة على أرض الحويجة الطاهرة ، وراح ضحيتها أكثر من مائة معتصم بين شهيد وجريح، واليوم تتكرر ذات المأساة بمدينة بعقوبة مدينة البرتقال والشهداء، مركز محافظة ديالى، (45 كم شمال شرق بغداد) الجريمة التي وقعت بعد صلاة يوم الجمعة، 17/5/2013، عند جامع سارية وسط مدينة بعقوبة تضاربت الأنباء الواردة من المحافظة بخصوص الأسباب التي أدت إلى مقتل أكثر من (50) شخصاً وجرح العشرات في أثناء خروجهم من الصلاة. ففي الوقت الذي أكدت فيه بعض وسائل الإعلام أن عبوتين ناسفتين قد انفجرتا أثناء خروج المصلين على جسر المدينة، وهما من تسببا بهذا الحادث الجبان، فإن التحليل العلمي للصور الواردة من موقع الجريمة تؤكد أن ما جرى هو عملية اعدام جماعية نفذتها قوات سوات الحكومية، وذلك للأدلة الآتية: 1-   لا توجد آثار واضحة للانفجار على م

أي فتنة يحذر منها المالكي؟!

صورة
جاء في مختار الصحاح بمادة (ف ت ن): الفِتْنَةُ الاختبار والامتحان، تقول فَتَنَ الذهب يفْتِنه بالكسر فِتْنَةً، ومَفْتُوناً أيضاً إذا أدخله النار؛ لينظر ما جودته، ودينار مَفْتُونٌ، أي مُمتحن، وقال الله تعالى:{ إن الذين فَتَنوا المُؤمنين والمُؤمنات}، أي حرَّقوهم، ويُسمى الصائغ الفَتَّانُ، وكذا الشيطان، وفي الحديث { المؤمن أخو المؤمن يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفَتَّانِ}، وقال الخليل: الفَتْنُ الإحراق، قال الله تعالى: { يوم هم على النار يفتنون}، وافْتُتِنَ الرجل، وفٌتِنَ فهو مَفْتُونٌ؛ إذا أصابته فتنة فذهب ماله، أو عقله، وكذا إذا اختبر، قال الله تعالى: {وفتناك فتوناً} وفَتَنَتْهُ المرأة دلهته، وأفْتَنَتْهُ أيضاً، والفاتِنُ المضل عن الحق، وأما قوله تعالى: { بأيكم المفتون} فالباء زائدة، كما في قوله تعالى: { وكفى بالله شهيداً} والمفَتْوُنُ الفتنة، وفَتَّنَهُ تَفْتِيناً، فهو مُفَتَّنٌ، أي مفتون جداً.ا. هـ والفتنة حينما تطلق بالعراق فانه يراد بها، في الغالب، الفتنة الطائفية والعودة للمربع الأول الذي أَدخل العراقيين في أتون الحرب العبثية الميليشياوية، التي جعلت جثث الأبرياء من

حرب المساجد بالعراق من يقف وراءها؟!

صورة
المساجد بالعراق الجديد هي هدف دائم للعصابات الإجرامية، واستهدافها مستمر منذ الأشهر الأولى للاحتلال حتى ساعة كتابة هذا المقال، وهذا لعمري عار ما بعده عار، وجريمة لا توازيها جريمة، وانحدار ليس هنالك أوطأ منه؛ لأن المساجد هي بيوت الله في الأرض، فأي جرأة هذه التي يمتلكها هؤلاء الحاقدون، وكأنهم لم يكتفوا بسفك دماء عباد الله فاتجهوا إلى حرب مع الله بضرب بيوته الآمنة، وهنا بداية النهاية لهؤلاء القتلة المجرمين ومن يقف وراءهم! وعلى الرغم من أن موضوع استهداف المساجد ليس جديداً على المشهد الدموي العراقي إلا أن هذه الصورة أطلت علينا ثانية، وبكل وقاحة، في الأيام القليلة الماضية، لتنشر الرعب والخوف في أقدس الأماكن! وهنا سأذكر بعض المساجد التي استهدفت خلال الأسبوعين الماضيين، وإلا فإن محاولة إحصاء عدد المساجد التي دمرت وحرقت واستهدفت بالعراق خلال السنوات العشر الماضية يحتاج لفريق عمل متكامل حتى نتوصل إلى هذه النتائج بدقة. ففي يوم 7/5/2013، تم تفجير مسجد الإحسان بالمنصور وسط بغداد بعد صلاة العشاء؛ ما أدى إلى استشهاد وجرح أكثر من (17) مصلياً. وفي ذات الليلة انفجرت عبوة ناسفة على مصلى جامع صهيب بمنطقة

هيبة «الدولة» العراقية

صورة
جاء في مختار الصحاح، بمادة (هيب): الهَيْبَةُ المهابة، وهي الإجلال والمخافة، وقد هَابَهُ يهابه، والأمر منه هَبْ بفتح الهاء وتَهَيَّبْتُهُ خفته وتَهَيَّبَنِي خَوَّفني، ورجل مَهُوبٌ ومَهَابٌ أيضاً، والهَيُوبُ الجبان الذي يهاب الناس، وفي الحديث: {الإيمان هَيُوبٌ}، أي أن صاحبه يهاب المعاصي). ا. هـ والهيبة أو المهابة أو الاحترام والتقدير والإجلال والخوف، هذه المكانة لا يمكن فرضها على أحد من الأفراد بالقوة والتسلط؛ لأن الهيبة التي تفرض بالقوة، هي هيبة مبتورة وناقصة؛ وأيضاً لأن الهيبة من المنازل التي تتغلغل للفكر الإنساني نتيجة تصرفات صحيحة تقود للاحترام والمهابة، وعكس ذلك فإن التصرفات السيئة تقود لعدم الاحترام والاستخفاف بالمقابل، سواء أكان من الأفراد، أم من الدول، أم من الأنظمة، بل حتى الأفكار. وبدراسة الأوضاع العامة ببلاد الرافدين في مرحلة ما بعد 2003، نجد أن غالبية الساسة هناك يؤكدون أنهم يحترمون القانون والدستور، بل إن قائمة رئيس الحكومة، نوري المالكي، هي دولة القانون، والواقع أن عراق اليوم: بلاد بلا قانون، وهذا ما أكدته جملة الأحداث المستمرة هناك منذ عشر سنوات تقريباً. والدولة القان

العراق على مفترق طرق!

صورة
لمؤامرة على الأمتين العربية والإسلامية مستمرة منذ مئات السنين وحتى الساعة، وكل هذه المؤامرات تهدف لضرب الأمة في صميم وجودها، ومن ذلك وحدتها ومبادؤها وقيمها، وهذه المؤامرات نلمسها في كل ساعة عبر ما نشاهده في الصراعات السياسية الجارية في عموم أقطار الأمتين العربية والإسلامية. والعراق واحد من الدول التي تعرضت لهذه المؤامرات منذ الحرب العالمية الأولى وحتى الساعة، وآخر المخططات التي حيكت ضد العراق والأمة هو مخطط المؤرخ الصهيوني المستشرق، البريطاني الأصل، الأمريكي الجنسية، (برنارد لويس)، وهو صاحب أخطر مشروع في هذه المرحلة الحرجة؛ لتفتيت العالمين العربي والإسلامي من باكستان إلى المغرب، وهذا المشروع ليس سرًا، وإنما نشرته مجلة وزارة الدفاع الأمريكية، وأيضًا نشر في العديد من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية والمنتديات، إلا أننا -مع الأسف الشديد- لم نقف على خطورته التي صرنا نلمسها هذه الأيام في المنطقة، وخصوصًا بالخليج العربي، والعراق وبقية الدول غير المستقرة الآن بالمنطقة. بداية هذا المشروع جاءت في عام 1980، حيث برزت تصريحات خطيرة من بعض المسؤولين الأمريكيين بخصوص منطقة الخليج