المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٣

حقيقة ما جرى بالحويجة العراقية

صورة
في كل يوم تضاف مدينة جديدة إلى سجل المدن الجريحة والمعروفة بالتأريخ العراقي والعالمي الحديث، فبالأمس كانت مدينة الفلوجة الغربية، بمحافظة الأنبار، التي دخلت التأريخ الانساني من أوسع أبوابه لتكون شاهداً حياً على الجرائم البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الأمريكية بحق أهلها من المدنيين العزل، الذين واجهوا آلة الحرب الأمريكية القذرة بأجسادهم العارية، وعلى الرغم من عظم الخسائر والتضحيات، إلا أن ارادة الشعوب الحية انتصرت على الحديد والنار، وصارت الفلوجة رمزاً يمجده التأريخ. هذا الشرف العظيم تحوزه اليوم مدينة الحويجة الشمالية، وهي مدينة تابعة لمحافظة كركوك، غالبية سكانها من العرب، مع أقليات كردية وتركمانية، وعدد سكانها قرابة النصف مليون نسمة، هذه المدينة الصامدة ارتكبت بحقها -مع الأسف الشديد- جريمة نكراء على يد قوات الجيش الحكومي مدعومة بالقوات المعروفة باسم القوات القذرة، (قوات سوات) التابعة لرئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، وخلفت وراءها أكثر من مئتين وخمسين بين شهيد وجريح، وذلك صباح يوم 23/4/2013. بداية الحادثة كانت منذ اسبوع تقريباً، حيث ادعت الأجهزة الأمنية أن

أسباب ضرورية لانتصار العراقيين

صورة
(لو كنت تعتقد أنك قادر على الانتصار، فإنك كذلك.. فالإيمان مهم في تحقيق النصر)، بهذه الكلمات الدقيقة، والمليئة بالروح والأمل حدد الأديب الانكليزي ( وليم هازليت) (1778- 1830م)، حقيقة النصر، أو الانتصار. وهناك طرفان ساعيان للنصر في كل ميادين الحياة المدنية والعسكرية، الطرف الأول يمثله أصحاب الحق والمبادئ من المدافعين عن القيم والأخلاق والأوطان والأعراض، وهؤلاء، في الغالب، تجدهم يتمتعون بروح معنوية عالية، ولا يهمهم حجم التضحيات المبذولة في سبيل تحقيق أهدافهم النبيلة، وهم بعبارة مختصرة، موقنون بالنصر، ولو بعد حين. أما الطرف الثاني، فيمثله أصحاب الباطل والأهداف الدونية الذين لا يعرفون معنى حب الوطن، ولا يقيمون وزناً للمبادئ والقيم والأخلاق، وهذا الفريق، في غالبهم، هم مجموعة من الكذابين الذين يقولون ما لا يفعلون، وقلوبهم مليئة بالأحقاد والسموم والظلام. وعلى الرغم من أن أصحاب الفريق الأول واقفون على سبيل الحق، وقريبون من النصر، إلا أن نصرهم المرتقب، لا يمكن تحقيقه إلا بالأخذ بالأسباب الضرورية الموصلة لتحقيق العزة والكرامة، ومن ثم الأمن والأمان والسلام. والعراقيون المتظاهرون المنت

حينما يبكي الرجال العراقيون!

صورة
البكاء غالبا ما تعرف به النساء أكثر من الرجال؛ وذلك لرقتهن وعواطفهن الشفافة المليئة بالحب والحنان والرحمة، وهذه سمة مميزة تعد بالنسبة لهن، وهي من نقاط القوة في حواء، وليست من نقاط الضعف. والبكاء أنواع وهو في غالب الأمر يربطه الناس بالأتراح والأحزان، وهذا هو النوع الأول، أما النوع الآخر فهو دموع الفرح، وهذه تكون في المواقف العاطفية التي تجتاح النفس الانسانية في مواقف لقاء الأهل والأحبة، وربما في بعض المواقف المليئة بالرحمة والرقي الانساني . وأصعب أنواع البكاء هو بكاء الرجال؛ لأن الرجل في طبعه يكبت أحزانه في سريرته؛ لأن غالبية الناس يعتقدون خطأً أن البكاء يتناقض مع الرجولة؛ وهذا لعمري مفهوم خاطئ عن الرجولة، فالرجل يضحك ويبكي ويصرخ في بعض المواقف، وهذه كلها لا تتناقض مع الرجولة. وقبل أيام كنت اتابع اتصالاً هاتفياً من أحد المعتقلين العراقيين في سجن الكاظمية المرعب في شمال بغداد مع احدى القنوات الفضائية، وحينما قدم الرجل نفسه على أنه معتقل في هذا السجن لم يتمالك نفسه، وبقي يبكي بحرقة مدة طيلة الاتصال، الذي استمر لأكثر من دقيقتين، وأكد أن القائمين على السجن ي

احتلال العراق، والقبور الأمريكية الثابتة والمتحركة

صورة
القبر، أو المقبرة هي المسكن الثاني للإنسان، الذي ينتقل منه من هذه الدنيا الفانية إلى حيث النعيم الدائم، أو الجحيم المستمر. والمقابر أنواع منها المقابر الثابتة، وهي التي نشاهدها في كل مدينة، والتي تضم جثامين الذين فارقت أرواحهم أجسادهم، ومنها المقابر المتحركة، وأقصد بها الأشخاص الذين مات الأمل في نفوسهم، فهم أموات بين الأحياء، وأجسادهم قبور متحركة، وعليه لا يمكن تحديد أماكن هذه المقابر، أو القبور المتحركة! والخسائر البشرية الأمريكية على أرض الرافدين، جعلت هذه الدولة «أمريكا»، تتمتع اليوم بالقبور الثابتة والمتحركة، جراء تلك الهزيمة النكراء على يد المقاومة العراقية الباسلة. وبخصوص عدد القبور الثابتة، تؤكد الإحصائيات الأمريكية مقتل أكثر من أربعة آلاف مقاتل أمريكي، فيما تشير الإحصائيات غير الرسمية إلى مقتل أكثر من أربعين ألف مقاتل بالعراق. التورط الأمريكي بالوحل العراقي، لم تتوقف خسائره، حتى بعد مرحلة الانسحاب الرسمي منذ أكثر من عام، بل ما تزال أمريكا حتى الساعة، تدفع خيرة شبابها ضريبة جرائمها وتورطها غير المشرف، وغير المبرر، بالمستنقع العراقي، ومما لا شك فيه أن شهادات بعض العسكريين

المعتقدات الدينية ودورها في احتلال العراق!

صورة
حينما تورطت، أو وُرطت أمريكا باحتلال العراق، كانت تقول إنها جاءت لتخليص العراقيين» من دكتاتورية النظام السابق، وكذلك لبث روح الديمقراطية في العراق؛ ليكون النموذج العراقي مثالاً يحتذى به في المنطقة». وبالعودة إلى التأريخ العراقي القريب، نجد أن كل ما قالته أمريكا عن العراق الجديد لم يتحقق، وأن العراق دخل، او أُدخل في نفق مظلم، لا أعتقد أنه سيخرج منه بسهولة، إلا بعد أن تتكاتف كل الجهود الخيرة من أبنائه وأشقائه، ليصلوا بعد ذلك بالعراق والعراقيين إلى بر الأمان. وبقراءة بعض التصريحات الغربية المتعلقة بالشأن العراقي يمكن ملاحظة أن الغايات التي من أجلها احتلت الولايات المتحدة الأمريكية العراق، يمكن تقسيمها إلى قسمين:- القسم الأول: الأهداف المعلنة، ففي يوم 11/4/2003، أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، وشريكه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير: في رسالة مسجلة للشعب العراقي عقب لقائه بلير بعض هذه الأهداف:» انتهى عهد طويل من الخوف والقسوة، وأن مصيرهم بين أيديهم، أنتم تستحقون ما هو أفضل من الطغيان والفساد وغرف التعذيب. تستحقون أن تعيشوا كشعب حر، أُؤكد لكل مواطن عراقي بأن بلدكم سيكون حراً قريباً