محمية المنطقة الخضراء
لتفجيرات الإرهابية الجبانة التي تقع في عموم العراق يومياً، المتضرر الأول والأخير من آثارها هو المواطن البسيط؛ سواء بالقتل، أو بالإعاقة، أو بالتهجير، أو بتدمير الممتلكات، والتضييق عليه بمصادر رزقه. أما ساسة المنطقة الخضراء وأتباعهم فهم بعيدون عن جحيم السيارات الملغمة، والعبوات الناسفة، والاغتيالات بالأسلحة الكاتمة؛ لأنهم -وببساطة- لا يسيرون في شوارع العراق الملغم، كما هو حال المواطن العادي، بل إن هؤلاء الساسة، جميعهم بلا استثناء، يمرون بالشوارع العامة وكأنهم غرباء، أو سياح، بمواكبهم الرسمية، وسياراتهم المصفحة، وحماياتهم المكثفة! والمبالغة في حماية أغلب هؤلاء الساسة، تجعلك تظن أن هذا المسؤول، أو ذاك إذا غاب عن المشهد السياسي سينتهي العراق، وهو في الحقيقة لا وزن له ولا تأثير، لكن هذه هي الأموال المنهوبة، وهذا هو أثرها! سلسلة التفجيرات، ضحاياها غالباً من الكسبة والعمال وعموم الشعب، وهذه الربكة الأمنية المسؤول الأول عنها الحكومة، ورئيسها نوري المالكي؛ باعتباره القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية وكالة، ومحاولة الصاق التهم بهذا الطرف، أو ذاك لا تعفي الحكومة من مسؤوليتها الحقيقي