الفلوجة ملحمة الدم والانتصار
الموت حق، ومهما طال بالإنسان هذا العمر لابد أن يسير في يوم من الأيام إلى حفرة هي القبر، يجد فيها ما قدم وما أخر، وعليه فلماذا يخشى الإنسان من المواقف الصادقة أن تكون سبباً في تقصير عمره، أو أن تجلب له ضرراً مستمراً، بل عليه قول الحق في وجه الطغاة والظلمة؛ لأن الحياة بلا كرامة موت ذليل، وإن كان صاحبها بين الأحياء! العراقيون المتظاهرون في محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك والعاصمة بغداد، لم يخرجوا طلباً لدنيا، ولا حباً فيها، وإنما، الذي دفعهم لذلك هو حرصهم وخوفهم على أعراضهم وشرفهم؛ لأن غالبية الأجهزة الأمنية لم تعد تلتزم بميزان شرعي، أو انساني، أو حتى أخلاقي، وصارت تعبث بشرف الناس في داخل السجون وخارجها؛ وكأنها وحش كاسر يريد أن يفترس ضحيته! المظاهرات السلمية في عموم العراق تطالب بحقوق كفلها الدستور الحالي، الذي كتب تحت رماح المحتل الأمريكي، وغالبية مواد هذا الدستور هي حبر على ورق، ولم تجد من يطبقها في الحياة اليومية، بل بعبارة أدق: تم استخدام الموا، والفقرات التي تخدم مصالح الأحزاب الحاكمة، وتهميش الفقرات التي تتعلق بالحقوق والحريات. ما يجري في ال