المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٢

حرائر العراق في الظلمات

صورة
في يوم 17 كانون الأول/ ديسمبر 1999، عدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم (25) تشرين الثاني/ نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة؛ وذلك في قرارها رقم (54/134)، ودعت الأمم المتحدة الحكومات، والمنظمات الدولية، والمنظمات غير الحكومية لتنظيم نشاطات، ترفع من وعي الناس حول مدى حجم مشاكل نساء العالم، ومنها عرضتهنّ للاغتصاب، والعنف المنزلي، وأشكال أخرى متعددة من العنف.   والمرأة هي الركن الركين في المجتمع، والبيت والأمة، ولا يمكن تصور الحياة الإنسانية بدون العفة والشرف، إلا عند الذين انحرفت فطرتهم، وإلا فان الإنسان السليم، لا يمكن أن يتقبل المساس بموضوع الشرف والسمعة، مهما كانت الدوافع التي تقف وراء محاولات انتهاك هذه الثوابت والقيم الانسانية الراقية. وهذا الكلام ينطبق على النساء والرجال على حد سواء. والواقع العراقي المتناقض بين دعاوى “ الديمقراطية والعراق الجديد”، وواقع تكبيل الحريات والانتهاكات الصارخة المنافية لأبسط الأعراف والقوانين الإنسانية، هذا الواقع المتناقض يجبرنا على الكلام، ولا يمكن تجاهل ما يجري مهما حاولنا؛ لأنها كوارث مدمرة، ولا يمكن المرور عليها مرور الك

أطفال العراق بين يومهم العالمي والاختطاف

صورة
الأطفال هم دائماً ضحية الصراعات الدائرة في كل مكان من العالم؛ لأنهم الحلقة الأضعف في المعادلة، وبالتالي يكون الثقل الأكبر من حجم الخسائر واقعاً على كواهلهم الرقيقة الضعيفة. وفي كل يوم دولي سواء أكان يوماً للمرأة، أم للأم، أم للأب، أم للبيئة، أم لغيرها، نجد العراق -مع الأسف الشديد- في صدارة دول العالم؛ من حيث خراب، وضياع حقوق هذه الفئات البشرية، وهذا من البلايا التي صُبت على مجتمعنا بعد مهزلة «تحريره» عام 2003. وفي العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، وحسب توصية الأمم المتحدة تحتفل أغلب دول العالم باليوم العالمي للطفل، وهناك بعض الدول تحتفل به في الأول من حزيران من كل عام، فيما قررت جامعة الدول العربية اعتبار أن اليوم العربي للطفل هو الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، وقد تحدد هذا التأريخ؛ لأنه يوافق يوم استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي اغتالته قوات الاحتلال الصهيونية أمام مرأى العالم وسمعه! الطفل العراقي وجد نفسه في بلد مليء بالعنف والإرهاب الرسمي وغير الرسمي، وبالتالي اثرت هذه الأجواء غير الصحية في نفسية هؤلاء الأطفال، ولسنوات عديدة حُرم الطفل العراقي من الحل

حقوق الإنسان العراقي تحت الصفر

صورة
بهذه العبارة: (حقوق الإنسان العراقي تحت الصفر)، وصفت لجنة حقوق الإنسان البرلمانية العراقية يوم 30 آب 2012، أوضاع السجون في البلاد، وأن حالة السجون يرثى لها، وغير طبيعية، وخالية من الإنسانية؛ نتيجة التعامل العدواني، غير المبني على مبادئ حقوق الإنسان، والذي يتعامل به المسؤولون عن السجون مع النزلاء، وأن الأوضاع التي وصلت اليها السجون جاءت بسبب فشل وزارة حقوق الإنسان بتقديم ما مطلوب منها في مجال حقوق الإنسان، وأن الخدمات الصحية والغذائية والاجتماعية في سجون العراق مفقودة، وهذا ما تحاول لجنة حقوق الإنسان اثباته من خلال زيارتها للسجون، لكن السجون تمنع أعضاء اللجنة البرلمانية من دخول السجناء للتفتيش، والإطلاع على الأوضاع الحقيقية التي يعيشها النزلاء!. فبموجب أي قانون تُمنع اللجان البرلمانية من زيارة السجون، في وقت يدعي هؤلاء الساسة أنهم يمثلون الشعب، وهم يعملون من أجل مصالح المواطنين؟!. والحق أن ملف ما يسمى حقوق الإنسان من الملفات المضحكة المبكية، فهي مضحكة لأنها لا وجود لها في البلاد، حيث إن هذه الوزارة هي من الوزارات الجديدة على المشهد السياسي العراقي، والتي ولدت بعد الاحتلال،

المالكي والمتاجرة بالقضايا القومية

صورة
جاسم الشمري - العراق السياسة الصادقة هي التي تترجمها الأفعال الملموسة، لا الأقوال الخاوية، ولا يمكن للردح الإعلامي أن يكون سبباً في تغيير صورة هذا النظام، أو ذاك من الأنظمة التي تدعي الديمقراطية، وهي تمارس بحق شعبها أبشع صور التعذيب اليومي. وهذا الكلام ينطبق تماماً على حكومة المنطقة الخضراء ومواقفها، التي نجحت في تضليل بعض المسؤولين في الجامعة العربية بخصوص أغلب مجريات الأحداث في العراق. هذه الحكومة البوليسية على شعبها، تحاول اليوم أن تركب موجة التفاعل مع القضايا الإنسانية، ومنها قضية الإخوة الفلسطينيين الأسرى في السجون الصهيونية، حيث أكد مندوب العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير (قيس العزاوي) يوم 12/11/2012، الذي ترأس الاجتماع الثاني للجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الصهيونية، الذي عقد في مقر الجامعة العربية، أنه « سيعمل جاهداً لكي يوفر كل مستلزمات هذا المؤتمر المزمع عقده في العراق يومي 11-12، كانون الأول/ ديسمبر 2012 المقبل». وأضاف العزاوي «أنه تمت دعوة أكثر من (250) شخصية عربية ودولية لحضور المؤتمر»، مشدداً على أن «قض

العلاقة الجدلية بين العراقيين والفرح

صورة
العراقيون، ومنذ أن وطأت أقدام جنود الاحتلال الأمريكي أرض بلادهم، وهم يعانون الأمرين؛ بسبب ظلم واستهتار، واستخفاف تلك القوات - ومن جاء معها- بكل القيم، والأعراف، والتقاليد الأرضية والسماوية، وهذه الحقيقة أثبتتها سنوات الاحتلال العجاف التي ما زالت مستمرة منذ عام 2003، وحتى الساعة. وأمام هذا الواقع المؤلم، نشأت تلك العلاقة الجدلية بين العراقيين والفرح، أو التمتع بالحياة، حيث إن التمتع بالحياة لا يكون إلا بتوفر الظروف المناسبة المؤهلة لحالة الفرح، بينما الحال على الارض لا يعكس أية أجواء مناسبة ليس للفرح فحسب، وإنما للحياة بحد ذاتها، ورغم هذه الصورة المرسومة بريشة الألم، تعايش العراقيون مع الحياة بأفراحها وأتراحها، ومُزجت فرحتهم برائحة البارود، وصرخات الثكالى، وأنين اليتامى، ولوعات الأمهات، وحسرات المعتقلين، وآلالام المغتربين المهجرين في الداخل والخارج. حياة أغلب العراقيين خلطتها الحكومة، وأغلب أجهزتها الأمنية بالظلم الذي لا مثيل له، وآخر هذه الصيحات ما أكده لي شهود عيان - فضلوا عدم ذكر أسمائهم- وهم من منطقة المشاهدة شمالي بغداد، حيث أكدوا أن» قوات الفوج الرابع/ لواء (22) الفرقة السادس

النشيد الوطني العراق

صورة
يمثل النشيد الوطني في عالم السياسة اليوم جزءً لا يمكن تجاهله ضمن الاتيكيت الدبلوماسي خلال الزيارات الرسمية للمسؤولين، وربما تكون قضية عدم عزف النشيد الوطني لأي بلد حين زيارة مسؤول ما لبلد آخر، أو حتى في مباراة لكرة القدم، ربما تكون سبباً لأزمة سياسية تتطلب اعتذاراً من الطرف المقصر في هذا الاتيكيت الدبلوماسي. والنشيد الوطني، في الغالب، هو مجموعة أبيات شعرية يتم تلحينها، وتشير إلى تاريخ البلد وتتغنى بأمجاد الأجداد وببطولاتهم، ولتأكيد هذا الارتباط بين السابقين واللاحقين يعزف النشيد الوطني في المناسبات الوطنية وفي المدارس، وفي بعض البلدان قد يعزف النشيد قبل العروض المسرحية والسينمائية. وفي عالم السياسة هنالك اولويات للقضايا التي تعالجها الحكومات، والأولية دائماً تكون للأمن والغذاء والدواء والسكن، وتؤجل القضايا الثانوية في المراحل الانتقالية او المراحل الحرجة.  والعراق من البلدان التي صارت قضية النشيد الوطني فيه سبباً للعديد من الأزمات السياسية، ولم يفلح ساسته، كما هي حالهم في جميع القرارات من الاتفاق على تغيير النشيد الحالي للبلاد، من الاتفاق على النشيد الوطني للعراق الجديد. النشيد الع

العيد في العراق الجديد

صورة
كيف يمكن أن نكتب عن العيد، ونحن بعيدون عن الوطن والأهل والأحبة. وهل يمكن للأموات أن يصفوا حال الأحياء وهم في عالم البرزخ، وهل يمكن للأحياء أن يصفوا مرحلة ما بعد الموت وهم ما يزالون في مرحلة الحياة؟! من المؤكد أن هذه الأمور لا يمكن أن توصف بسهولة. يقول الاستاذ مصطفى لطفي المنفلوطي رحمه الله: «لا تأتي ليلةُ العيد حتى يطلع في سمائها نجمان مختلفان، نجم سعود ونجم نحوس؛ أما الأول فللسعداء الذين أعدوا لأنفسهم صنوف الأردية والحلل، ولأولادهم اللعب، ولأضيافهم ألوان المطاعم والمشارب، ثم ناموا ليلتهم نوماً هادئاً مطمئنا تتطاير فيه الأحلام الجميلة حول أسرتهم، تطاير الحمائم البيضاء حول المروج الخضراء، وأما الثاني فللأشقياء الذين يبيتون ليلهم على مثل جمر الغضا، يئنون في فراشهم أنيناً يتصدَّع له القلب، ويذوب له الصخر، حزناً على أولادهم الواقفين بين أيديهم، يسألونهم بألسنتهم وأعينهم: ماذا أعدوا لهم في هذا اليوم من ثياب يُفاخرون بها أندادهم، ولعب جميلة يُزينون بها مناضدهم؟ فيُعللونهم بوعود يعلمون أنهم لا يستطيعون الوفاء بها». العيد هو الحب والفرح والسرور والنور والبهجة ولقاء الأحبة، وفيه تلتئم ال