المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١٢

السوريون في قلوب العراقيين

صورة
في أيام المحن والشدائد تنكشف معادن الرجال، ويتضح الموقف الهزيل من الحال الأصيل، ويكتب التاريخ –حينها- مواقف العز بمداد الفخر والرجولة، وينقش مواقف الخنوع بمداد الذل والهوان والخنوع. وفي عالم السياسة هنالك تمايز واضح بين القرارات السياسية والإرادة الشعبية، وغالبية تلك القرارات لا تمثل في حقيقتها الرغبات الشعبية، وبالتالي يمكن أن تجد قراراً هنا، أو هناك يخالف أبسط الأعراف والقيم السماوية والأرضية والإنسانية، ومن ذلك القرار الذي اتخذته حكومة المنطقة الخضراء في بغداد يوم 20/7/2012، حيث أعلنت «اعتذارها» عن عدم استقبال اللاجئين السوريين بسبب «الوضع الأمني»، وذلك بعد أن سيطرت قوات الجيش السوري الحر على المنافذ الحدودية مع العراق! هذا القرار الذي واجه انتقادات شعبية كبيرة، حاولت «الحكومة المالكية» تبريره بأنه إجراء احترازي؛ بسبب الوضع الأمني، أو لمنع تسلل «الإرهابيين» إلى أرض الرافدين، وهذا التبرير لا يمكن تقبله بحال من الأحوال، فقد وجدت الحكومة حجة الأمن سبيلاً لتنفيذ أوامر إقليمية صادرة من أسيادها في الشرق والغرب، وكل ذلك يصب في الروافد المسمومة الهادفة إلى خنق الثورة الشعب

مصير العراقيين في سوريا

صورة
العراقيون المتواجدون في الأقطار العربية المجاورة، ومنها الجمهورية العربية السورية غالبيتهم من الذين ضاقت بهم أرض العراق، ولم يعد لهم أي مكان آمن لا في بيوتهم، ولا حتى في أية رقعة من بلادهم، وعليه اضطروا للهجرة إلى العديد من الدول المجاورة، ومنها سوريا والأردن ولبنان وتركيا وغيرها من البقاع التي سمحت بتواجدهم على أراضيها. هجرة العراقيين بدأت مع انتشار الجريمة المنظمة في البلاد في الأعوام 2005، و2006، و2007، حيث ازدادت معدلات القتل إلى أكثر من (300) شخص يومياً في فترة من الفترات، وازدادت معدلات جرائم الاختطاف والسلب والنهب وغيرها من الأفعال الاجرامية التي جعلت من العراق غابة لا يمكن العيش فيها. ومنذ أن اشتعل لهيب الثورة السورية، ونحن نتابع مجريات الأحداث هناك، حيث إن العراقيين في الشام تقدر أعدادهم ما بين مليون ونصف المليون إلى مليونين، غالبيتهم يعانون اليوم من مخاوف حقيقة على حياتهم، حيث يتم استهدافهم من أطراف مجهولة حتى الساعة، بالإضافة إلى معاناتهم- كعموم الشعب السوري الشقيق- من نقص الغذاء والدواء. ما يجري في سوريا اليوم لا يمكن تفهمه بسهولة؛ حيث يقتل الأطفال والمد

التزوير القانوني!

صورة
التزوير هو الخداع، بل هو أعلى درجات الغش والتحايل على القانون والناس، وهو أدنى دركات السقوط البشري، وهو بالمحصلة آكلة سرطانية تنخر الدولة والإنسان والمجتمع. والتزوير يكون بدرجات متفاوتة وبأنواع مختلفة، فمنه ما تكون مساحة ضرره واسعة، وهو الغالب، ومنه ما ينحصر ضرره بدائرة ضيقة، ومن ذلك تزوير العواطف والأحاسيس، وهذا في نظري أصعب أنواع التزييف؛ لأنه تدمير للجوانب النفسية والروحية والجسدية، وإضعاف لقيم انسانية بُنيت عليها المجتمعات الراقية. ومن أنواع الخداع، ما يمكن أن نسميه "تزوير المواقف"، المتمثل بالانقلاب على المبادئ من أجل المصالح الشخصية والطائفية والحزبية؛ وهو يعكس حقيقة ضعف الشخص، أو الحزب، أو الدولة عبر تمييع المواقف، وعدم الوضوح فيها، وخداع الجماهير التي وضعتها ثقتها بهذا الطرف، أو ذاك. وهنالك أيضاً "التزوير الثقافي" المتمثل بادعاء التحصيل العلمي؛ عبر شراء الشهادات من جهات باعت ضمائرها للشيطان، وارتضت أن تُعطي تزكيات لهذا الشخص، أو ذاك بالتخصصات العلمية والأدبية وغيرها، ويُعد هذا النوع من أشد الأنواع ضرراً على الأمة ومستقبلها؛ لأن المؤسسات التي يقود

ثروات هائلة وشعب فقير

صورة
ما من شك أن الناس في العالم منقسمون إلى قسمين، قسم لديه الأموال الطائلة، والقصور الراقية، والسيارات الفارهة، والحشم والخدم، (والحشم هم الرجال الذين يحيطون بالسيد ويكونون عزوة له) وغيرها من صور الترف والبذخ. والقسم الآخر، هم الناس الذين لا يجدون ما يكفيهم، أو ربما لا يجدون قوت يومهم، ولا يعرفون الفرق بين الدينار والدولار، أو بين السيارات الحديثة والقديمة، والمكيفة وغير المكيفة. وهذا الكلام مقبول في الدول الفقيرة التي لا تملك أية مقومات لقيام الدولة سوى المساحة والسكان؛ لأن الامكانيات المادية للدول هي التي توجه الوضع الاقتصادي العام للدولة، وبالتالي فلكل دولة لها أوضاعها الاقتصادية الخاصة، ولا يمكن توقع المعجزات من حكومات لا تملك ميزانيات معقولة ومناسبة للتحديات التي تواجهها. والفقر بحسب تعريفات البنك الدولي، يشمل الأفراد الذين يعيشون في الدول منخفضة الدخل، أي الفقيرة، وهي تلك الدول التي ينخفض فيها دخل الفرد عن (600) دولار شهرياً. والحقيقة أن الفقر يقصد به فقد الانسان ما يحتاج إليه من الحاجيات الضرورية، ومنها الغذاء والدواء والسكن، والماء الصالح للشرب، وغيرها من ا

رشاوى مقابل دم العراقيين

صورة
المسؤولية تعني تحكيم الضمير قبل القانون في إدارة ومعالجة الأزمات، وكذلك القدرة على إيجاد الحلول الناجعة لها خدمةً للصالح العام وتحقيقا للأمن والأمان. ومنذ رحيل القسم الأكبر من قوات الاحتلال الأمريكية من العراق، ونحن نتابع الكشف عن بعض الحقائق التي تتعلق بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وكرامته، وهذا أمر متوقع من احتلال همجي عبر القارات ليخرب العراق ويدمره، ومن غير المعقول أن نتوقع من المحتل الغاصب أن يكون رحيماً ولطيفاً مع أبناء البلد المحتل، لكن الأغرب من ذلك هو مواقف غالبية ساسة العراق اليوم من المتاجرين بدم العراقيين وأرواحهم ووحدة العراق وثرواته. ومن بين الحقائق المغيبة عن العراقيين ما كشفته صحيفة الغارديان اللندنية يوم 8/6/2012، عن واحدة من أهم الملاحقات القضائية في أمريكا، والمتعلقة بمجزرة ساحة النسور ببغداد التي ارتكبتها شركة بلاك ووتر الإجرامية الخاصة، المكلفة بحماية المسؤولين العراقيين والأمريكيين. وجريمة ساحة النسور وقعت في 17 أيلول 2007، عندما خرجت قافلة لقوات الاحتلال الأمريكية، من المنطقة الخضراء، يحرسها مقاتلون من شركة بلاك ووتر، وبعد ربع ساعة، أط

أطفال العراق الضائعون المنسيون

صورة
الأطفال في الحياة هم كالورود في الحدائق الغنّاء، فهم يملؤون الدنيا بالبراءة واللعب والابتسامات النقية، وهم كالفراشات التي تطير بين الأزهار لتداعب أوراقها، ولتنشر الفرح والسرور في الروح والنفس، وهم كأسراب الحمام التي تتنقل في أرض الله الواسعة، وتحلّق عالياً كأنّها تبعث الأمل في نفوس القانطين. الأطفال لا يعرفون إلاّ الحب الصافي الذي لا يشوبه الخداع والشوائب التي تملأ نفوس بعض الناس، وعلى الرغم من روحهم الطيبة، يكونون، مع الأسف الشديد، في بعض أرجاء الدنيا ضحية للغدر والقسوة والخيانة والعمالة وفقدان الضمير. وأطفال العراق منذ الحصار الدولي عام 1991، يعانون من الجوع والأمراض الفتاكة، والإهمال المتعمد، وماكنة القتل مستمرة بنحرهم عبر الانفجارات والسرطانات التي غزت العراق منذ احتلاله عام 2003. وفي يوم 20/6/2012، غادرت طائرة كاملة محملة بالأطفال العراقيين لجمهورية كرواتيا، والمفاجأة أنّ هؤلاء الأطفال لم يذهبوا للنزهة، أو للدراسة، بل جميعهم من المصابين بالأمراض السرطانية وسيتم علاجهم في كرواتيا! ولم تكشف حكومة المنطقة الخضراء عن أعدادهم الحقيقية! وفي نهاية شهر حزيران الماضي

أطفال العراق بين البراءة والإعدام

صورة
الإجرام ظاهرة موجودة في جميع دول العالم، وله نسب مقبولة؛ لأن البشر يختلفون في سلوكياتهم، فمنهم المواطن الصالح الحريص على عمل ما يعود بالنفع على نفسه وأهله ووطنه، وهم الأغلبية. ومنهم الطالح الشرير، الذي انحرفت سلوكياته من الخير إلى الشر، ومن النور إلى الظلمة، وهم الأقلية الشاذة.   والأطفال تلك الشريحة المليئة بالحب والبراءة والطيب والابتسامة، هم الجزء الأكثر اشراقاً في الكون، ولا يمكن استهدافهم بالأذى إلا من قبل ثلة من المجرمين الذين انحدروا إلى دركات الظلم والظلام، وبالتالي ما عادوا يميزون بين الجمال والقبح، والابتسامة والدمعة، والليل والنهار، والحرب والسلم، والصدق والكذب، وبين الوفاء والغدر. وأنا على يقين أن مسألة العثور على عائلة بالكامل وهي مقتولة في بيتها، ومعهم أطفالهم، أمر مؤلم وبشع ولا يمكن تصوره، وفي ذات الوقت، ربما، يكون سبباً لتغيير سياسات وحكومات؛ لأن البلاد التي لا تنعم بالأمن والأمان، هي بلاد شبيهة بالغابة، بل الغابة أهون منها في بعض الأحيان. وقبل أيام، وتحديداً يوم 15/6/2012، قتل رجل وزوجته وأبناؤهما الستة في جنوبي بغداد، حيث أقدم مسلحون يرتدون ملابس