المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٢

قافلة الظلم المستمر في العراق

صورة
يقول ابن خلدون رحمه الله: الظلم مؤذن بخراب العمران، وأنه، وعلى قدر الاعتداء يكون انقباض الرعايا عن السعي في الاكتساب، فإذا كان الاعتداء كثيراً عاماً في جميع أبواب المعاش كان القعود عن الكسب كذلك لذهابه بالآمال، وإن كان الاعتداء يسيراً كان الانقباض عن الكسب على نسبته. والظلم يخرب البلدان والإنسان، ولا يمكن لأمة ما أن تنهض وسط عتمة الظلم، ودهاليزه. وعلى هذا الأساس حاولت دول العالم أن تقف ضد التعذيب، أو الظلم، ومن ذلك جاءت فكرة اتفاقية مناهضة التعذيب، التي اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق والانضمام بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 39/46 المؤرخ في 10 كانون الأول/ديسمبر 1984. العالم احتفل يوم الثلاثاء 26/6/2012، باليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، والعراق من الدول الموقعة على اتفاقية مناهضة التعذيب، والتي تنص مادتها الأولى على أن المقصود "بالتعذيب" أي عمل ينتج عنه ألم، أو عذاب شديد، جسديا كان، أم عقليا، يلحق عمداً بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص، أو من شخص ثالث، على معلومات، أو على اعتراف، أو معاقبته على عمل ارتكبه، أو يشتبه في أنه ارتكبه، هو أو شخص ثالث،

حواري مع الأكاديمي عبد الحسين شعبان

صورة
أكد الاكاديمي العراقي الدكتور ( عبد الحسين شعبان ) ان استعانة ما تسمى قوى المعارضة بجيش الاحتلال الذي قادته الادارة الامريكية عام 2003 للوصول إلى الحكم، كان احدى اكبر الكوارث الحقيقية التي حلّت بالعراق منذ الحرب العراقية - الإيرانية والحصار الجائر الذي فرضته امريكا عام 1990باسم الامم المتحدة .. موضحا ان كارثة غزو العراق كانت بحجم كارثة فلسطين أو ما بعدها. واوضح ( شعبان ) في حوار صحفي اجراه معه مراسل الهيئة نت في العاصمة الاردنية عمان ( جاسم الشمري ) انه لا يمكن التعاون مع قوى أجنبية، بحجة التخلّص من نظام دكتاتوري، كما ان الديمقراطية لا يمكن قيامها اعتماداً على الدبابات والاحتلال العسكري، وان أية ديمقراطية بدون الوطنية، ستؤدي إلى الاستبداد والتسلّط والاستئثار إن عاجلاً أم آجلاً، كما تقود الى القبول بوصاية الأجنبي والرضوخ لمشيئته ومقدراته والسكوت عن نهب ثروات البلاد .. لافتا الانتباه الى ان الوصول إلى السلطة وفقا للمخططات الاجنبية، يعد الفصل الأكثر مأسوية من الصراع بين الحاكم والمحكوم، كما أن تشبّث الحاكم بموقعه وتصفية أية معارضة له سيدفع الاخر الى التفتيش عن حلول قد لا

برلمان الجدار الكونكريتي

صورة
في المرحلة التي سبقت الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة حاول المرشحون كسب ود الناس بأساليب معقولة ومقبولة أحياناً، وشاذة أحياناً أخرى، ومن الأساليب الهمجية توزيعهم للبطانيات والمدافئ والمراوح والأموال؛ لشراء أصوات الفقراء والمعوزين الذين لا يملكون قوت يومهم، وسمعنا – حينها- أن العشرات من المرشحين قد شاركوا الناس أفراحهم وأتراحهم، وكل هذه الفعاليات كانت الغاية من وراءها كسب رضا الناخب؛ وبالتالي الفوز بالمقعد البرلماني المخصص لهذه المنطقة، او تلك. المسؤول الناجح هو الذي يولد من رحم المعاناة، وهو ابن الفقراء والمعوزين والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة. وهو الذي لا ينقلب على نفسه وجماهيره، ولا يعرف الانفصام السياسي بين مرحلتي ما قبل الانتخابات وما بعدها. أعضاء البرلمان العراقي الحالي، وبمجرد دخولهم بوابة البرلمان لأول مرة، تناسوا تلك الوعود المعسولة، وما عادوا يفكرون إلا بأنفسهم، وبعد أشهر قليلة أصبحوا من الأثرياء؛ بسبب الرواتب والمخصصات الخيالية التي يحصلون عليها، وتشهد بذلك مدن اسطنبول وعمان ودمشق ودبي؛ حيث يتملكون فيها أرقى الفلل والشقق والقصور الفاخرة. اليوم في ال

العراقيون لا يريدون إلا حق الحياة!

صورة
كل انسان له الحق في العيش على هذا الكوكب الجميل. وهذا الحق كفلته الشرائع السماوية والأرضية، ورغم قناعة الجميع بهذا المبدأ، إلا اننا نشاهد في كل لحظة مظالم هائلة في هذا البلد، أو ذاك من بني الإنسان بعضهم ضد البعض الآخر. والمنظمات الدولية والمحلية المهتمة بحقوق الإنسان ما زالت حتى الساعة ترصد، بصمت وهدوء، المجازر المستمرة في العراق وسوريا، وغيرها من بلدان العالم. وحقوق الإنسان يقصد بها الحقوق الطبيعية التي يحتاجها كل كائن بشري، ومنها احترام بشريته وعدم المساس بما يجرح مشاعره وكرامته، وتوفير الحياة الحرة الكريمة والغذاء والدواء، وغيرها من المتطلبات التي يحتاج اليها للعيش بسلام وطمأنينة. وحينما تشكلت منظمة الأمم المتحدة سنة 1945، تضمن ميثاقها احترام حقوق الإنسان كهدف من أهداف المجتمع الدولي؛ ولتحقيق ذلك تأسست لجنة حقوق الإنسان سنة 1946، التي أصدرت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948. والعراق بعد عام 2003، كثر الكلام فيه عن حقوق الإنسان وكرامته، وهذه هي النغمة المملة لأغلب الساسة في خطاباتهم التي لم تعد تجد آذاناً صاغية، وفي الجانب الواقعي تشهد البلاد خراباً على الصعد كافة السياس

ماذا عن الشأن العراقي؟!

صورة
قد يظن البعض أن الكتابة في الشأن العراقي هي مهمة سهلة، ويمكن لكل كاتب أن يتناول قلمه ويتابع أي حدث من الأحداث اليومية المتزايدة في العراق، لكن الحقيقة هي على العكس من ذلك تماماً. فمنذ خمسة أيام، وأنا اجهد نفسي لكي أكتب شيئاً عن الشأن العراقي، ووجدت أكثر من خمسة عناوين لمقالات أظنها مهمة، وحينما تبدأ بالكتابة لا تصل إلى نتيجة؛ لأنك تضيع وسط الكم الهائل من الأخبار المتناقضة التي تأتيك من هنا وهناك. وهنا سأتناول بعض المواقف المتناقضة التي لا أدري كيف يمكن التعامل معها من قبل المتابعين للشأن العراقي، حيث إن الساحة العراقية تشهد منذ اسابيع حراكاً كثيفاً بخصوص سحب الثقة من رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي؟! رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي يتكلم في كل مناسبة عن وحدة العراق، وعلى النقيض من هذا الموقف، كشف محافظ البصرة خلف عبد الصمد يوم 4/6/2012، في حديث مع بعض اعضاء مجلس المحافظة وقيادات في حزب الدعوة الاسلامية – حزب المالكي- أن :” رئيس الوزراء، وفي اجتماع طارئ لائتلاف القانون، ووزراء، ومسؤولين كبار في الدولة، والمحافظين التابعين لحزب الدعوة الاسبوع الماضي، أمر المحافظين و

إرهابيون أم وطنيون؟!

صورة
ضاعت الموازين في العراق الجديد، ولم نعد نعرف مَنْ هو الإرهابي، ومَنْ هو الوطني؟! فالإرهابيون بنظر البعض هم الذين وقفوا ضد المحتل وأعوانه، والوطنيون هم الذين صفقوا للمحتل واصطفوا معه! وهذا لا يعني أن منظومة القيم والمبادئ قد ضاعت في العراقيين، لكن أنا أقصد بكلامي أغلب ساسة العملية السياسية، الذين كانوا -ومازالوا- يحاولون خداع العراقيين؛ لأن غالبية هؤلاء الساسة قد انقلبت لديهم هذه المفاهيم والقيم، وهم يُسيرونها وفقاً لما تتطلبه المرحلة، أو الأهداف الحزبية والطائفية، وحتى الشخصية. والواقع أن الإرهابي هو كل من سفك دماً عراقياً، سواء أكان أجنبياً محتلاً أم عراقياً لا يعرف الله، وليس لديه ذرة من ضمير، فكل من يستبيح الدم العراقي فهو من الإرهابيين، شاء من شاء، وأبى من أبى! هذا الخلط في المفاهيم قاد إلى تضارب في المواقف، ومن بين صور التناقض والفوضى الخلاقة في المواقف، الهادفة إلى سحب البساط من تحت أقدام خصوم رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي، وأيضاً لإشغال الرأي العام العراقي عن حقيقة الخلاف الجاري في البلاد اليوم، أقامت جماعة عصائب الحق في يوم 4/6/2012 استعراضاً عسكرياً

اعترافات اضطرارية أمام الإعلام

صورة
أكبر درجات الخداع والظلم أن يتحدث الإنسان، وخصوصاً الإنسان المسؤول المؤتمن، عن المبادئ والقيم والأخلاق والعدل والرحمة، وعن الإرهاب والإرهابيين، والكلام في الجزئية الأخيرة صار موضة نسمعها في كل يوم، بينما يمارس، هذا المسؤول، الإرهاب بكل أنواعه، ودون رادع من ضمير، أو قانون! وفي العراق يطلّ علينا يومياً، ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة، مسؤول حكومي من داخل المنطقة الخضراء ليعلن إلقاء القبض على مجموعة من «الإرهابيين»، وبعد ذلك تعرض اعترافات هؤلاء الأبرياء المغلوب على أمرهم أمام وسائل الإعلام ليعترفوا: «أنّهم قتلة ومزورون وإرهابيون»، وأيضاً يعترفون بكل عملية سُجِّلت ضد مجهول ضمن مسلسل التحقيقات الوهمية المتعلقة بالجرائم اليومية في «العراق الجديد»! ونحن في بلاد القهرين تعوّدنا على مهازل الاعترافات المفبركة، ولن ننسَ قصة ذلك الرجل المظلوم «إمام أحد المساجد»، الذي اعترف في التلفزيون الحكومي بممارسة الفاحشة في المسجد، وذلك بعد أن أحضر الظلمة زوجته أمامه، وإن لم يعترف بما يريدون فإنّهم سيعتدون على زوجته، فاضطرّ المسكين للاعتراف بجرم لم يقترفه، وكل ذلك من أجل إسقاطه بأعين النا