المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٢

مكافحة التدخين السياسي

صورة
الإنسان كما يقرر العلماء مكون من مادة وروح، فأما المادة وهي الجسم البشري، يستمد قوته مما يتناوله الإنسان من طعام وشراب، وعلاج- أغلب أمراضه- يكون بوسائل مادية، ومنها الأدوية والعمليات الجراحية وغيرها من سبل العلاج المتوفرة في دنيا الطب اليوم. أما الجانب الروحي للإنسان فيتم تغذيته عبر الأديان والإيمان، وكذلك الابتعاد عن كل الأسباب الداعية للألم الروحي، ومنها الاضطهاد والظلم، والكذب والاستخفاف بعقول الناس، وانتشار الجريمة، وامتهان بشرية الإنسان، وذلك بكثرة القتل لأتفه الأسباب. العراقيون بعد عام 2003، عانوا من التدمير الجسدي؛ عبر التفجيرات اليومية والاغتيالات المنظمة، والجريمة الرسمية، والاعتقالات اللاقانونية، أما في الجانب الروحي فقد عانى المجتمع العراقي من الكبت والظلم والاضطهاد، وتغييب الكفاءات واحتقارها، ومن عملية سياسية، لا تقيم وزناً للمواطن، بل ولا تنتمي – في غالبها- للعراق أصلاً. ومجلس النواب في كل بلدان العالم، هدفه سن القوانين الهادفة لخير البلاد، ولسعادة المواطنين ولاحترام إنسانيتهم، وحقوقهم، ومجلس النواب الحالي في بغداد، لا يعرف ماذا يقدم للعراقيين، فوجد ا

الجريمة الرسمية في العراق

صورة
تفشي الجرائم في أي مجتمع من المجتمعات له العديد من الأسباب، وربما تكون الظروف العامة في البلاد هي العامل الأكبر في ازدياد معدلاتها، بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية. والإنسان- أي إنسان- يولد على الفطرة، والعائلة والمجتمع هما اللذان يقودانه إما إلى الصواب، وإما إلى الخطأ والانحراف. والأعمال الاجرامية، في أي مكان من العالم، ترتكب بعد موت الضمير الإنساني، وإلا فان الضمير البشري كفيل لوحده- إن كان حياً، ونظيفاً- أن يكون رادعاً للإنسان عن ارتكاب الخطأ، ناهيك عن الجرائم. انتشار الجريمة في المجتمع العراقي اليوم، وصل لدرجات لا يمكن اعتبارها ظاهرة طبيعية يمكن أن تحدث في كل مجتمعات العالم؛ لأنها تقع لأتفه الأسباب، وفي كل مكان. وهذا الامر يتطلب وقفة جادة من الجميع لمعالجة هذه الظاهرة التي أخذت بالازدياد. الجريمة في العراق يمكن تقسيمها إلى نوعين، النوع الأول هو الجريمة غير الرسمية، والثاني هو الجريمة الرسمية. وضمن الجريمة غير الرسمية، أو المجتمعية، أفاد مصدر في شرطة محافظة الانبار، في يوم 22/5/2012، بأن طالباً في المرحلة المتوسطة قتل مدرسه رمياً بالرصاص غرب المحاف

مجلس عربي لحقوق الإنسان

صورة
هل السياسة كذب على الآخرين?، وهل هي استهزاء بعقول الجمهور، وقلب الحقائق الظاهرة وضوح الشمس في رائعة النهار؟! اعتقد أن القائد الناجح هو مثل الطبيب الماهر ينبغي عليه أن يعرض الحالة المرضية الواقعية كما هي، بدون رتوش، وبلا لف، أو دوران؛ لأنه كما يقال، إن حبل الكذب قصير، والقادة الذين لا يُقيمون وزناً لعقول ومشاعر أبناء الوطن مصيرهم السقوط إن عاجلاً، أم آجلاً. ومنذ أن تسنمت حكومة المنطقة الخضراء مهامها، وهي تزور الحقائق في بلاد الرافدين، حتى بات الناطق باسمها يعرف عند العراقيين باسم (كذاب بغداد)، ويا ليت تزويرها وتزييفها للحقائق يقف عند حدود الداخل العراقي، لكان الأمر هيناً، لكن هي اليوم تريد قلب الحقائق حتى على الدول العربية! وزير حقوق الإنسان (محمد شياع السوداني) ذكر يوم 15/5/2012: " أن العراق عازم خلال الأيام المقبلة، على تقديم ورقة عمل إلى مجلس الجامعة؛ لتطوير واقع حقوق الإنسان، تتضمن مقترحاً لتشكيل مجلس عربي لحقوق الإنسان، وأن تجربة العدالة الانتقالية في العراق كانت ناجحة ومميزة، كما أن العديد من الدول العربية اطلعت على هذه التجربة، والوزارة عملت أيضاَ على

الردح الإعلامي في العراق

صورة
الاعلام مهنة الحقيقة، والمخاطر والهموم، وان كانت هي السلطة الرابعة بعد السلطات التشريعية والتنفيذية والقانونية، الا انها صاحبة المركز الاول -بلا منافس- من حيث كثرة المتاعب وخطورة التبعات. الردح الاعلامي يقصد به تلميع صورة نظام من الانظمة او حاكم من الحكام، او منظمة ما، مقابل منافع شخصية سواء كانت مالية، او اعتبارية، وهو في الحقيقة نفاق يقصد به تلك المجموعة من المنتسبين للصحافة من الذين ارتضوا لأنفسهم -مع الاحترام لكل الصحفيين الاوفياء لمهنتهم- ان يقلبوا الحقائق، ويزوروا التاريخ، وهم موجودون -مع الاسف الشديد- في كل مكان وزمان بنسب ودرجات متفاوتة. الصحفيون في العراق بعد عام 2003، انقسموا قسمين، القسم الاول هم الذين مُولوا من الولايات المتحدة الامريكية وكونوا نتيجة لذلك القنوات الفضائية والصحف والاذاعات، وهؤلاء يعرفهم حتى الناس البسطاء في العراق، ومهما حاولوا التظاهر بارتداء ثياب الوطنية فان الجميع يعرفون ان ثيابهم مزيفة وممزقة، ومن هؤلاء الاعلام الحكومي الرسمي الذي يعد من المصادر المهمة في نقل الحقيقة للعراقيين، الا انه -مع الأسف الشديد- قد وضع نفسه في خانة الرادحين للحكو

ديالى مدينة البرتقال، أم الاعتقال؟

صورة
ينص العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، في مادته التاسعة، على: أنه لكل فرد حق في الحرية والأمان على شخصه. ولا يجوز توقيف أي شخص، أو اعتقاله تعسفاً. ولا يجوز حرمان أي أحد من حريته إلا لأسباب ينص عليها القانون، وطبقاً للإجراء المقرر فيه يتوجب إبلاغ أي شخص يتم توقيفه بأسباب هذا التوقيف لدى وقوعه، كما يتوجب إبلاغه سريعاً بأية تهمة توجه إليه. وغالبًا ما يرتبط الاحتجاز التعسفي، بوصفه إجراء غير قانوني، بمجموعة أخرى من الانتهاكات الأشد خطورة مثل انتهاك الحق في الحياة، والاختفاء القسري، وغيرها من صور الظلم والتعدي. وفي العراق "الجديد"، بعد عام 2003، ما زالت انتهاكات حقوق الإنسان مستمرة منذ الأيام الأولى للاحتلال وحتى اليوم، وسأورد هنا إحصائية قام بها قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين في العراق لما هو معلن من عمليات الدهم والاعتقال من قبل القوات الحكومية بمفردها، أو بدعم ومساندة من قبل قوات الاحتلال الأمريكية بحق المواطنين العراقيين التي حدثت خلال الفترة من نيسان 2011 الى آذار 2012، حيث أحصيت (2416)، عملية دهم نتج عنها اعتقال (16413) مواطناً، بمعدل شهري (13

الكهرباء مشكلة العراق المستعصية

صورة
هل تعلمون أنّ ساعات قطع التيار الكهربائي في إحدى الدول العربية تصل في فصل الشتاء إلى (16) ساعة يومياً، وفي الصيف إلى (20) ساعة يومياً! علماً أنّه تم إنفاق أكثر من (27) مليار دولار، نعم مليار دولار، على القطاع الكهربائي، وهذا المبلغ يُعادل ميزانية بعض الدول لأكثر من ثلاث سنوات، وهذه الدول لا تعاني من أيّ مشاكل في التيار الكهربائي، ورغم هذه المبالغ الطائلة فإنّ هذه الدولة ما زالت تعاني، حتى الآن، من شح الكهرباء وانعدامها في بعض المناطق، وسط وعود شبه يومية من المسؤولين فيها بأنّ مشكلة الكهرباء ستنتهي في الصيف القاتل الحالي. فهل عرفتم عن أيّ دولة نتحدث؟ نعم، العراق بعد عام 2003. العراقيون اليوم تعايشوا مع حالة الانقطاع المستمر للكهرباء، ونظّموا حياتهم عبر البدائل المتوفرة، وأقصد المولدات المناطقية الأهلية التي تُحمّل المواطنين أعباءً مالية كبيرة، وكذلك عبر استخدام المولدات المنزلية التي كانت سبباً في الكثير من الحوادث التي أدّت للوفاة والتشوهات والحرائق. الابتكارات العلمية والتقنية والتكنولوجية في العالم اليوم كثيرة ومهمة لاستمرار الحياة، وأصبحت جزءاً من حياة الإنسان، و

من ذكريات معركة الفلوجة الاولى

صورة
«لقد واجهت قواتنا أسبوعا قاسياً.. وأنا أصلي كل يوم من أجل أن تتراجع الخسائر.. لقد ملأت أرقام الموتى قلبي بالعذاب»؛ بهذه الكلمات تذكر الرئيس الأمريكي الابن، المطلوب للانتربول بسبب جرائمه في العراق، (جورج دبليو بوش) خسائر فلوله المندحرة في معركة الفلوجة الأولى. والمعركة، التي باتت تعرف باسم معركة الفلوجة الأولى، واستمرت لأكثر من (35) يوماً، حيث بدأت فجر يوم 4 نيسان/ أبريل 2004، وانتهت في 1 مايس/ مايو 2004، بخسارة أمريكية واضحة أمام الصمود الخرافي لأهالي الفلوجة، ومن ورائهم كل الشعب العراقي، هذه المعركة حدثت بعد أن قُتل أربعة من قوات المرتزقة من شركة (بلاك وتر) الاجرامية الأمريكية في مدينة الفلوجة، وذلك تعبيراً عن الرفض الشعبي لاستهتار القوات الامريكية ومرتزقتها، واستخفافها بأرواح العراقيين. الإعلامي (أحمد منصور)، قال في كتابه: معركة الفلوجة.. هزيمة أمريكا في العراق»، الذي سطر فيه ذكرياته في المدينة، أثناء تلك المعركة التاريخية، حينما كان يعمل مراسلاً لقناة الجزيرة القطرية، إن: «الفلوجة دخلت السجل العسكري الأمريكي )على أنها رمز للمقاومة.. وأنها المدينة التي هزمت الجيش الأم