المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٢

جمهورية العراق " الاستبدادية" الديمقراطية

صورة
اختلف الناس في توصيف العراق بعد عام 2003، هل هو دولة «ديمقراطية»، كما تدعي أمريكا ومعها أغلب ساسة المنطقة الخضراء، أم دولة دكتاتورية استبدادية، كما يؤكد المناهضون للعملية السياسة السقيمة الجارية هناك؟! هذه المعضلة لا يمكن الإجابة عنها بسهولة، ليس لعدم وضوح الرؤية، ولكن لأن لكل فريق أنصاره ومنابره الإعلامية، وإلا فإن الحال في العراق مأساوي ومؤلم، والدليل التفجيرات المستمرة،  والقتل اليومي، والملايين المهجرة في عشرات الدول. ساسة المنطقة الخضراء، ومعهم ساسة البيت الأبيض الأمريكي يقولون إن العراق اليوم يعيش في حالة «مثالية ديمقراطية»، ومن ذلك قول المالكي في يوم 30/11/2011، خلال اتصاله بنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن: «بدأنا مرحلة جديدة في بناء الدولة، والتجربة العراقية الديمقراطية من أفضل الديمقراطيات في المنطقة»! وبالمقابل، يؤكد الفريق المناهض للحكومة، وللعملية السياسية المشلولة بأن العراق يعيش اليوم في وضع مأساوي شاذ لا مثيل له في عموم العالم؛ لأن نظام الحكم في المنطقة الخضراء يدعي «الديمقراطية»، ويرتكب أبشع صور الظلم والاضطهاد والدكتاتورية! وحتى نتفهم حقيقة الو

توقفوا عن إبادة الشعب العراقي

صورة
الحلول الناجحة لأي مشكلة تنطلق من دراسة دقيقة وشاملة لكافة جوانب الإشكالية التي يراد إيجاد الحل لها، والحلول الارتجالية لا يمكن أن تقود إلى الخلاص من الواقع المؤلم؛ لأنها في الغالب لا تنطلق عن دراسة وتمحيص. والمشكلة العراقية المعقدة بعد عام 2003 لها أكثر من جانب خطير، وبرأيي انه في مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي المزعوم، تكمن صعوبة الإشكالية العراقية بالتزييف للواقع المعاش، وتصوير الألم على انه نعمة، والموت والخراب على انه رفاهية واعمار!!! في مرحلة ما بعد عام 2003، وحتى الانتخابات الأولى وجدنا تعاطفا كبيرا - خصوصا من الشعوب العربية - مع الشعب العراقي؛ بسبب حجم المأساة اليومية الواقعة عليهم جراء الانتقام الأمريكي من القوة المقاومة لتواجدهم، وبالتالي كانت المحصلة عشرات آلاف من الشهداء والمعاقين والأسرى شهريا، وحينما جرت الانتخابات الثانية عام 2010، ازداد حجم المأساة العراقية، وذلك لأكثر من مبرر ومنها، أن العديد من الأطراف الحكومية، والأمريكية، وبعض الدول العربية والأجنبية، أقنعت نفسها أن كل الشعب العراقي، وبكافة أطيافه قد مثل في هذه الانتخابات، وقد شارك في هذه الانتخابات، وبهذ

جيش العراق، أم جيش المنطقة الخضراء؟!

صورة
الدكتاتورية مرض فتاك يصيب القادة والمسؤولين، ويجعلهم لا يفكرون بمن حولهم، ويكونون كمن ينسب العصمة لنفسه من الخطأ والزلل، وهم بذلك يحكمون على أنفسهم بالنهاية المخجلة، بل والقاتلة، وضررهم لا يقع على أنفسهم فقط، بل على من هم في معيّتهم من الذين لا يرددون إلاّ ما يشاء هؤلاء القادة، وعلى بلدانهم التي يحكمونها بالحديد والنار. والدكتاتورية موجودة في أغلب المؤسسات الإدارية، وليس في قيادة الدول والتحكم بها فقط، وإن كانت تظهر في الحكم بصورة واضحة ومميزة، وهي بعبارة موجزة استخفاف الحاكم، أو المسؤول بعقول من معه، والاغترار بقدرته، منفرداً، على اتخاذ أصعب القرارات، وفي أشد الظروف! والديمقراطية، وإن كانت مرضاً شخصياً يصيب القادة والمسؤولين، إلاّ أنّ المجتمع هو المسبب لهذا الداء؛ لأن هؤلاء الدكتاتوريين لا يجدون في حاشيتهم من يفكر، ولو مجرد تفكير، للاعتراض على قراراتهم المهلكة، وهذا الأمر ينطبق على مجلس النواب بالنسبة للقادة، وينطبق، أيضاً، على مجالس الإدارة بالنسبة لمدراء الشركات والمؤسسات، وكذلك الحال في كل تجمع فيه مجالس استشارية وغيرها من الهياكل الإدارية الهادفة لبيان الرأي والمشورة

المؤتمر الوطني العراقي، هل سينجح؟

صورة
المؤتمرات الوطنية تعقد بين الأطراف المحلية المتناحرة في كل دول العالم؛ من اجل صياغة أساليب وسياسة العمل للمرحلة المقبلة، وإعادة اللحمة بينهم، وهذه المؤتمرات - في الحالة الاعتيادية- تحقق أهدافاً إستراتيجية ودافعة للعمل المشترك والبناء، وتضع الخطوط العريضة للسياسة الداخلية والخارجية للبلاد. واليوم نسمع بمحاولات “جادة” لعقد مؤتمر وطني في العاصمة العراقية بغداد، لحلحلة الأوضاع السياسية المعقدة والشائكة بين أرباب العملية السياسية، وهذا ما أكده جلال الطالباني الرئيس الحالي للعراق يوم 7/1/2012، حيث قال انه سيعود إلى بغداد من السليمانية؛ لإجراء لقاءات مع قادة الكتل السياسية حول مبادرته لعقد المؤتمر الوطني الموسع لحل الأزمة السياسية في البلاد، وانه تقرر بشكل نهائي عقد المؤتمر في بغداد، وأن اللجنة التي اقترحها، التي تتكون من عضوين من كل تكتل، ستقرر موعد انعقاد المؤتمر. الدعوة للمؤتمر الوطني ظهرت بعد الخلافات الحادة التي برزت بين شركاء الأمس، وتحديداً بين رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي، وكل من طارق الهاشمي نائب الرئيس، ونائب المالكي لشؤون الخدمات صالح المطلك. المالكي اتهم ا

الوطنية العراقية في الميزان

صورة
كثيرة هي الثياب المزيفة التي يتدثّر بها أعداء الإنسانية في كل مكان على وجه الكرة الأرضية، وربما تكون هذه الثياب البراقة الفارغة مطرزة بشعارات دينية، أو قومية، أو عرقية، أو وطنية، وكل هذه الثياب الخداعة الهدف من ورائها تحقيق مصالح شخصية وفئوية وحزبية وطائفية ضيقة. قبل أيام، وبينما كنت أتابع القناة الرسمية الحكومية العراقية، توقفت كثيراً عند تصريحات أحد قيادات العمل السياسي الجاري في العراق «الجديد» اليوم، ولا أريد أن أذكر اسمه وصفته؛ لأن الكلام لا ينطبق عليه وحده، وإنّما هو نموذج لمئات القيادات الوطنية المزيفة. تكلّم الرجل عن الانتماء للوطن وصدق التمسك بحبه، وعن أعداء العراق من الإرهابيين الرافضين للعملية الديمقراطية الحالية، وغيرها من الشعارات المنمّقة والعبارات المختارة بدقة وعناية فائقة، وكلامه يصدق عليه المثل الإنكليزي القائل (العبرة بالأعمال، وليست بالأقوال). الوطنية وحب العراق، هي القصيدة التي يتغنّى بها الجميع، والانتماء الحقيقي للبلاد هو شعار الجميع، والكل يدّعي أنّه يحب الأرض، وحريص على الأنفس والأعراض والأموال العامة، لكن منْ هو الوطني الصادق المنتمي حقيقة لتربة ال

لا يمكن نسيان الهولكوست الأمريكي في العراق

صورة
بعد أكثر من ثمان سنوات من الاحتلال الغاشم، انسحب الآلاف الجنود الأمريكيين من العراق، وذلك ضمن الاتفاقية الأمنية الموقعة بين حكومة المنطقة الخضراء وإدارة البيت الأبيض الأمريكي، في نهاية عام 2008، التي أُرغمت أمريكا على توقيعها؛ بفعل ضربات المقاومة الباسلة. والمشكلة التي تواجه المتابع للشأن العراقي هي في كيفية التعامل مع مصطلح " الاحتلال"، هل نتوقف عن استعمال هذا المصطلح في المقالات، والبحوث، والأخبار المتعلقة بالشأن العراقي، أم لا؟ المسألة ببساطة هنالك من يقول: إن القوات الأمريكية قد رحلت من العراق، فينبغي أن يتغير الخطاب، ونترك تسميتها باسم " القوات المحتلة"، أو " الغازية"، أو غيرها من المصطلحات التي تصف حقيقة الخراب، والدمار، والقتل، والإرهاب الأمريكي بحق العراق وأهله. وهذا الكلام يمكن تقبله فيما لو انسحبت القوات الأمريكية بصورة نهائية من العراق، لكن واقع الحال على خلاف ذلك تماماً، والمعلومة المتوفرة لديّ، من ضباط عراقيين في الجيش الحالي؛ تؤكد وجود قواعد عسكرية أمريكية في معسكر التاجي شمال بغداد، وفي قاعدة البكر الجوية في محافظة صلاح الد

الى مسيحيي العراق مع التحية

صورة
تقول المستشرقة الألمانية ( زيغريد هونكه): “العرب لم يفرضوا على الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام، فالمسيحيون، والزرادشتية، واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها سُمح لهم جميعا - دون أي عائق يمنعهم- بممارسة شعائر دينهم، وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم، وأديرتهم، وكهنتهم، وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى، أوليس هذا منتهى التسامح؟ أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال، ومتى؟ ومن ذا الذي لم يتنفس الصعداء بعد الاضطهاد البيزنطي الصارخ، وبعد فظائع الأسبان، واضطهاد اليهود. إن السادة والحكام المسلمين الجدد لم يزجوا أنفسهم في شؤون تلك الشعوب الداخلية. فبطريرك بيت المقدس يكتب في القرن التاسع لأخيه بطريرك القسطنطينية عن العرب: “إنهم يمتازون بالعدل ولا يظلموننا البتة، وهم لا يستخدمون معنا أي عنف”.فهذه هي حقيقة العرب، ودينهم الإسلامي الحنيف. أروع ما يميز الخريطة الاجتماعية العراقية، هي تلك الفسيفساء الزاهية الألوان من جميع المكونات، فهي تضم في ثناياها كل المتحابين من العرب والأكراد، والسنة، والشيعة، والمسيحيين، والمسلمين، واليزيدين، والصابئة، وغيرهم، صورة حقيقة معاش