من المتهم..القضاء، أم المالكي، أم الهاشمي؟
القضاء هو الملجأ للجميع، من أجل إحقاق الحق، وما من حضارة في الكون إلاّ وازدهرت عبر العدل والمساواة بين المواطنين، وما من أمة من الأمم أو دولة من الدول إلاّ وانهارت بسبب الظلم، ولهذا ورد في الأثر: أنّ الله لينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، وإن الله ليخذل الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة. والعراق، مع الأسف الشديد، اختلفت فيه الكثير من المعايير والثوابت بعد عام 2003، ومنها كارثة تسييس القضاء، التي ضربت المؤسسة القضائية العراقية، والتي هي محط احترام الجميع، في الصميم. وأغلب ساسة العراق اليوم إذا قلت له: السلام عليكم، يقول لك: سأرى هل هنالك فقرة في الدستور تسمح لي أن أرد عليك، أم لا؟! وعند مراجعة الدستور العراقي، الذي كتب عام 2005 تحت مظلة الاحتلال الأمريكي، نلاحظ التركيز على مبدأ فصل السلطات، حيث أكّدت المادة (47) على: أنّ السلطات الاتحادية تتكون من السلطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية تمارس اختصاصاتها، ومهماتها على أساس مبدأ الفصل بين السلطات. وحددت المادة (87) طبيعة السلطة القضائية بوصفها مؤسسة مستقلة، وتتولاها المحاكم على اختلاف أنواعها ودرجاتها، فيما أكدت الم