قتل أحلام شباب العراق
الشباب أداة التغيير في كل أمة من الأمم؛ لأن الإنسان في مرحلة الشباب تكون طموحاته وتطلعاته واسعة النطاق، وكذلك فإن الشباب العربي اليوم أصبح متميزاً بثقافته في مجالات الحياة المتنوعة، ولهذا كانت ثورات الربيع العربي من صنع الشباب، وقد نجحوا فعلاً في إحداث التغيير في تونس ومصر العروبة، وزلزلوا الأرض في سوريا واليمن، وهم الأمل، بعد الله سبحانه وتعالى، في إحداث التغيير في بلاد الرافدين رغم كل الصعوبات التي تواجههم. الحكومات العراقية المتعاقبة بعد عام 2003، حاولت إشغال الشباب عن دورهم النهضوي الفعال من خلال وسائل الترغيب والترهيب، إلا أنهم تفاجؤوا بالمظاهرات الغاضبة التي انطلقت في عموم المحافظات، بل وصل طوفانها إلى مناطق الشمال، التي يعتقد ساستها أنهم نجحوا في قتل روح الشباب والتغيير بين أبنائها الأبطال، وكانت المظاهرات مرآة عاكسة لحقيقة الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه. أما في بغداد، فإن حكام المنطقة الخضراء يعملون بقوة في سبيل تحجيم دور، ومهام شريحة الشباب، وذلك بإبعادهم عن مراكز التنوير العلمي، وحقول التطوير المالي؛ لأنهم يعرفون أن الشباب غاضبون، وسينتقمون من سياساتهم الطائفية التخريبية