حكومة المالكي تستخف بحياة العراقيين
في زمن الاحتلال تظهر جلياً النفوس الضعيفة، والتي لا يردعها وازع من ضمير أو قانون؛ لأن الضمير لدى هؤلاء ذهب في إجازة لا نعلم متى يقطعها ويعود إلى صاحبه، وأما القانون فهو في إجازة مفتوحة، ولا يطبق إلا على المساكين والأبرياء، أما السراق الحقيقيون فهم يرتعون بالمال العام، في بلاد ضاعت فيها المقاييس والموازيين. والفساد رغم انه مرفوض بكل أشكاله وأنواعه ودرجاته إلا أن هنالك فساداً أهون من آخر؛ لأن السارق الذي يسرق من المال العام هو مجرم ولص ومن أكلة السحت، إلا انه أهون حالاً من السارق المجرم الذي يملأ جيبه على حساب صحة الناس، فهو سارق وقاتل في نفس الوقت، والجرم هنا اشد فتكاً بالناس من الأول، وكلاهما لا يليق بالرجال المخلصين الصادقين، وقليل ما هم. وليس هنالك فساد اكبر من الاحتلال، وهو المعول الأبرز في تدمير الدولة العراقية، وهو السارق الأول، فبعد أن نهب من خيرات العراق الوفيرة، ومنها اليورانيوم والآثار والنفط وغيرها، سلّم البلاد إلى المعول الآخر، معول رجال العملية السياسية، وكانت هذه الهاوية الثانية التي قادت البلاد إلى فساد مالي وإداري مخيف. الزيارات التي تجري بين المسؤولين ف