لمَن تركتم العراق
المشهد الظلامي المرسوم على الخارطة العراقية اليوم يعكس حقيقة التشتت السياسي والإداري والأمني الذي تشهده البلاد، ولمعرفة هذه الحقيقة المأساوية في البلاد والتأكد منها ما عليك سوى متابعة نشرات الأخبار التي تذاع عبر مئات القنوات الفضائية، لتعرف حجم التدمير الذي طال أرواح الناس وممتلكاتهم وخرب البنى التحتية والفوقية لهذا البلد المبتلى. مشاهد الدم والاعتقالات لا تتوقف، ولا يوقفها لا الأشهر الحرم ولا غيرها، فالموت العراقي في كل المناسبات: في الأعياد، ومجالس العزاء، وفي صالات الاحتفال، وغيرها من الأماكن العامة، والخاصة، والمحصلة اليومية عشرات القتلى والجرحى. وبعيداً عن الجهات التي تقف وراء هذه التفجيرات، حيث سبق أن أثبتنا أن ما يجري في العراق هو تصفيات سياسية يراد منها الانتقام، والتشهير، والضغط، ولا شأن للمقاومة العراقية بهذه الدماء التي لا ناقة لها فيها ولا جمل؛ لأن مشروع المقاومة العراقية هو الاحتلال، وأدوات مشروعه في العراق. ويستمر شلال الدم العراقي، ويبقى السؤال المحير: لماذا هذا التجاهل لما يجري في العراق سواء من قبل أغلب دول المنطقة، أو دول الجامعة العربية، أو منظمة المؤتمر