المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٠

احتلال العراق بثوب جديد

صورة
الانسحاب الأمريكي المزعوم من العراق، الذي جرى وفقا لاتفاقية الذل والهوان بين حكومة المنطقة الخضراء وحكومة الولايات المتحدة يمكن تشبيهه بما تعلن عنه بعض المعارض التجارية من تنزيلات "وهمية" تصل إلى 70% من القيمة السابقة للمنتج، وحينما تقع في المصيدة، وتسأل عن السعر الجديد، تجد أنه مرتفع جدا قياسا بالسوق، وهذا يعني أن الأمر هو مجرد خدعة لكسب الزبائن عبر الإعلانات غير الحقيقية. وهذا الحال ينطبق تماماً على مهزلة الانسحاب، حيث يتواجد في العراق اليوم أكثر من مئة ألف مسلح بينهم أكثر من (50) ألف عسكري من جيش الاحتلال، ومثلهم –أو أكثر- من مجرمي الشركات الأمنية، بينما تدعي قيادة جيش الاحتلال الأمريكي انتهاء تواجد قواتها المقاتلة في العراق، حيث قال اللفتنانت كولونيل إريك بلوم الناطق باسم جيش الاحتلال الأمريكي في يوم، 18/8/2010 إن "آخر العناصر عبروا الحدود الكويتية - العراقية عند الساعة (06,00) (03,00 تغ)، وأنه بقي في العراق (56) ألف جندي أمريكي في عموم العراق بعد انسحاب هذه الكتيبة مكلفين بتأهيل الجيش العراقي". وبتاريخ 24/7/2010 كشفت مجموعة صحف (مكلاتشي) النقاب عن أ

الكلمة الحرة أشد على الاحتلال من الرصاص

صورة
في وقت المحن والشدائد، والابتلاءات، والمواقف الصعبة يمتاز الرجال، وتوضع النقاط على الحروف، ويتكشف الليل عن النهار، ويعرف الغث من السمين. والعراقيون بعد عام 2003، تباينت مواقفهم من الحالة الجديدة التي أمامهم، وأقصد الاحتلال الذي خرب، ودمر، وقتل الأبرياء بدم بارد، ومن العراقيين من صفق للمحتل، وهم القلة القليلة، ومنهم من وقف بوجهه بكل بسالة وعنفوان، وهم الأغلبية. وتنوعت وسائل المقاومة للمحتل بين السلاح، والكلمة، والموقف، وظهرت هنا وهناك أصوات وأقلام حرة مناضلة سطرت بكلماتها، وبحناجرها سدودا منيعة من المقاومة للاحتلال، وأعوانه، ومشاريعه التخريبية الطائفية الفئوية التقسيمية الخبيثة. هذه المقاومة ضد المحتل، وأقصد المقاومة الإعلامية عبر الكلمة، والصورة المعبرة التي تعكس وحشيته وحقده الدفين على كل شيء في بلادنا. وهذا الموقف البطولي دفع رجال الإعلام ثمنه من أرواحهم الطاهرة، ودمائهم الزكية، وحرياتهم، وقد ذكرت إحصائيات نشرها التقرير السنوي للجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين بتاريخ 2009/12/29، أن أكثر من(247) صحفيا قتلوا في العراق، بعد عام 2003، وانه تم رصد مئات الانتهاكات بح

انتحار وسط أوسمة الشجاعة

صورة
يقال إن هتلر في الحرب الكونية الأخيرة قال وهو يشير إلى قطعة من النحاس مرمية على الأرض بأنه سيحتل العالم بهذه، وفعلا خصص مصنعا كاملا للأوسمة العسكرية، والتي كانت حافزا كبيراً لجيشه لغزو العالم، كما كانت الأوسمة والنياشين على صدور ضباط هتلر مدعاة للسخرية، وقد تناولتها إحدى الطرائف عن جورينغ وهو المستشار العسكري لهتلر،وتقول الطرفة:" حصل جورينغ، على أوسمة ونياشين كثيرة حتى وجد صعوبة في إظهارها كلها على صدره إلى أن خطرت على باله فكرة. فقد ظهر في إحدى المناسبات وهو يضع مجموعة كبيرة من الأوسمة والنياشين على صدره تنتهي بسهم إلى الوراء.ولما سألته إحدى السيدات عن سبب هذا السهم أجابها جورينغ: معنى ذلك يا سيدتي أن بقية الأوسمة والنياشين أحملها على ظهري!"  وهذا التكريم الرمزي ما زال متبعاً في جيوش العالم حتى الساعة. هذه المقدمة تقودنا للحديث عن جيوش الاحتلال في العراق وأفغانستان، حيث إن ما تقوم به قوات الاحتلال في العراق من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وما أفرزته تلك العمليات الإجرامية من مقاومة باسلة من الشعب العراقي للاحتلال قادت إلى آلاف الضحايا من جنود الاحتلال بين قتيل

العراق بلا أموال

صورة
يُعرِّف ابن خلدون الدولة بأنها "كائن حي له طبيعته الخاصة به، ويحكمها قانون السببية، وهي مؤسسة بشرية طبيعية وضرورية، وهي أيضاً وحدة سياسية، واجتماعية لا يمكن أن تقوم الحضارة إلا بها، وأنها لا تقوم إلا على أساسين: أولهما: الشوكة والعصبية المعبر عنهما بالجند. وثانيهما: المال الذي هو قوام أولئك الجند، وإقامة ما يحتاج إليه الملك من الأحوال. فالدولة في أولها تكون بدوية، حيث يكون الإنفاق معقولاً، وإذا عظم المال انتشر الترف الذي يؤدي إلى انهيار الدولة، فإنَّ نفقات السلطان وأصحاب الدولة تتضاعف، وينتشر الإسراف بين الرعايا، وتمتد أيديهم إلى أموال الدولة من جهة، ومن جهة أخرى يبدأ الجند في التجاسر على السلطة". والعراق منذ احتلاله عام 2003 وحتى الساعة مبتلى بالاحتلال وأعوانه، وبلاؤهم على كافة الصعد السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية وغيرها، وبغداد فريسة ساسة لا يعنيهم إلا المصالح الشخصية والحزبية، ولو على خراب البلاد، ومستقبل أبنائها.  ولتأكيد هذه البلوى، ذكر تقرير المراجعة نصف السنوية للأمم المتحدة، قبل أيام بأن "التمويل المقدم من الجهات المانحة الدولية في العام 201

باعترافهم الفلوجة تضررت أكثر من هيروشيما 2

صورة
استكمالا لموضوع استخدام قوات الاحتلال الأمريكية لأسلحة محرمة دولياً في غزوها للعراق، وفي تصديها لرجال المقاومة العراقية الباسلة، نقول انه وبتاريخ 25/7/2010، اعترف وزير الحرب البريطاني ( ليام فوكس ) بأن قوات الاحتلال البريطانية الغازية استخدمت اليورانيوم المنضب في الغزو الذي قادته الإدارة الأمريكية ضد العراق عام 2003.  ونقل عن فوكس قوله في رسالة مكتوبة وجهها إلى مجلس العموم البريطاني " إن القوات البريطانية قد استخدمت ( 1.9 ) طن متري من ذخيرة اليورانيوم المنضب في الحرب على العراق عام 2003 ، وأن وزارة الحرب البريطانية زودت برنامج الأمم المتحدة البيئي بأسماء المواقع العراقية التي تمت مهاجمتها باستخدام الذخيرة المحتوية على اليورانيوم". أما فيما يتعلق بالمخلفات السامة التي ستتركها القوات المحتلة أن صدقت في وعودها بالانسحاب من العراق فقد كشفت صحيفة التايمز البريطانية بتاريخ 15/6/2010 أنها اطّلعت مؤخرا على نسخة من وثيقة للبنتاغون تعود إلى العام الماضي تؤكد أن ما يقدر بخمسة آلاف طن من النفايات الخطيرة والسامة تنتجها قوات الاحتلال الأمريكية هناك ستترك بعد مغادرتها بدلاً

رمضان العراقيين في ظل الاحتلال

صورة
رمضان شهر الرحمة والغفران، شهر تكبل فيه الشياطين، ويرحم فيه الغني الفقير، ويعطف فيه القوي على الضعيف، وحينما يهل هذا الشهر المبارك ينشغل الناس في الاستعداد له فرحا بمقدمه؛ لأنه موسم للبركات، والحسنات، والخيرات، والمودة، والسلام. وفي العراق بعد عام 2003، حيث الاحتلال وأعوانه وقواتهم الإجرامية، فإن رمضان صورته مختلفة عن بقية بلدان العالم الإسلامي، ولإثبات هذا الأمر أطلت علينا القنوات الفضائية في صباح اليوم الأول من رمضان بحزمة من الأخبار المؤلمة المؤسفة التي يذهب ضحيتها المواطن البريء. في اليوم الأول من رمضان اعتقلت القوات الحكومية القمعية من الجيش والشرطة أكثر من (36) مواطناً خلال حملات دهم وتفتيش تعسفية نفذتها بأساليب وحشية في مدينة الموصل، وفي مناطق (بعقوبة، وقرى قضائي الخالص والمقدادية) بمحافظة ديالى، فيما اعتقلت قوات مشتركة من جيش الاحتلال الأمريكي مواطنين اثنين خلال عملية دهم وتفتيش نفذتها في منطقة (قرية بروانة) شمال غرب مدينة بعقوبة بمحافظة ديالى. وعصر اليوم الأول قتل شخصان، وأصيب ثلاثة آخرون نتيجة سقوط مجموعة من قذائف الهاون وسط حي آسيا السكني التابع لمنطقة الدورة، و

ديمقراطية القنابل العنقودية في بلاد النهرين

صورة
يُعرف خبراء الأسلحة القنابل العنقودية بأنها أسلحة تسقط من الجو، أو تقذف من على الأرض، الغرض الأساسي منها هو قتل جنود العدو، وهي أسلحة مثيرة للجدل، وخطيرة جدا، وتتكون من عبوة تنكسر لينطلق منها عدد كبير من القنابل الصغيرة في الهواء، يتم توظيفها للهجوم على أهداف مختلفة مثل العربات المدرعة، أو الأشخاص، أو لإضرام الحرائق. وبإمكان القنابل الصغيرة تغطية منطقة كبيرة، ولكنها تفتقر للتوجيه الدقيق، ويتم قذفها من على ارتفاعات متوسطة، أو عالية بما يزيد من احتمالات حيودها عن الهدف. وقوات "التحرير" الأمريكية استخدمت في حربها ضد العراق كل الأسلحة المحرمة، وغير المحرمة، وهذا ما أكدته العديد من المنظمات الدولية والإقليمية المختصة، وفي يوم 2/8/2010، أعلنت وزيرة البيئة نرمين عثمان في حكومة المالكي المنتهية ولايتها أن تقارير المنظمات الدولية تشير إلى وجود أكثر من (55) مليون قنبلة عنقودية ألقيت على العراق إبان الحروب التي حدثت بين عامي (1991) و(2003)، وأن (15%) إلى (40%) من القنابل العنقودية -التي تحتوي الواحدة منها على (200) قنبلة صغيرة- لم تنفجر، وتحولت إلى ألغام أرضية، وأن العراق لا يم